روسيا تنشر تفاصيل سقوط الطائرة في سوريا وتحمل إسرائيل المسؤولية

طائرة روسية -صورة تعبيرية (سبوتنيك)

camera iconطائرة روسية -صورة تعبيرية (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

أفصحت وزارة الدفاع الروسية عن تفاصيل إسقاط الطائرة الروسية “إيل 20” في سماء اللاذقية، الأسبوع الماضي، وحملت إسرائيل مسؤولية إسقاطها بشكل كامل.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، في مؤتمر صحفي، اليوم الأحد 23 من أيلول، إن “موسكو ترى أن المسؤولية عن تحطم الطائرة في سوريا تقع بالكامل على سلاح الجو الإسرائيلي”، بحسب مانقلت وكالة “سبوتنيك”.

“إهمال إجرامي”؟

وأوضح المتحدث الروسي، “المعلومات الموضوعية المقدمة تدل على أن تصرفات طياري المقاتلات الإسرائيلية، التي أدت إلى مقتل 15 عسكريًا روسيًا، تتحدث عن عدم مهنيتهم أو على الأقل عن إهمال إجرامي”، بحسب وصفه.

ولم ترد إسرائيل على التفاصيل التي أفصحت عنها روسيا حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

وسقطت طائرة روسية، من نوع “إيل 20″، في البحر المتوسط غربي مدينة بانياس في اللاذقية نتيجة استهدافها بالخطأ من قبل الدفاعات الجوية السورية، التي كانت تتصدى لصواريخ إسرائيلية استهدفت اللاذقية، الاثنين الماضي.

وقتل 15 عسكريًا روسيًا كانوا على متن الطائرة الروسية، حيث عثرت فرق الإنقاذ البحري على جثثهم “أشلاء”، ما يرجح أن الطائرة انفجرت في الجو قبيل سقوطها في البحر.

واعتبرت الدفاع الروسية اليوم أن الحادثة ناتجة عن “إهمال إجرامي من سلاح الجو الإسرائيلي”، وقالت بناء على تحقيقاتها، “لذلك نحن نعتبر أن المسؤولية عن كارثة الطائرة تقع بالكامل على القوات الجوية المسلحة الإسرائيلية وأولئك الذين اتخذوا القرار بمثل هذا النشاط”.

وتأتي التصريحات الروسية في سياق توضيح التفاصيل الكاملة حول الحادثة، والتي أدت لتوتر بين الطرفين.

ووصل وفد إسرائيلي إلى موسكو قبل أيام، لتسليم السلطات الروسية نتائج التحقيق الذي أجرته إسرائيل حول ملابسات الحادثة.

كوناشينكوف قال إن إسرائيل لم تبلغ روسيا بوجود طيرانها في الأجواء السورية واعتبر أن “التضليل الذي قامت به الضابطة الإسرائيلية بشأن منطقة غارات المقاتلات الإسرائيلية لم يمنح الطائرة الروسية فرصة الخروج إلى منطقة آمنة”.

المتحدث الروسي قال إن إسرائيل لم تخبر روسيا بموقع مقاتلاتها الحربية في اليوم الذي سقطت فيه الطائرة، واعتبر أن الضابطة الإسرائيلية ضللت الجانب الروسي بتحديد المواقع المنسهدفة.

وأوضح، “لم يتم تحديد موقع مقاتلات إف 16 الإسرائيلية، بعد الهجوم، احتلت الطائرات الإسرائيلية مرة أخرى منطقة المناوبة على مسافة 70 كيلومترًا غرب ساحل سوريا، ما أدى إلى حدوث اضطرابات في الراديو الإلكتروني، وربما للاستعداد لضربات ثانية”.

مخطط زمني

وجاء في الرواية الروسية “في تمام الساعة 21:59، بدأت إحدى الطائرات الإسرائيلية مناورة في اتجاه ساحل سوريا، واقتربت من “إيل 20″، والتي كانت تخطط للهبوط، وقد تم إدراك ذلك من خلال حسابات الدفاع الجوي السوري لشن هجوم جديد من قبل الطيران الإسرائيلي”.

وتابع المتحدث الروسي، “لم تغادر الطائرات الإسرائيلية مجالها الجوي، بل بقيت في المنطقة نفسها واستمرت في الهواء حتى الساعة 22:40،  وفي الساعة 22:22، أبلغ الضابط المناوب لقيادة المجموعة الروسية في سوريا الضابط الإسرائيلي في مركز قيادة القوات الجوية بأن الطائرة الروسية في حالة استغاثة، مطالبًا بسحب الطائرات من هذه المنطقة، لأننا نستخدم معدات الإنقاذ”.

“وفقط عند 22.53، أي بعد 50 دقيقة من قصف الصاروخ للطائرة الروسية، قام مسؤول العمليات في مركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي برتبة عقيد بالاتصال والإبلاغ، بحسب رواية وزارة الدفاع الروسية، التي أضافت “تلقينا معلوماتك عن كارثة (إيل 20) وقمنا بمسح المنطقة، إذا كانت هناك حاجة إلى مساعدة، فنحن مستعدون للمساعدة”.

وأثناء سرده لتفاصيل الحادثة، أشار المتحدث الروسي إلى أن إسرائيل أبلغت القوات الروسية في سوريا عن تحليق طيرانها في الأجواء السورية، لمنع التصادم بين الطرفين، لكنه اعتبر أن ذلك لم يكن كافيًا بالنسبة للوقت، والتضليل حول المواقع المحددة للاستهداف.

وجاء في البلاغ الإسرائيلي للجانب الروسي حينها، أن إسرائيل ستستهدف مواقع في شمالي سوريا في “الدقائق القريبة المقبلة”.

وبعد مرور دقيقة واحدة، “في الساعة الواحدة والدقيقة الأربعين شنت أربع مقاتلات إسرائيلية (إف–16) غارات جوية على منشآت صناعية في محافظة اللاذقية بقنابل موجهة من طراز (جي بي يو-39)”، وفقًا للوكالة.

روسيا تتهم إسرائيل بانتهاك الاتفاقيات

واعتبرت الدفاع الروسية أن هذه الأعمال “تعتبر انتهاكًا مباشرًا للاتفاقيات الروسية- الإسرائيلية الموقعة في عام 2015″، وهي اتفاقية تمنع بموجبها التصادم بين الطيران الإسرائيلي والروسي في الأجواء السورية.

كما اتهمت الضابطة الإسرائيلية بتضليل القوات الروسية حين أعلنت بأن الأهداف التي سيستهدفها الطيران الإسرائيلي تقع في شمال سوريا، لكن الطيران الإسرائيلي استهدف مواقع في اللاذقية وهي غربي سوريا وليس في شمالها كما أعلنت، بحسب تعبيره.

وكانت الدفاع الروسية اعتبرت في وقت سابق أن إسرائيل هي المسؤولة عن إسقاط الطائرة الروسية، بقولها إن الطائرات الإسرائيلية التي قصفت اللاذقية استترت خلف الطائرة الروسية ما أدى إلى استهدافها من قبل الدفاعات الجوية السورية “عن غير قصد”.

إلا أن إسرائيل تقول إن طائراتها كانت في الأجواء الإسرائيلية لحظة سقوط الطائرة الروسية، وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي يعمل في سوريا ضمن نظام حماية مشترك مع روسيا لمنع الاحتكاك والتصادم بين الطرفين في الأجواء السورية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة