فرصة أخيرة بيد النظام

اعتصام مفتوح في السويداء للإفراج عن المختطفات

camera iconاعتصام أهالي المختفطات أمام مبنى المحافظة في السويداء- 4 تشرين الأول 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

السويداء- نور نادر

شهدت محافظة السويداء تطورًا لافتًا في قضية المختطفات، في الأيام الماضية، بعد إقدام تنظيم “الدولة الإسلامية” على إعدام الشابة ثروت أبو عمار، موثقًا ذلك بتسجيل مصور أرسله مع تهديدات بقتل من تبقى من النساء والأطفال، في حال لم تنفذ مطالبه المحددة.

وجاءت عملية الإعدام بعد اعتذار أعضاء لجنة متابعة المخطوفين عن عدم الاستمرار في عملهم في بيان صدر عنهم، في 2 من تشرين الأول الحالي، جاء فيه أن مساعيهم تتعرض للعراقيل، دون الإفصاح عنها بشكل دقيق.

لكن أحد المقربين من أعضاء اللجنة قال لعنب بلدي، إن أغلب الضغوطات كانت أمنية، حيث تعرض أفراد اللجنة للتحقيق الأمني المشدد في ارتباطاتهم وعلاقاتهم في أثناء التفاوض، فضلًا عن الموافقات الأمنية التي كانوا يحتاجونها في أثناء تحركاتهم.

اعتصام مفتوح

على خلفية إعدام الشابة “ثروت أبو عمار” نفذ العشرات من أهالي المحافظة اعتصامًا أمام مبنى محافظة السويداء، للمطالبة بالإفراج عن بقية المختطفين وكشف مصيرهم بشكل كامل.

ودعا أهالي المختطفين إلى جانب عدد كبير من الناشطين أبناء جبل العرب للوقوف بجانبهم في الاعتصام المفتوح.

وجاء في بيان الأهالي، “نحن بانتظاركم في ساحات الكرامة في ساحة سلطان الأطرش لنطالب أصحاب القرار ومسؤولي الدولة ومشايخ العقل وكل أصحاب السلطة بأن يردوا لنا أطفالنا ونساءنا من أيادي الإجرام”.

ويبلغ عدد المختطفات 21 امرأة إلى جانب ثمانية أطفال، كان تنظيم “الدولة” اختطفهم خلال الهجمات التي استهدفت السويداء في تموز الماضي.

وبعد مرور اليوم الأول من الاعتصام والذي أغلق باب المحافظة بشكل كامل، تلقى المعتصمون بوادر أولية في تحرك مسار المفاوضات، حيث التقى اللواء كفاح الملحم من الأمن العسكري والمسؤول عن ملف القتال ضد تنظيم “الدولة” مع بعض رجال قرية الشبكي، وأوضح لهم وصول مطالب التنظيم للإفراج عن المختطفات.

من بين المطالب أن تنظيم “الدولة” سيصدر قائمة بأسماء معتقلين له في سجون النظام السوري للإفراج عنهم مقابل مختطفات السويداء، وإلى جانب ذلك طلب مبلغ مليون دولار مقابل كل مختطفة.

ويمسك بملف التفاوض حاليًا وبشكل رسمي شيخ العقل، حكمت الهجري، والذي التقى باللواء كفاح الملحم للبحث في آلية سير التبادل بعد صدور القائمة.

وكان الهجري حدد وسيطًا بينه وبين التنظيم للتفاوض، ونجح في تمديد المهلة التي حددها الأخير من ثلاثة أيام لقتل المختطفات في حال عدم تنفيذ شروطه إلى مهلة مفتوحة ترتبط بسير العملية التفاوضية.

سخط من “رجال الكرامة”

إلى ذلك كان اللافت أن إعدام المختطفة جاء عقب إفراج “حركة رجال الكرامة” عن عشرات المواطنين من عشائر المحافظة، الذين تم اختطافهم على مدار الشهرين الماضيين، وذلك بمبادرة روسية ورعاية من شيوخ عقل طائفة الموحدين الدروز.

وسبّب تزامن حادثة إعدام الشابة مع الإفراج عن مختطفي العشائر حالة من السخط لدى شريحة واسعة من أهالي السويداء، واعتبر البعض منهم أن “رجال الكرامة” وقعوا في فخ الروس وأعطوا أمانًا للنظام السوري، الذي عرف بتخاذله وتساهله مع التنظيم.

وفي أواخر آب الماضي، راجت عمليات غير منظمة في السويداء بدأها عناصر من تشكيلات المحافظة ضد البدو القاطنين في الريف الشرقي، بتهمة تعامل البعض منهم مع التنظيم بخطف النساء والأطفال.

وأوضح المراسل حينها أن عمليات الاعتقال والمداهمة طالت أشخاصًا لا علاقة لهم بالتنظيم، ما دفعهم لتوجيه نداءات استغاثة لفصيل “جيش العشائر” للتدخل.

وفي 17 من آب، نفذت “الحركة” حملة مداهمات على مناطق وجود عشائر البدو في الريف الشرقي.

ونقلت شبكة “السويداء 24” عن مصدر في “الحركة” آنذاك أن عناصرها داهمت مناطق وجود العشائر قرب قرية بوسان، واعتقلوا أكثر من 15 شخصًا يُشتبه بتعاملهم مع التنظيم.

وأوضحت الشبكة أن الحادثة المذكورة سبقتها حملة اعتقلت فيها “الحركة” أشخاصًا من البدو متورطين بالهجمات الأخيرة على السويداء.

مؤشرات تورط النظام

التقت عنب بلدي بأحد المعتصمين الذين حضروا الاجتماعات المتعلقة بمصير المختطفات لدى التنظيم، وأشار إلى دلائل تؤكد تورط النظام في القضية.

ويقول، “كل ما جرى يصب في مصلحة النظام، وأولهم خسارة رجال الكرامة حاضنتهم الشعبية وثقة الأهالي فيهم، كما أن المبلغ التعجيزي الذي يطلبه التنظيم، والذي لم يسبق له أن طالب به، جاء بعد رصد النظام للأموال الطائلة التي وصلت لتسليح المحافظة من جميع الدول التي تضم أبناء الطائفة الدرزية، وعلى رأسها من الشيخ موفق طريف في الجولان”.

وبحسب المشارك في الاعتصام، لم ينشر التنظيم ومنذ الهجمات الأولى عبر معرفاته الرسمية أي تسجيل مصور أو خبر يخص حادثة الخطف، كما أنه لم يعترف رسميًا بمسؤوليته عنها ولم ينفِ على حد سواء.

ويرى أن النظام السوري لن يقبل بخروج المختطفات، كونهن دليلًا على تورطه، مشيرًا إلى أن المال لن يشكل عائقًا في التفاوض، لكن جدية النظام في إخراج أسرى التنظيم هي آخر فرصة له لتبرير تورطه وآخر فرصة للمحافظة لخروج مختطفاتها سالمين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة