بانتظار آلية الاتفاق

قصف استفزازي للأسد في إدلب

camera iconعقيد في قوات الأسد على الجبهات العسكرية في الرستن بريف حمص - تموز 2018 (AP)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي- خاص

مر شهر ونصف على اتفاق “سوتشي” الخاص بمحافظة إدلب، وبينما التزمت فصائل المعارضة ببنوده المحددة بسحب السلاح الثقيل من المنطقة العازلة، وإبعاد الجماعات “المتشددة”، استمرت قوات الأسد على الجانب المقابل بقصفها للمناطق المحاذية لخط الفصل، ولم تحرك أيًا من عتادها العسكري الثقيل.

وبالتزامن مع القصف المدفعي والصاروخي، والذي أسفر عن مقتل تسعة مدنيين، آخرهم ستة في قرية الرفة بالريف الجنوبي لإدلب، في 26 من تشرين الأول، لم تنقطع التصريحات السياسية للنظام بالتأكيد على عودة محافظة إدلب إلى “حضن الدولة السورية بعد طرد الإرهاب منها”، بحسب تعبير الرواية الرسمية.

وفي آخر تصريح لوزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قال إن النظام “يفضل الحل السلمي للملف السوري. المسلحون الموجودون في إدلب جاؤوا عن طريق تركيا، ومن الطبيعي العودة من نفس الطريق”.

وتعطي التحركات السابقة للنظام إشارتين، الأولى على الأرض بالقصف “الاستفزازي” والذي تحاول من خلاله قوات الأسد اختبار فصائل المعارضة بشأن سحب السلاح الثقيل، ومن جهة أخرى أعطت التصريحات السياسية صورة عن رفض النظام للاتفاق، والذي كان توقيعه بين روسيا وتركيا بمثابة “صفعة كبيرة” بعد استقدام الحشود العسكرية لبدء معركة في المنطقة.

أين وصل الاتفاق؟

في آخر التصريحات التركية حول اتفاق “سوتشي” قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده لم تشهد أي مشكلة في محافظة إدلب، منذ توقيع الاتفاق مع الجانب الروسي.

وأضاف أردوغان، في كلمة نقلتها وكالة “الأناضول”، في 26 من تشرين الأول، “لم نشهد مشكلة في إدلب منذ التوقيع على اتفاقية سوتشي، حيث تشهد المنطقة استقرارًا وهدوءًا”.

وكانت فصائل “الجيش الحر” أعلنت بعد أسبوعين من توقيع الاتفاق سحب السلاح الثقيل بشكل كامل من المنطقة منزوعة السلاح، لكنها أشارت إلى أن نقاط رباطها لا تزال ثابتة في المنطقة.

وإلى جانب “الجيش الحر” المتمثل بـ “الجبهة الوطنية للتحرير” سحبت “هيئة تحرير الشام” سلاحها الثقيل لكن بصورة غير مباشرة، وتزامن ذلك مع بيان أصدرته “الهيئة” وافقت فيه على الاتفاق بصورة ضمنية، بعيدة عن الإعلان المباشر.

فيما يخص العناصر “المتشددة” انسحب قسم كبير منهم من المنطقة منزوعة السلاح، بحسب ما قال وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، والذي اعتبر أن انتهاك وقف إطلاق النار انخفض بنسبة 90%.

ويقول قيادي في “الجيش الحر” لعنب بلدي إن المرحلة المقبلة من الاتفاق ترتبط بتسيير الدوريات التركية- الروسية في المنطقة العازلة، مشيرًا إلى أنه من المقرر بدء عملها مطلع تشرين الثاني المقبل.

لكن القيادي يوضح لعنب بلدي أن تسيير الدوريات ورغم تحديد موعد عملها تفتقد للآلية التي لم تحدد حتى اليوم، خاصةً مع رفض فصائل المعارضة دخول الشرطة الروسية إلى مناطقها والتأكيد على الوجود التركي فقط.

ومن المفترض أن تتضح آلية الاتفاق بعد اللقاءات التي يجريها المسؤولون الأتراك والروس بشكل دوري، وآخرها في القمة الرباعية بمدينة اسطنبول التركية.

ولا يستبعد القيادي في “الجيش الحر” أن يتم الاتفاق على نشر قوات غربية مهمتها الفصل بين النظام السوري والمعارضة في إدلب، للتوصل إلى حل وسط يرضي فصائل المعارضة، والتي وافقت مؤخرًا على حدود المنطقة العازلة في أراضيها كاملةً.

استفزاز.. المعارضة ترد

طوال الأيام الماضية لم يقتصر قصف قوات الأسد على جبهة في إدلب دون غيرها، بل شمل مناطق تمتد من ريف حماة الغربي إلى الريف الغربي لحلب، مرورًا بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

وبررت قوات الأسد قصفها بأن فصائل المعارضة هي من بدأت بالقصف، وخاصةً بالسلاح الثقيل من المنطقة العازلة المتفق على إخلائها بشكل كامل.

وكانت صحيفة “الوطن”، المقربة من النظام السوري، تحدثت بالتزامن مع القصف المستمر على إدلب أن قوات الأسد رسمت خريطة لفصائل المعارضة في المنطقة العازلة المتفق عليها بين روسيا وتركيا.

وقالت إن الفصائل “المتشددة” أعادت انتشارها في المنطقة، كما حددت قوات الأسد مواقع نشر السلاح الثقيل من دبابات ومدافع.

على الجانب المقابل لم تصمت الفصائل العسكرية، وردت على الاستهدافات التي طالت بمعظمها أحياء سكنية.

وإضافةً إلى ذلك استمرت بعرض الدورات العسكرية التي تخرّجها من معسكراتها آخرها في 25 من تشرين الأول الحالي، إذ أعلنت “الجبهة الوطنية” عن تدريبات عسكرية في معسكر “الشهيد القائد رياض قره بجق”.

ويرى القيادي في “الجيش الحر” أن تخريج الدفعات العسكرية من جانب الفصائل يعطي إشارة إلى الاستعداد المستمر لأي عمل عسكري قد يقوم به النظام السوري، معتبرًا أن “النظام السوري والمعارضة حتى اليوم لم يوافقا بشكل كامل على الاتفاق رغم التوافق بين روسيا وتركيا”.

وكانت “هيئة تحرير الشام” أعلنت، في 27 من تشرين الأول، أيضًا عن مناورات عسكرية في ريف إدلب الجنوبي، كخطوة أولى من نوعها بعد موافقتها غير المباشرة على الاتفاق.

ونشرت “الهيئة” عبر معرفاتها الرسمية حينها صورًا من المناورات التي أجرتها “قوات النخبة” التابعة لها، مستخدمة جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة، بالإضافة إلى القناصات.

ولم تذكر “تحرير الشام” المنطقة التي أجرت فيها المناورات، سواء في المنطقة منزوعة السلاح أو خارجها في عمق محافظة إدلب.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة