في أسبوع.. أربعة أحداث ترسم خطوطًا عريضة للملف السوري

تعبيرية.. مقاتل من الجيش الحر في منطقة اليادودة بدرعا - أيار 2018 (رويترز)

camera iconتعبيرية.. مقاتل من الجيش الحر في منطقة اليادودة بدرعا - أيار 2018 (رويترز)

tag icon ع ع ع

شهدت سوريا في الأيام السبعة الماضية أحداثًا “بارزة”، أعطت خطوطًا عريضة للملف السوري سواء على الصعيد العسكري أو السياسي، والذي ينقسم حاليًا بين رؤية الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية من جهة وروسيا وشركائها في سوريا.

وكانت الدول الإقليمية الفاعلة في سوريا قد اتفقت في تصريحاتها الأخيرة على أن بداية عام 2019 المقبل ستكون مختلفة بشكل جذري عن السنوات السابقة، وبداية للتسوية، خاصةً بعد قرب انتهاء العمليات العسكرية على الأرض، وبشكل خاص ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي يخوض حاليًا آخر معاركه شرق الفرات.

وتعرض عنب بلدي أبرز الأحداث، التي قد ترسم مشهدًا جديدًا على الصعيدين السياسي والعسكري.

اتفاق إدلب

في 17 من أيلول الحالي اتفق الرئيسان التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب بين النظام والمعارضة.

وستكون المنطقة بعرض 15 إلى 20 كيلومترًا تحت إشراف الطرفين.

وبحسب وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، “سيتم الحفاظ على حدود منطقة إدلب ولن يكون هناك تغيير في الوضع الحالي”.

وأضاف أن المحافظة ستشهد وقف إطلاق نار بين النظام والمعارضة، دون أي هجوم، مشيرًا إلى أن روسيا ستتخذ إجراءات لمنع هجوم ودخول النظام إلى إدلب.

وجاء الاتفاق بعد توتر كبير على حدود المحافظة، بعد وصول تعزيزات “ضخمة” من قوات الأسد لبدء عملية عسكرية، تحددت محاورها سابقًا في ريف اللاذقية الشمالي وسهل الغاب بريف حماة الغربي.

وتعتبر إدلب المعقل الأخير للمعارضة السورية إلى جانب ريف حلب الشمالي، والخزان البشري “الأبرز” الذي يضم أكثر من أربعة ملايين مدني.

ما ميز الاتفاق هو تحييد إيران منه، كخطوة عزاها محللون إلى البدء بتقليص الوجود الإيراني في سوريا، خاصةً بعد التهديدات الإسرائيلية والاستهدافات المتكررة على مواقع عسكرية في سوريا.

وبموجب الاتفاق “سيتم تطهير المنطقة من عمق 15-20 كيلومترًا من الأسلحة الثقيلة، وسيبقى المدنيون (…) فقط الجماعات الإرهابية ستخرج”.

وأشار جاويش أوغلو إلى أن تركيا ستضطر لإضافة قوات إضافية إلى نقاط المراقبة الـ 12 المنتشرة في محيط المحافظة.

ونص الاتفاق أيضًا على فتح الطريقين السريعين”M4″ و”M5″ الماران من إدلب نهاية العام الحالي، لتنشيط التجارة في المنطقة، وهما طريق دمشق- حلب وطريق اللاذقية- حلب.

معركة في آخر معاقل التنظيم

الحدث الآخر هو العملية العسكرية التي أعلنت عنها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في آخر معاقله شرق الفرات بريف دير الزور الشرقي.

وقالت “قسد” إن المرحلة الأخيرة من حملة “عاصفة الجزيرة” تستهدف السيطرة على بلدات هجين، السوسة، الشعفة مع القرى والمزارع التابعة لها.

تقع مدينة هجين على الضفة اليسرى لنهر الفرات، ويحيط بها من ثلاث جهات، حيث تنتشر مزارعها وبيوتها على سهل فيضي، وتعتبر المعقل الأخير للتنظيم في المناطق الواقعة شرقي الفرات.

وتبعد المنطقة مسافة 110 كيلومترات إلى الشرق من دير الزور، وحوالي 35 كيلومترًا عن مدينة البوكمال، وتبلغ مساحتها 250 كيلومترًا مربعًا عدا القسم الصحراوي منها.

وتعتبر هجين مركز ناحية، وتضم عدة قرى ومزارع هي غرانيج، الكشكية، أبو حمام، البحرة، حوامه، أبو الخاطر، وأبو الحسن.

وتنطلق العملية العسكرية من أربعة محاور، وأشارت “قسد” إلى أن المشاركة تشمل ألوية من “مجلس دير الزور العسكري” وبمساندة وحدات وتشكيلات من قوّات حرس الحدود، ومشاركة كبيرة لأفواج القوات الخاصّة لـ “وحدات حماية الشعب” و”وحدات حماية المرأة”، وبإسناد من طيران التحالف الدولي بالتنسيق مع الجيش العراقي.

قصف إسرائيلي على اللاذقية

رغم تكرر الاستهدافات الإسرائيلية على مواقع عسكرية في سوريا طوال السنوات الماضية، إلا أن القصف الذي استهدف اللاذقية، في 17 من أيلول الحالي، أعطى أبعادًا أخرى كون المحافظة القاعدة الأساسية لروسيا منذ تدخلها في عام 2015 وحتى اليوم.

واستهدف القصف مؤسسة الصناعات التقنية في المدينة، إلى جانب مستودعات ذخيرة في منطقة عين الشرقية بمدينة جبلة بريف المحافظة.

وتخشى إسرائيل من بسط إيران نفوذها في سوريا وإنشاء قواعد عسكرية، وزاد على ذلك الاتفاقية الدفاعية الأخيرة التي أعلن عنها النظام السوري مع إيران بعد زيارة وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي إلى دمشق.

ويعتبر القصف على اللاذقية الأول من نوعه منذ بدء الاستهدافات الإسرائيلية، والتي انسحبت مؤخرًا إلى ريف طرطوس على منطقة وادي جهنم، والتي يوجد فيها منشأة لتصنيع الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى، بحسب ما كشفه موقع إسرائيلي (ISI).

إسقاط طائرة روسية

يرتبط إسقاط الطائرة بالحدث السابق، إذ رافق القصف الإسرائيلي سقوط طائرة روسية، من نوع “إيل 20″، في البحر المتوسط غربي مدينة بانياس في اللاذقية نتيجة استهدافها بالخطأ من قبل الدفاعات الجوية السورية، التي كانت تتصدى للصواريخ الإسرائيلية.

واعتبرت موسكو أن إسرائيل هي المسؤولة عن إسقاط الطائرة الروسية، بقولها إن الطائرات الإسرائيلية التي قصفت اللاذقية استترت خلف الطائرة الروسية ما أدى إلى استهدافها من قبل الدفاعات الجوية السورية “عن غير قصد”.

قالت إسرائيل، في 20 من أيلول، إنها لن توقف ضرباتها في سوريا لكنها ستبذل مزيدًا من الجهد “لعدم الاشتباك” مع القوات الروسية، وذلك بعد أن اتهمتها موسكو بارتكاب “أفعال غير مسؤولة وغير ودية” أدت إلى إسقاط طائرة روسية.

وكتبت السفارة الروسية في تل أبيب عبر “تويتر”، “تعتبر موسكو أفعال سلاح الجو الإسرائيلي غير مسؤولة وغير ودية إذ عرضت طائرة روسية من طراز إليوشن-20 للخطر وأدت إلى مقتل 15 عسكريًا”.

وأضافت أن روسيا “ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لإبعاد كل ما من شأنه أن يهدد حياة وأمن قواتنا التي تحارب الإرهاب”.

ونقلت وكالة “رويترز” عن نفتالي بينيت، وهو عضو في مجلس الوزراء الأمني المصغر الإسرائيلي، أنه سيتم تحسين “آليات عدم الاشتباك”، مشيرًا إلى خط روسي إسرائيلي ساخن يهدف لتفادي الاشتباكات غير المقصودة مع القوات التي أرسلتها موسكو إلى سوريا في إطار تدخل عسكري بدأ عام 2015.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة