بعد اتفاق إدلب.. ماذا بقي من معارك في سوريا؟

مقاتل من كفريا والفوعة في أثناء خروجه من إدلب بموجب اتفاق إيران مع تحرير الشام - تموز 2018 (رويترز)

camera iconمقاتل من كفريا والفوعة في أثناء خروجه من إدلب بموجب اتفاق إيران مع تحرير الشام - تموز 2018 (رويترز)

tag icon ع ع ع

دخل الملف السوري بمرحلة جديدة بعد اتفاق إدلب الذي نص على إنشاء منطقة عازلة بين مناطق النظام السوري والمعارضة، وتوقفت بالتالي العملية العسكرية “الضخمة” التي روج لها النظام السوري في الأيام الماضية.

ويدور الحديث الحالي عن “معركة سياسية” بين الدول الإقليمية المؤثرة في سوريا، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، واللتان تحتفظان بمساحات واسعة من سوريا على خلاف الأطراف الدولية الأخرى كتركيا وإيران.

وربما تكون الأشهر الأخيرة من عام 2018 الحالي نهاية المعارك، سواء ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” أو “جبهة النصرة” (المنحلة في هيئة تحرير الشام)، والتي من المتوقع أن يكون مصيرها متفقًا عليه بين روسيا وتركيا بانتظار تطبيق أولى بنود الاتفاق بينهما قبيل منتصف 15 من تشرين الأول المقبل.

وتعرض عنب بلدي المناطق التي تشهد عمليات عسكرية، والتي انحصرت في المنطقة الشرقية بشكل أساسي.

جيب هجين

تقع مدينة هجين على الضفة اليسرى لنهر الفرات، ويحيط بها من ثلاث جهات، حيث تنتشر مزارعها وبيوتها على سهل فيضي، وتعتبر المعقل الأخير لتنظيم “الدولة الإسلامية” في المناطق الواقعة شرقي الفرات.

وتبعد المنطقة مسافة 110 كيلومترات إلى الشرق من دير الزور، وحوالي 35 كيلومترًا عن مدينة البوكمال، وتبلغ مساحتها 250 كيلومترًا مربعًا عدا القسم الصحراوي منها.

وتعتبر هجين مركز ناحية، وتضم عدة قرى ومزارع هي غرانيج، الكشكية، أبو حمام، البحرة، حوامه، أبو الخاطر، وأبو الحسن.

وبدأت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) عملية عسكرية للسيطرة عليها، ضمن حملة “عاصفة الجزيرة” التي بدأتها لإنهاء نفوذ التنظيم من كامل الريف الشرقي لدير الزور.

وفي بيان لها، نشر في 11 من أيلول الحالي، قالت إن المرحلة الأخيرة من “حملة عاصفة الجزيرة” تستهدف السيطرة على بلدات هجين، السوسة، الشعفة مع القرى والمزارع التابعة لها.

وتنطلق العملية العسكرية من أربعة محاور، وأشارت “قسد” إلى أن المشاركة تشمل ألوية من “مجلس دير الزور العسكري” وبمساندة وحدات وتشكيلات من قوّات حرس الحدود، ومشاركة كبيرة لأفواج القوات الخاصّة لـ “وحدات حماية الشعب” و”وحدات حماية المرأة”، وبإسناد من طيران التحالف الدولي بالتنسيق مع الجيش العراقي.

خريطة توضح المناطق التي يتحصن بها تنظيم الدولة شرق سوريا - 18 من أيلول 2018 (lm)

خريطة توضح المناطق التي يتحصن بها تنظيم الدولة شرق سوريا – 18 من أيلول 2018 (lm)

جيبان في ريف حمص والسويداء

إلى جانب العمليات العسكرية الدائرة ضد التنظيم شرق الفرات، تخوض قوات الأسد والميليشيات المساندة لها معارك ضد التنظيم أيضًا في الجيب الممتد من ريف حمص الشرقي حتى بادية دير الزور.

كما تحاول السيطرة على منطقة تلول الصفا والتي يتحصن بها التنظيم في بادية السويداء الشرقية.

وبدأت قوات الأسد، في 11 من أيلول، عملية عسكرية في البادية السورية ضد مجموعات تتبع للتنظيم منتشرة في المنطقة.

وقالت وسائل الإعلام السورية الرسمية حينها إن العملية انطلقت من بادية السخنة من جهة تلة الصاروخ جنوب الشولا في ريف دير الزور الغربي باتجاه شمال غرب التنف على الحدود العراقية السورية.

وأضافت أنها تهدف إلى تمشيط تللك المنطقة من فلول تنظيم “الدولة” الهاربين من بادية السويداء، مشيرةً إلى أن قوات الأسد تقدمت بحدود 30 كيلومترًا حتى قرية النياري.

وتدور مواجهات عسكرية في بادية السويداء بين قوات الأسد والتنظيم حتى اليوم، وكان الأخير قد تحصن في منطقة تلول الصفا الوعرة بعد انسحابه من مناطق واسعة في البادية.

ويتحصن تنظيم “الدولة” في جيب يمتد بين محافظتي حمص ودير الزور، من أطراف منطقة السخنة حتى حدود مدينتي البوكمال والميادين في دير الزور.

وشن التنظيم في الأشهر الماضية عدة هجمات على مواقع قوات الأسد في المنطقة، وأعلن عن مقتل العشرات من العناصر بينهم روس، آخرهم في أيار الماضي.

منطقة تلول الصفا التي يتحصن بها تنظيم الدولة في بادية السويداء - 18 من أيلول 2018 (lm)

منطقة تلول الصفا التي يتحصن بها تنظيم الدولة في بادية السويداء – 18 من أيلول 2018 (lm)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة