عقبات في تجديد المعلم التاريخي لنادي ريال مدريد

camera iconالتصور الجديد لملعب سانتياغو برنابيو (موقع ريال مدريد)

tag icon ع ع ع

مطلع عام 2014 أعلن نادري ريال مدريد الإسباني على لسان رئيسه فلورنتينو بيريز أن ملعبه التاريخي المشهور، سانتياغو برنابيو سيغير، من حلته خلال السنوات المقبلة.

وقال بيريز أنه يسعى لأن يكون الملعب مرجعًا دوليًا في عالمي الرياضة والهندسة.

وبتصريحات الرئيس المدريدي، والتي نقلها الموقع الرسمي للنادي فإن الملعب “سيكون مكانا متميزا للمشاعر وسيكون مصدر فخر لجميع مشجعينا. نريد أن يكون أفضل ملعب في العالم برمته، يتمتع بأفضل وسائل الراحة، ورمزا عالميا للهندسة والتطور. إن الفوز بلقب أفضل ملعب هو مركز فريد. وسيكون رمزا عالميا. ملعبا استثنائيا، فريدا ورائعا”.

المشروع الذي تبناه بيريز كرحته شركتا “GMP” الألمانية للهندسة و”Ribas 35″ بعد فوزها بالمسابقة التي أعلن عنها النادي من بين أربع فرق عالمية تقدمت بمشاريع مشابهة، فيما اعتبره فلورنتينو بيريز أنه “يعكس بشكل تام الأهداف التي حددها”.

في حين اعتبر مؤسسة ومالك شركة “GMP” للهندسة، فولكفن مارج، أن هذا المشروع الأهم في تاريخ الشركة بعد مساعدتهم في بناء أكثر من 20 ملعبًا حول العالم.

ويشمل المشروع الكثير من الأغراض إلى الجانب الأغراض الرياضية، من مشاريع ثقافية وترفيهية وسياحية بما يجذب الزيار للملعب وفق حديث مارج.

ولكن المشروع فشل في الانطلاق والانتهاء في الوقت المحدد لعدة أسباب، تتركز أهمها حول أن ريال مدريد لم يتمكن من الحصول على صفقة رعاية للاستاد الجديد.

فشل في الانطلاق وخطط بديلة

خطة رئيس النادي بيريز اصطدمت بالكثير من العقبات، وعلى رأسها عدم وجود رعاة للاستاد التاريخي للنادي، إذ تحتاج أعمال التجديد لمبلغ يتراوح ما بين 400 مليون و500 مليون دولار.

وذكرت صحيفة “ماركا” الإسبانية أن بيريز يعتزم عقد اجتماعًا مع المساهمين في النادي بشأن الاستفتاء في الحصول على قرض ورهن النادي، يوم 23 من أيلول الحالي.

والواضح أن التكلفة المالية الكبيرة للتجديد كانت عائقًا حول رغبة المستثمرين في التعاقد مع النادي مثلما فعلت أندية بايرن ميونخ ويوفنتوس حين جددت ملاعبها.

وفي حال وافقت إدارة النادي على في الحصول على القرد فإن إدارة ريال مدريد ستكون تحت وطأة دين ضخم تقدر قيمته بـ 574 مليون يورو ، وليس 400 مليون يورو، حسبما ذكرت “الماركا”

وقال النادي في بيان، الخميس  6 من أيلول، إن الإدارة تسعى للحصول على موافقة أعضاء مجلس الإدارة، من أجل عقد اجتماع استثنائي للجمعية العمومية للنادي.

وتشير لوائح ريال مدريد إلى أن طلب الاستدانة يجب أن يوفق عليه أكثر من ثلثي الأعضاء حاملي الأسهم، حاضري الاجتماع الاستثنائي، نظرًا لكم المخاطر التي قد ينطوي عليها بالنسبة للنادي.

وكانت شركة بترول إماراتية أول الراغبين في الحصول على رعاية إعادة تجديد الملعب، إلا أن الصفقة فشلت بسبب خلاف بين النادي والشركة حول حق تسمية الملعب، منتصف العام الماضي، إذ كان من المقرر البدء بأعمال البناء مع نهاية موسم 2017-2018.

ولكن في الوقت الحالي، فإن على إدارة النادي تحمل نفقات أعمال التطوير بالكامل.

لمحة تاريخية

سمي ملعب ريال مدريد باسمه الحالي تخليدًا لذكرى أهم شخصية في تاريخ النادي، سانتياغو برنابيو، الذي كان اللاعب والمدرب ثم الرئيس للنادي الملكي، وتعتبر فترة برنابيو في رئاسة النادي هي الأطول في تاريخه إذ بلغت 35 سنة.

كما تعتبر الفترة الذهبية التي تمكن الريال خلالها من حصد لقب الدوري 16 مرة إلى جانب دوري أبطال أوروبا.

يقع الملعب وسط العاصمة الإسبانية مدريد، ويتسع حاليًا لأكثر من 81 ألف متفرج، ويعد واحدًا من أكبر ملاعب إسبانيا وأوروبا.

بعد افتتاحه عام 1947، حمل الملعب اسم تشامارتين الجديد، ثم سمي باسمه الحالي تكريمًا لرئيس النادي في ذلك الوقت.

استضاف الملعب الكثير من الاحداث الكروية، بما في ذلك نهائي كأس العالم عام 1982، إلى جانب نهائي دوري أبطال أوروبا أربع مرات في أعوام 1957، 1969، 1980، 2010.

البناء الأول يعود لما قبل 1944، وفي هذا العام منح البنك الصناعي في إسبانيا (بانكو مركانتل) قرضًا لكل من سانتياغو برنابيو ورفائييل سالغادو لشراء الأرض المجاورة لملعب تشامارتين القديم، وتم توظيف المهندسين المعماريين مانوويل مونيوز موناستيريو ولويس سولير أليماني لتصميم الملعب الجديد.

تشامارتين، بمساه القديم كان يتسع لـ 125 ألف متفرج ليكون أكبر ملعب في أوروبا بالتاريخ الحديث، ولكن بعد سلسلة من الوفيات للجماهير في الثمانينيات أبرزها حادثة ملعب هيسيل في بلجيكا وحادثة ملعب هيلزبورة في إنكلترا، أصدرت السلطات الإنكليزية تقريرًا عن كيفية تحسين سلامة المتفرجين في كرة القدم، وحذا حذوها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) في أوروبا، ما اضطر إدارة النادي آنذاك لإجراء تعديلات واختصارات على الملعب.

وبعد عدة تعديلات طرأت على الملعب، آخرها كان عام 1998، ولضمان سلامة المشاهدين والجماهير، قامت إدارة النادي بتخفيض عدد المقاعد والأمكنة المخصصة لوقوف الجماهير حتى وصل إلى سعته الحالية بـ 81 ألف متفرج.

وكان سانتياغو برنابيو شاهدًا تاريخيًا على لعبة كرة القدم وهو واحد من المعالم السياحية التي تشتهر في العاصمة الإسبانية مدريد، إلى جانب تاريخها العمراني عبر مئات السنين الماضية.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة