من القمة إلى أسوأ النتائج

ريال مدريد الباحث عن العودة

camera iconمدرب ريال مدريد المقال جولين لوبتيغي

tag icon ع ع ع

خسر ريال مدريد أمام برشلونة وأمام ألافيس وأمام سيسكا موسكو، وتحول من المنافس على الدوري إلى الساعي للوصل إلى المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.

وخلال أربع مباريات عجز الفريق عن التسجيل، للمرة الأولى منذ 33 عامًا، الأمر الذي دعا إدارة السانتياغو برنابيو لدق جرس الخطر، وإقالة المدير الفني الإسباني للنادي جولين لوبتيغي وتعيين سانتياغو سولاري خلفًا عنه كمدرب بديل لفترة مؤقتة.

تحولات سبقت الكارثة المدريدية

في السنوات الثلاث الأخيرة، قدم النادي الملكي نسخة قوية وتنافسية، حمل من خلالها دوري أبطال أوروبا في ثلاث مناسبات متتالية كأول ناد يصل لهذا الإنجاز، على الرغم من عدد التعثرات التي وقع فيها الفريق في تلك الفترة.

ومع وصول جولين لوبتيغي للتدريب وجد أمامه فريقًا اعتاد على دور البطولة والمركز الأول، فقرر اتباع أسلوب السيطرة والاستحواذ ونجح في أسلوبه مطلع الموسم، وهذا ما تؤكده الإحصائيات في المواجهات التي خاضها النادي، إذ أوضحت تفوق الملكي بنسبة الاستحواذ بكل اللقاءات التي خاضها تقريبًا.

وباستثناء مواجهة برشلونة في الكلاسيكو، كانت أعلى نسب استحواذ الريال أمام خيتافي وليغانيس بنسبة وصلت إلى 77%، وأقلها أمام بلباو وإشبيلية بنسبة 60%.

كما سجل النادي نسبة تحقيق فرص كبيرة في لقاءاته كافة، على الرغم من الهزائم التي تعرض لها، ولكن الاستحواذ والفرص في عهدة لوبتيغي بقيت أرقامًا لا تقدم ولا تؤخر ولم تفد النادي بأي مواجهة خاضها من المواجهات الخمس الأخيرة في الدوري الإسباني.

وفي إطار آخر، وبعد رحيل المدرب زين الدين زيدان، ومن بعده نجم الفريق كريستيانو رونالدو إلى صفوف نادي يوفنتوس الإيطالي، لم تعوض الإدارة الفريق بهداف آخر يسد الثغرة التي خلفها رحيل رونالدو، ما أثر سلبًا على ترجمة الكثير من الفرص إلى أهداف.

افتقد لوبتيغي للحلول البديلة التي كانت موجودة بين يدي زين الدين زيدان، وأصبحت أقل بكثير في الوقت الحالي، لا سيما في وقت يشهد فيه الفريق انخفاضًا كبيرًا على صعيدي اللياقة البدنية والحضور الذهني.

خيارات ريال مدريد للإدارة الفنية

أعلن ريال مدريد إقالة المدرب الجديد وخليفة الفرنسي زين الدين زيدان، جولين لوبتيغي، وبدأ البحث عن بديل.

وقعت عين إدارة النادي على الإيطالي أنطونيو كونتي، المدرب السابق لنادي تشيلسي الإنكليزي، الذي فسخ الأخير عقده، ولكن المفاوضات تعثرت مع الإيطالي كونتي، بسبب مدة العقد التي اشترطها الأخير بألا تكون أقل من ثلاث سنوات إلى جانب إطلاق يده في سوق الانتقالات خلال فترة إدارته، ولكن النادي رفض تلك الشروط، وفق ما ذكرت صحيفة “آس” الإسبانية.

حاول ريال مدريد في فترة الانتقالات الصيفية الماضية التعاقد مع المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكتينيو، مدرب توتنهام، لكن تلك المفاوضات تعثرت بسبب تدخل إدارة نادي توتنهام ومنعها الملكي من إتمام مفاوضاته مع بوكتينيو.

ومن ضمن الأسماء المقترحة كان لاعب ريال مدريد السابق وبرشلونة، الدنماركي مايكل لادروب، الذي ربطت الصحافة الإسبانية اسمه بالنادي الملكي كخليفة للوبتيغي، ولكن، وفق ما نقلت “آس” عن مصادر قالت إنها مقربة من المدرب الدنماركي، فإنه هو الآخر رفض تدريب الريال في الفترة الحالية، وأشارت المصادر، وفق الصحيفة الإسبانية، إلى أن الدنماركي لا يرى أن الفريق في وضع يدفعه للموافقة على تولي المهمة.

كما ارتبطت أسماء أخرى بالنادي أيضًا لا سيما خوسيه ماريا غوتيريز هيرنانديز، والمعروف باسم غوتي، وهو لاعب خط الوسط السابق للنادي والذي يعمل مساعدًا لمدرب نادي بشكتاش التركي، سينول غونيس.

وارتبط اسم روبيرتو مارتينيز، المدير الفني للمنتخب البلجيكي، من أجل تولي مهام تدريب الفريق، ولكن مارتينيز رفض في مقابلة مع صحيفة “HLN” البلجيكية، الإفصاح عن رأيه في قيادة تدريب النادي الملكي، معتبرًا ذلك “مضيعة للوقت” في إشارة منه إلى عرض الميرنغي لتدريب الفريق.

سولاري يبحث عن تثبيت قدميه في إدارة الملكي

خاض سولاري أول اختبار له في مسابقة كأس ملك إسبانيا، في 30 من تشرين الأول، أمام فريق مليلية في الدرجة الرابعة، وتفوق عليه باللاعبين الاحتياط برباعية نظيفة.

وفي حال لم يجد رئيس النادي فلورنتينو بيريز بديلًا لسولاري، المدرب المؤقت، فإنه سيضطر لتثبيت الأرجنتيني في موقعه خلال مدة أقصاها 15 يومًا والتي تنص عليها أنظمة العمل التدريبي المؤقت في الاتحاد الإسباني لكرة القدم.

عمل المدرب المؤقت يتمحور على إعادة الروح للفريق بعد سلسلة من النتائج التي اعتبرتها الصحافة المقربة من النادي بأنها “كارثة كبيرة”.

وسيخوض الفريق في الجولة 12 مواجهة ضد سيلتا فيغا، كما سيواجه فيكتوريا بلزن في دوري أبطال أوروبا إلى جانب مواجهته، السبت 3 من تشرين الثاني، بلد الوليد.

وقالت صحيفة “آس” إنه في حال حقق سولاري أربع انتصارات متتالية خلال مدة تدريبه المؤقت فإنه سيتمكن من تثبيت قدميه في دكة المرينغي حتى نهاية الموسم الحالي.

وقال سولاري، الأربعاء 1 من تشرين الثاني، “التزام اللاعبين ليس لي أنا برغم أنني هنا الآن، الالتزام للقميص ولهم”، مضيفًا، “في لحظات صعبة كهذه نتصرف بهذه الطريقة، من خلال دفع الجميع باتجاه واحد، يتكون فريقنا من أبطال كبار يعرفون ماذا يفعلون للخروج من الأزمة”.

من هو سانتياغو سولاري؟

بدأ سولاري مسيرته كلاعب في إسبانيا حينما كان يلعب في صفوف النادي العاصمي الثاني أتلتيكو مدريد قادمًا من ريفربليت الأرجنيتني موسم 1998-1999، وقدم مستويات مميزة حينها، وخاض معه 46 مباراة، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد موسم 2000-2001، وحقق الكثير من الإنجازات.

شارك سولاري في 208 مباريات كلاعب، وفاز ببطولتي دوري ودوري أبطال أوروبا وبطولتي سوبر إسبانية، بالإضافة إلى كأس “إنتركونتيننتال”.

انتقل اللاعب من ريال مدريد إلى إنترميلان الإيطالي، وعاد بعدها إلى الأرجنتين ليلعب في صفوف سان لورنزو ومنه إلى أتلانتي المكسيكي ثم نيارول الأوروغوياني، وأنهى مسيرته كلاعب فيه عام 2011.

شارك سولاري مع منتخب بلاده في 11 لقاء، قبل أن يعتزل ويخوض تجربته التدريبية التي بدأها في ريال مدريد وتدرج في الدرجات الدنيا مع الفريق الملكي، وفاز ببطولة الدوري مع الناشئين، قبل أن يتولى مهمة تدريب فريق الشباب الثاني في 2015.

صعد سولاري إلى فريق الشباب الأول، ونجح في التأهل إلى نصف نهائي أبطال أوروبا، قبل أني يودع المنافسة مع باريس سان جيرمان بثلاثة أهداف لقاء هدف.

قاد سولاري الفريق الملكي الرديف (كاستيا) موسم 2016-2017، ولكنه لم يقدم الأداء المنتظر في الموسم الأول، وأنهى الدروي في المركز الـ11، ولكنه نجح في تقديم أكثر من لاعب مميز في كرة القدم من بينهم أشرف حكيمي الدولي المغربي وريجيلون.

وفي موسم 2017-2018 أنهى سولاري مسيرته في المركز الثامن، وفي الموسم الحالي يصارع مع الفريق الرديف للدخول إلى المربع الذهبي، إذ يحتل المركز الخامس، ويقدم مع فريقه أداء جيدًا.

صحيح أن سانتياغو سولاري، القادم من “كاستيا” (رديف ريال مدريد) لا يمتلك خبرة تدريبية كبيرة، إلا أن لاعب وسط الأرجنتين وإنترميلان وريال مدريد وريفربليت، تتلمذ تحت إشراف مدربين كبار على غرار فيسنتي ديل بوسكي، والإيطالي روبرتو مانشيني، والأرجنتيني رامون دياز، إلى جانب لاعبين كبار من طراز زين الدين زيدان، والبرتغالي لويس فيغو والبرازيلي رونالدو.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة