انقسام في حماة بعد الاتفاق الروسي- التركي بشأن إدلب

camera iconتعبيرية - أهالي قرية اللطامنة بريف حماة - 26 أيلول 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

ريف حماة – إياد عبد الجواد

بعد التفاؤل الذي عاشته إدلب ومحيطها إثر الاتفاق الروسي- التركي بشأن توقف العمليات العسكرية، ومع بدء وصول معلومات عن آليات تطبيقه، بدأ القلق واختلاف الآراء حيال الاتفاق.

وينص الاتفاق بين الرئيسين التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، على إقامة منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول خط التماس بين قوات النظام والمعارضة، بعمق يتراوح بين 15 و20 كيلومترًا، على أن تكون خالية من الأسلحة الثقيلة.

كما ينص على مهلة لنزع السلاح الثقيل من هذه المناطق كافة، في 15 من شهر تشرين الأول.

فصائل تغير موقفها

وفي أول تغير للمواقف تجاه الاتفاق، رفض “جيش العزة”، أكبر فصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي، والذي كان أول المرحبين بالاتفاق، إقامة منطقة عازلة على حساب الأراضي الخاضعة للمعارضة.

وفي بيان للجيش، السبت 29 من أيلول، قال إنه لن يقبل بتفاصيل المنطقة العازلة التي وردت بالاتفاق الأخير، بعدما اشترطت إقامتها على حساب المناطق الخاضعة للمعارضة وجاءت لصالح قوات الأسد.

كما رفض تسيير دوريات روسية على الأراضي المتفق عليها في المنطقة العازلة، وعدم فتح الطريق الدولي لما أسماه “فك الخناق عن إيران والنظام وإطلاق تجارتهم”، إلا في حال تم الإفراج عن المعتقلين في سجون النظام.

انقسام حيال الاتفاق

عضو تنسيقيات الثورة في حماة، حسين هاشم، قال لعنب بلدي إن “من أيد المنطقة العازلة كانت سياسته فن الممكن والحفاظ على أرواح ثلاثة ملايين إنسان وحمايتهم من المحرقة المتوقعة، وكان هدف أصحاب هذا الرأي استغلال هذه الفرصة لتوحيد الصف والكلمة عسكريًا وسياسيًا وإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة”.

أما الرافض لها فقد اعتبرها فرضت عليه من الخارج وممن يعتبرهم خونة للثورة ومبادئها، وأنه هو صاحب القرار باعتباره الهدف من هذا الاتفاق، ولا يزال مؤمنًا بأن هناك أوراقًا على الطاولة يمكن أن تغير هذه المعادلة، بحسب توصيف هاشم.

معظم سكان القرى التي تقع ضمن المنطقة منزوعة السلاح كان لهم توجه القبول بهذه الخريطة، التي يتوقعون من خلالها عودة الأمان والممتلكات إلى قراهم وعقاراتهم الزراعية وعودتهم من أماكن نزوحهم.

وهذه المنطقة تشمل العديد من القرى التي تعتبر بموجب موقعها خط تماس يفصل القرى الخاضعة للنظام عن مناطق سيطرة المعارضة.

وتمتد من قرية الكريم جنوبًا، مرورًا بقرية قبر فضة والرملة والحاكورة وانتهاء بالسرمانية وريف جسر الشغور، كما أنها تشمل قرى السهل شرقًا إلى سلسلة جبل شحشبو.

ويبلغ تعداد سكانها ما يقارب 200 ألف نسمة، معظمهم نزحوا إلى المخيمات أو دول اللجوء.

أمل بالعودة

رئيس المجلس المحلي في بلدة قبرفضة، قال لعنب بلدي إنه بالنسبة لقرى سهل الغاب بشكل عام، ستقع تحت سيطرة القوات التركية، أما القرى التي يسيطر عليها النظام فستبقى تحت سيطرة القوات الروسية، وعددها تسع قرى ممتدة من قرية الكريم جنوبًا حتى قرية الحاكورة شمالًا حيث سيطر عليها النظام ودمرت خلال المعارك بشكل شبه كامل.

وأشار المصري إلى أن “أغلب الأهالي يرفضون العودة لوجود قوات النظام، وقد يكون وجود القوات الروسية وانسحات قوات النظام حافزًا لدى كثيرين من الأهالي، الذين ليس لهم أي علاقة بالحراك الثوري، بالعودة إلى قراهم بغية زراعة أراضيهم التي أجبروا على تركها لسنوات”.

وفي ظل الحديث عن بدء تطبيق بنود الاتفاق، بدأ عدد من سكان مناطق ريف حماة العودة إلى قراهم وبلداتهم، وأكد المصري أن ريف حماة سيشهد عودة أهاليه من مناطق نزوحهم بالتزامن مع انتشار القوات التركية في المناطق العازلة، لكنه اعتبر هذه العودة “خجولة” حتى الآن.

في حين أعرب حاتم إبراهيم، وهو أحد نازحي قرية الحاكورة، في سهل الغاب عن استيائه بسبب وقوع قريته والقرى المجاورة ضمن مناطق النفوذ الروسي.

واعتبر النازح بأن روسيا والنظام وجهان لعملة واحدة لا يمكن الوثوق بإدارتهما للمنطقة، وحتى مع انسحاب النظام وبقاء الروس فإن الشباب تستحيل عودتهم خوفًا من انتقام القرى المجاورة التي يغلب عليها الطابع الموالي للنظام السوري، وشهدت معارك سابقة مع فصائل المعارضة.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة