اتفاق منبج إلى التنفيذ مع انفراج الأزمة التركية- الأمريكية

camera iconدورية للجيش التركي في محيط منبج - 17 من تموز 2018 (الأناضول)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – وكالات

على الرغم من تحديد تركيا موعد انسحاب “وحدات حماية الشعب” (الكردية) من مدينة منبج بريف حلب الشرقي، بموجب خارطة الطريق التي توصلت إليها مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن المنطقة، إلا أن الاتفاق لم ينفذ بعد أكثر من ثلاثة أشهر على توقيعه.

وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال في مقابلة له مع وكالة “CNNTURK” إن “الوحدات” ستبدأ الانسحاب من منبج في 4 من تموز.

ولكن دخول الجانبين التركي والأمريكي في أزمة دبلوماسية نتيجة احتجاز تركيا للقس الأمريكي أندور برانسون، سبب تأجيل تنفيذ الاتفاق بين الجانبين.

وبسبب تأزم العلاقات بين الطرفين والعقوبات الاقتصادية المتبادلة، لم يشهد ملف منيج أي تطور على مدار الشهرين الماضيين.

الاتفاق “لم يمت”.. بوادر للتنفيذ

مع المماطلة الأمريكية بتنفيذ الاتفاق قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن الاتفاق بين تركيا والولايات المتحدة تأجل “لكن لم يمت تمامًا”، وفق ما نقلت صحيفة “حرييت” التركية عن أردوغان خلال رحلة عودته من زيارة العاصمة المجرية بوودابست، الخميس 11 من تشرين الأول.

وللتسريع في تنفيذ الاتفاق تواترت التصريحات الرسمية التركية في اتهام “حزب الاتحاد الديمقراطي” (PYD) و”وحدات حماية الشعب” (YPG) بتطويق المدينة بالخنادق، كما اتهم الرئيس التركي الولايات المتحدة بعدم وفائها بوعودها المتعلقة بسحب القوات “الكردية” من منبج.

وكانت أولى البوادر بإعلان الولايات المتحدة عن البدء بتدريبات مع تركيا لتسيير دوريات مشتركة في المدينة، كخطوة أولى بعد توتر العلاقات بين الطرفين.

وقال وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، في 2 من تشرين الأول، إن بلاده وتركيا بدأتا تدريبات معًا للقيام بدوريات مشتركة قريبًا في منطقة منبج، مضيفًا أن التدريب جار في الوقت الحالي “وعلينا انتظار ما ستؤول إليه الأمور بعد ذلك”.

وأعلنت تركيا، في 9 من تشرين الأول، عن بدء التدريبات المشتركة على لسان وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، الذي قال إن أنشطة التدريب المشتركة بين تركيا وأمريكا، والمتعلقة بدوريات منبج بدأت اعتبارًا من اليوم.

البادرة الثانية كانت بعد إطلاق سراح القس الأمريكي، أندور برانسون، الذي كانت تركيا تحتجزه بتهم مشاركته في محاولة الانقلاب الفاشلة على الحكم، في تموز 2015.

وأطلقت السلطات التركية سراح القس الأمريكي، الجمعة 12 من تشرين الأول، بعد حكم قضائي بالسجن لمدة ثلاث سنوات وشهر و15 يومًا مع وقف التنفيذ، وفق ما قالت وكالة “الأناضول” التركية.

وأمرت المحكمة برفع الإقامة الجبرية عن برانسون، ما سيزيح المسبب الأكبر لسوء العلاقات التركية- الأمريكية، ويسرع من وتيرة الاتفاقات المعقودة بين الطرفين والتي تسببت الأزمة بتوقفها أو تجميدها.

إطلاق سراح برانسون جاء بموجب اتفاق سري بين واشنطن وأنقرة، وفق ما نقلت شبكة “NBC News” عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وعلى الرغم من أن تفاصيل الصفقة غير واضحة إلا أنها ستسهم بشكل كبير بعودة العلاقات بين الطرفين، إلى جانب تحسين العلاقات التركية مع حلف شمال الأطلسي.

على ماذا ينص اتفاق خارطة طريق منبج؟

المباحثات الأولى بين الجانبين التركي والأمريكي بخصوص منبج كان، في 13 من آذار الماضي، لكنه تأجل بسبب إقالة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون وتعيين مايك بومبيو.

وتأجل تنفيذ الاتفاق الأولي بين الطرفين بسبب تجميد الولايات المتحدة له عقب إقالة تيلرسون، قبل أن تعود المحادثات إلى مجاريها بين وزيري الخارجية التركي والأمريكي.

وتنص خطة العمل الأمريكية- التركية، المتفق عليها في حزيران الماضي، على تطبيق عدة مراحل محددة، تبدأ بانسحاب قادة “الوحدات”، ويليها تولي عناصر من الجيش والاستخبارات التركية والأمريكية مهمة مراقبة المدينة، بعد 45 يومًا من الاجتماع الذي انعقد بين جاويش أوغلو ومايك بومبيو، في 13 من حزيران الماضي.

أما المرحلة الثالثة فتنص على تشكيل إدارة محلية في غضون 60 يومًا، وسيجري تشكيل المجلس المحلي والعسكري اللذين سيوفران الخدمات والأمن في المدينة، حسب التوزيع العرقي للسكان.

وتأمل تركيا بالتفاهم والتوافق مع الولايات المتحدة على نقل “خارطة الطريق” التي تم الاتفاق عليها بشأن منبج إلى مناطق أخرى على الحدود، وفق ما جاء على لسان وزير الخارجية التركي، لكن اتفاق منبج لم ينفذ بعد، ويبدو أن على تركيا الانتظار لتطبيق الاتفاق الأول قبل بدء التفاهمات على المناطق الواقعة على الشريط الحدودي السوري- التركي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة