النظام ينقلب على اتفاق مخيم الركبان.. مناشدات لإنقاذ النازحين

مخيمات النازحين في منطقة الركبان على الحدةد الأردنية- السورية أيار 2016 (تنسيقية الثورة في مدينة تدمر)

camera iconمخيمات النازحين في منطقة الركبان على الحدةد الأردنية- السورية أيار 2016 (تنسيقية الثورة في مدينة تدمر)

tag icon ع ع ع

تواصل قوات الأسد حصارها لمخيم الركبان الحدودي مع الأردن، بعد أسبوع على توقيع اتفاق يقضي بإدخال المساعدات وإخراج الحالات الطبية من المخيم.

وقال إعلامي الإدارة المدنية للمخيم، عمر الحمصي، في حديث إلى عنب بلدي، اليوم الاثنين 8 من تشرين الأول، إن النظام السوري زاد حصاره للمخيم ويمنع دخول أي مواد طبية أو غذائية، خلافًا لما تم الاتفاق عليه قبل أسبوع.

ويخضع مخيم الركبان لحصار خانق، منذ حزيران الماضي، بعد إغلاق المنفذ الواصل إلى الأردن بضغط روسي، وإغلاق طريق الضمير من قبل قوات الأسد، لتزيد معاناته بإغلاق منظمة “يونيسف” للنقطة الطبية منذ أسبوع، دون توضيح الأسباب

وكان وجهاء مخيم الركبان في منطقة التنف الحدودية توصلوا إلى اتفاق مع النظام السوري من تسعة بنود، في 30 من أيلول الماضي، على رأسها علاج الحالات المرضية في دمشق.

الحصار يزداد

وأضاف الحمصي أن النظام يمنع دخول المساعدات إلى المخيم، عبر حاجز عسكري في منطقة المثلث على بعد نحو 70 كيلومترًا، مع إجراءات مشددة ضد الأدوية والأغذية، باستثناء سيارات الأعلاف.

ولم يوضح النظام أسباب ذلك الحصار وعدم تنفيذه للاتفاق الأخير، رغم إعطاء الوعود بالبدء بتنفيذه بعد يومين من توقيعه، وإخراج الحالات المرضية الحرجة، وفقًا للحمصي.

وعزا الناشط عبد الله عبد الكريم، الموجود في المخيم، تجميد الاتفاق الأخير إلى المحادثات الأمريكية- الروسية حول تفكيك المخيم بشكل كامل، وهذا ما تصر عليه موسكو منذ أشهر.

وأضاف عبد الكريم أن فصيل “جيش مغاوير الثورة” كانوا مشاركين في الاجتماع الأخير ومطلعين على تفاصيله، لكن لا علم لديهم اليوم بما يدور حول المخيم ومصير النازحين فيه.

وكانت الخارجية الروسية تحدثت، في أيلول الماضي، أن الجانب الأمريكي يقترح تسوية مشكلة المخيم الحدودي مع الأردن، عبر نقل النازحين إلى مناطق سيطرة النظام السوري، وبرعاية مكاتب الأمم المتحدة في دمشق، “لكن تفاصيل العملية المحتملة لم تتم مناقشتها حتى الآن”، بحسب قولها.

وبعد أن كان المخيم ملاذًا للفارين من جحيم المعارك، بات ورقة ضغط تتقاذفها الجهات الدولية مع النظام السوري، لتمرير أجنداتها السياسية على حساب عشرات آلاف النازحين السوريين.

الوضع الطبي

وعلى الصعيد الطبي، قال الحمصي إن نقطة “يونيسف” على الحدود الأردنية، هي الملاذ الطبي الوحيد للنازحين، لكنها لا تستقبل جميع الحالات خاصة مع موجود حالات كثيرة بحاجة للمشافي التخصصية.

وأدى سوء الوضع الطبي في المخيم لوفاة الطفلة هدى رسلان، البالغة أربعة أشهر، اليوم الاثنين، وذلك لعدم وجود الرعاية الصحية الجيدة وغياب حليب الأطفال، كما منعت نقطة “يونيسف” دخول الطفلة قبل أيام لعلاجها في المركز الوحيد على أطراف المخيم.

ويعاني المخيم من انعدام معظم المواد الغذائية والطبية، مع وجود حالات مرضية بحاجة إلى عمليات جراحية، لا سيما حالات الولادة، إضافة لغياب الأدوية عن المرضى، مع مصادرة أي علبة دواء عبر الحواجز.

مناشدات من المخيم

من جهتها، أصدرت عشائر الجنوب في المخيم، بيانًا يوم أمس، وناشدت من خلاله الجانب الأردني والمجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل إنقاذ النازحين من خطر الحصار الخانق، بعد مرور أسبوع دون أي مساعدات.

وقالت العشائر في بيانها إن الحالة المأساوية للمخيم تهدد حياة النازحين، لا سيما أن المنطقة صحراوية.

وجاء في بيان الاتفاق الذي وقعه وجهاء المخيم مع النظام السوري قبل أسبوع، “يتم إرفاق جداول خاصة بالأشخاص المراد مراجعتهم أصولًا، ومطالبة المعنيين بوجود نقطة طبية قريبة من مواقع الجيش السوري في البادية”.

وبحسب البنود تعهد ضابط أمن منطقة التنف، “أبو الأثير الخابوري”، بضمان حماية وتأمين القوافل الإنسانية في حال دخولها إلى المخيم، وحماية الكوادر المسؤولة عن التوزيع.

يضاف إلى ذلك ضمان تسوية أوضاع كل شخص من الحالات المرضية ضمن حالات الخدمة الاحتياطية، والإلزامية، والمنشقين.

ويضم مخيم “الركبان” غير الرسمي أكثر من 70 ألف نازح سوري، معظمهم من ريفي حمص ودمشق، ويديره مجلس مدني محلي من وجهاء وشيوخ العشائر في المنطقة والفعاليات المدنية، وأبناء محافظات دير الزور والرقة والقلمون الشرقي وريف حمص الشرقي.

ويقع المخيم في منطقة صحراوية على الحدود السورية- الأردنية قرب منطقة التنف، أنشئ في 2014، ويخضع لحصار من قوات الأسد وحلفائها، سعيًا للضغط على النازحين للانتقال إلى مناطق سيطرة النظام السوري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة