لبنانيون يتذكرون دخول الجيش السوري إلى بيروت

عناصر قوات الأسد في قصر بعبدا يرفعون شارة النصر بعد هروب الجنرال ميشيل عون 13 تشرين أول 1990(صقر لارا في فيس بوك)

camera iconعناصر قوات الأسد في قصر بعبدا يرفعون شارة النصر بعد هروب الجنرال ميشيل عون 13 تشرين أول 1990(صقر لارا في فيس بوك)

tag icon ع ع ع

انقسم اللبنانيون في تناول الذكرى 28 لاجتياح قوات الأسد الأراضي اللبنانية للإطاحة بالجنرال ميشيل عون، فمنهم من رأى الحادثة مدعاة فخر ونصر، بينما وجه آخرون انتقادات لاذعة للمحتفين بما أسموه “يوم النكسة”.

ودخلت قوات الأسد بقواتها البرية والجوية إلى لبنان للإطاحة بالجنرال ميشال عون، في مثل هذا اليوم، 13 من تشرين الأول عام 1990، وأسفرت العملية عن مئات القتلى من العسكريين والمدنيين.

معارضون: جيش الاحتلال

وقال رئيس حركة التغيير المحامي ايلي محفوض، في بيان له، اليوم، ردًا على اعتبار بعض المسؤولين اللبنانين دخول الجيش السوري انتصارًا، “ذكرى 13 تشرين الاول ولمن خانته ذاكرته هي يوم اجتاحت جحافل العسكر السوري المناطق الحرة، ويوم تم تدنيس مقري الشرعية ورمز الجمهورية اللبنانية، وأعني بهما القصر الجمهوري ووزارة الدفاع الوطني”.

وأضاف محفوض، “هو يوم ارتكب المحتل السوري المجازر وأعدم عسكريين ومدنيين وخطف رهبانًا من أديرتهم واقتادهم إلى سوريا، حيث لا يزال مصيرهم مجهولًا حتى هذا اليوم. لذا فإن كل من يحالف نظام الأسد لا يحق له إحياء هذه الذكرى المؤلمة”.

كما وصف المحتفلين بتلك الذكرى بـ “خزمتشي عند الاحتلال السوري”، تابع بقوله “أتمنى على هؤلاء أن يلوذوا بالصمت لأن هذه المحطة – الذكرى لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، أما وإذا أصبحوا اليوم يجرؤون على ذكر يوم الاجتياح السوري فهذا لا يعطيهم الحق بتبني واستذكار هذه القضية التي لا يعرف معناها إلا من ناضل وقاوم واستشهد”.

في المقابل غرد النائب اللبناني، شامل روكز، عبر حسابه في “تويتر”، معلقًا على الذكرى “صباح 13 تشرين الأول بيختلف عن غيرو… صباح 13 تشرين الأول بتشرق شمس الحق يلي حجبتها غيوم سوداء، وبنسّم هواء الحرية… كان الي الشرف كون آمر سرية مغاوير بضهر الصوان والدوار مع خيرة شباب الجيش اللبناني المقدّس يلي كان عم يقاتل على جميع الجبهات”.

وأضاف، “حاربنا بقوة، دافعنا بشراسة، قاتلنا للموت حتى انجرح كتير واستشهد البعض بس ما استسلمنا وبقيت سريتنا شامخة وما قرب عليها يلي كان مستقوي على الجيش اللبناني يومها”.

ومن جهته، كتب النائب اللبناني أسعد درغام، عبر صفحته في “فيس بوك”، “في 13 تشرين الأول 1990 بدأت مسيرة طويلة من النضال والكفاح، في 13 تشرين أطلق العماد ميشال عون من بعبدا مسيرة التمرد التي كان عنوانها: الحرية والسيادة والاستقلال، واليوم بعد قرابة الـ 3 عقود من الزمن، عاد إلى بعبدا رئيسًا للجمهورية متمسكًا بالمبادئ التي أصبحت صلاة يومية نتلوها ونرددها معه”.

وكان الجيش السوري بدأ تدخلًا عسكريًا في لبنان في صباح 13 تشرين الأول 1990، استهل ذلك بقصف منطقتي اليرزة وبعبدا بالطيران الحربي، حيث كان مقر عون الذي كان رئيسًا للحكومة.

وتكبد الجيش السوري في أثناء معاركه في محيط قصر بعبدا، حوالي 300 قتيل، إضافة للقتلى اللبنانيين، وكان تدخله بطلب لبناني للقضاء على الحكومة العسكرية التي شكلها عون إلى جانب الحكومة السياسية في حينها، وفقًا للسفير آلا.

عون والنظام السوري

عون البالغ من العمر 81 عامًا والمنحدر من منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد اليوم المعقل الرئيسي لـ”حزب الله”، كان أحد المسببين للحرب الأهلية التي ضربت لبنان لمدة 15 عامًا في تسعينات القرن الماضي.

عين في حزيران 1984 قائدًا للجيش اللبناني، وبات لقب “الجنرال” منذ ذاك الحين ملتصقًا باسمه، وكلفه الرئيس اللبناني آنذاك، أمين الجميل، بتشكيل حكومة عسكرية بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية جديد يخلفه في 1988.

فأصبح في لبنان حكومة عسكرية، إلى جانب الحكومة المدنية التي كان يرأسها سليم الحص.

وبالإضافة إلى كونه رئيس الحكومة العسكرية عين أيضًا وزيرًا للدفاع الوطني والإعلام، كما كلف بمهام وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة ووزارة الداخلية بالوكالة.

وشن عون في 1989 حربًا ضد الجيش السوري الموجود في لبنان منذ 1976، وأطلق على حربه اسم “حرب التحرير”.

وبالرغم من عدم تمكنه من طرد القوات السورية إلا أنه أصبح بطلًا في نظر المسيحين في لبنان، إضافة إلى حصوله على بند في اتفاق الطائف الموقع في السعودية 1990 الذي أنهى الحرب الأهلية، بخروج الجيش السوري خلال سنتين من لبنان.

إلا أن الأمور انقلبت عليه، خاصة بعد حصول النظام السوري على الضوء الأخضر بحسم الأمور، فاجتاحت القوات السورية قصر بعبدا في 13 تشرين الأول 1990، ما اضطره إلى اللجوء إلى السفارة الفرنسية ونفى نفسه إلى فرنسا مدة 15 عامًا، أسس فيها “التيار الوطني الحر”.

حليفًا للأسد بعد العودة إلى لبنان

بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق، رفيق الحريري، والاحتجاجات المرافقة لمقتله، خرجت القوات السورية من لبنان في 2005، وعاد عون ليخوض الانتخابات النيابية التي أجريت في 2005، ودخل البرلمان بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائبًا.

لكن الملفت هو عودة العلاقات بين عون والنظام السوري، فقد زار سوريا ثلاث مرات والتقى برئيس النظام بشار الأسد أعوام 2008 و2009 و2010.

العام الماضي تحدثت تقارير إعلامية عن محادثة بين الأسد وعون طلب منه الصمود في معركة الوصول إلى رئاسة الحكم، قائلًا له “هي أشهر معدودات وسيتغير الموقف نحو الأفضل”.

وفي كانون الثاني الماضي، أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية ترشيحه لعون، ما أحدث توترًا بينه وبين حليفه الحريري، قبل أن يتراجع الأخير ويرشح الجنرال بحجة إنقاذ لبنان من “الفراغ الرئاسي”، ويصبح عون رئيسًا للجهمهورية في لبنان بتحالف يجمعه مع “حزب الله” اللبناني.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة