عودة الحياة لتنسيقيات الثورة في الشمال السوري

tag icon ع ع ع

إدلب – إياد أبو الجود

مع الحديث عن هجوم مرتقب على إدلب، شهدت مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري مظاهرات شعبية تؤكد مبادئ الثورة السورية، وترفض أي هجوم عسكري من روسيا وقوات الأسد، ليعود نشاط “تنسيقيات الثورة السورية”، والتي ضمت مجموعات تنسيق وناشطي الحراك الثوري الذي بدأ في سوريا عام 2011.

شهدت المنطقة مظاهرات، الجمعة 14 من أيلول، وهو التجمع الثاني من نوعه هذا الشهر، ورفع المتظاهرون شعارات “لا بديل عن إسقاط الأسد”.

نشاط مجموعات الحراك الثوري غاب عن الشمال السوري لأعوام بسبب القصف، واختلاف فصائل المعارضة المسيطرة وتضييقها على الحراك المدني، بحسب انتماءاتها.

ما هي تنسيقيات الثورة؟

“تنسيقيات الثورة” هي فرق عمل سورية ثورية تطوعية مستقلة عن الانتماء الحزبي أو السياسي أو العسكري، ونشطت في بدايات الثورة السلمية، لتنظم المظاهرات والوقفات والاحتجاجات السلمية في الداخل وعدة دول في الخارج، كما يعرفها المنسق العام لـ “تنسيقيات الثورة”، حمزة أبو نبيل.

ويعتبرها عبد الرزاق سلطان بأنها “المحرك للعمل المدني الذي يقوم به الثوار، من خلال التنسيق بين بعضهم البعض لتفعيل جميع الأعمال والفعاليات الثورية من إقامة مظاهرات وحراك ثوري من كل الجوانب للوصول إلى ما خطط له”.

المظاهرات عادت بعد انقطاع

مع اختلاف أسباب انقطاع ظهور المظاهرات على الساحة السورية تختلف أسباب عودتها، وفي حديث لحمزة أبو نبيل، المنسق العام لـ “تنسيقية الثورة السورية” في اسطنبول، قال إن جمهور الثورة كان يفقد الأمل بالتأثير على العالم والمجتمع الدولي بعد سبع سنوات من القتل والدمار تحت “أنظارهم وبمباركة صمتهم”.

وعلل أبو نبيل عودة المظاهرات بأن الشارع السوري “لمس جدية عند المجتمع الدولي في الاستماع لصوت الثورة السلمية، وخاصة بعد زوال قوى التطرف، التي كانت تشكل حاجزًا بين المجتمع الدولي ودعم الثورة”، مردفًا “إن أحسنا الظن نقول كانت حاجزًا، وربما كانت ذريعة”.

وانتشرت المظاهرات في أكثر من 100 نقطة في مناطق تمتد من جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي، إلى سهل الغاب بريف حماة الغربي، مرورًا بمركز محافظة إدلب وأريافها، وريف اللاذقية الشمالي الغربي.

وأكد أبو نبيل أن “الوضع يبدو مختلفًا اليوم، والنظام لم يحقق أي تغير سياسي ولم يفك ارتباطه بإيران، لذلك سيكون هذا النظام مواجهًا لخياراته وعواقب تحالفاته”.

وقال مدير “مرصد الثورة في الشمال السوري”، عبد الرزاق سلطان، إن من أسباب عودة المظاهرات بهذا التوقيت انخفاض حدة القصف الذي يستهدف المنطقة، ما أعطى الناس أمانًا للخروج بمظاهرات جديدة، وهذا ما أكده عضو “تنسيقيات الثورة” في حماة، بكار حميدي، مشيرًا إلى أنه وبعد تمركز الجيش التركي انخفض التصعيد بالقصف على المنطقة، ما أدى إلى ازدياد النشاط السلمي في الآونة الأخيرة.

ما سبب انقطاع المظاهرات

لم تتوقف المظاهرات في المناطق السورية، بسبب قلة النشاط الثوري فيها، وفق ما قال أبو نبيل، وانما انخفضت وتيرتها بسبب القبضة الأمنية في المناطق التي يسطير عليها النظام وهروب الكثير من الناشطين من مناطق سيطرته.

ويرى أبو نبيل أنه في المناطق المحررة لم تتوقف المظاهرات، وما حدث الجمعة، هو أكبر شاهد، معتبرًا أن ذلك دليل على استمرار السلمية، “لربما تأثرت المظاهرات بميل الكثيرين خلال الثورة إلى العسكرة”.

أما في الخارج فتختلف الأسباب وفق أبو نبيل، إذ انخفضت وتيرة المظاهرات بسبب فقدان الناس الثقة بالمجتمع الدولي وجدوى التأثير عليه، مؤكدًا أنه بعد تصريحات ممثلين عن عدة دول كفرنسا وتركيا وإشادتهم بالمظاهرات، يتوقع إقبالًا أكبر على المظاهرات في الأيام المقبلة.

ويرى عبد الرزاق سلطان أن المظاهرات توقفت بسبب استهداف الطيران الحربي والأسلحة الثقيلة، فلم يكن هناك استقرار كافٍ لخروج المظاهرات، الأمر الذي أكده عضو “تنسيقيات الثورة” في حماة، بكار حميدي، مشيرًا إلى أنه “باستهداف النظام للتجمعات صار من المحال الخروج بمظاهرات”.

“نحن نقوم بتجديد روح الثورة من جديد عبر المظاهرات وذلك بالإعداد لها عبر التنسيق بين المدن والبلدات والقرى داخل المناطق المحررة”، بحسب عبد الرزاق سلطان، مضيفًا أن “التنسيقيات” مهمتها الإعداد “وكتابة اللافتات والعبارات التي تخدم ثورتنا، وتسمية الجمعة بعد دراسة بين التنسيقيات”.

ويرى أبو نبيل أن المظاهرات آتت أكلها، و “حديث مسؤولين عالميين عن هذه المظاهرات يعتبر إنجازًا كبيرًا”، خاتمًا حديثه “بالمختصر نحن صوت الشعب الذي نطرق به مسامع المجتمع الدولي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة