فلاحو السويداء عاجزون عن تصريف محصول التفاح

camera iconصناديق بداخلها تفاح بجودة ثالثة في محافظة السويداء - تشرين الأول 2018 ( Adel Abou Trabe) فيس بوك

tag icon ع ع ع

السويداء – نور نادر

انتهى موسم قطاف التفاح في محافظة السويداء بإحباط كبير للمزارعين، بعد عجز “المؤسسة السورية للتجارة” التابعة للنظام السوري عن تنفيذ وعدها بشراء المحصول منهم، ما دفع بعض التجار إلى عرض شراء الكيلو الواحد منهم بعشر ليرات.

في استطلاع أجرته عنب بلدي بين المزارعين في السويداء، قالوا إن “الحكومة السورية” فشلت في حماية المحصول الرئيسي للمحافظة من الاستغلاليين، كما ابتعدت عن مصالح الفلاحين و”فتحت باب الفقر والدَّين عليهم”، مؤكدين أن سعر “عشر ليرات” لا يغطي تكلفة الزراعة.

ويباع كيلو التفاح في الأسواق المحلية حاليًا بسعر يتراوح بين 100 و400 ليرة سورية، لكن الكميات الكبيرة الموجودة لدى الفلاحين والتي تقدر بآلاف الأطنان انعكست على السعر، كون محصول التفاح يحتاج للتصريف بشكل فوري أو تخزينه في البرادات التابعة لمؤسسات النظام السوري.

وكان مواطنون دعوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية إلى رمي محصول التفاح أمام مبنى المحافظة احتجاجًا على عدم شراء “المؤسسة السورية للتجارة” المحصول منهم.

واعتبروا أن الخسارة المادية حاصلة في جميع الأحوال لكن صوتهم لا بد أن يصل للمحافظ بطريقة ما، خاصة وأنهم حصلوا على عدة وعود من قبل وزير التموين بشراء إنتاجهم، لكن الحجة الجاهزة كانت أن “السورية للتجارة لا تملك الصناديق الكافية لتنفيذ تلك الوعود”.

التجار سماسرة الحكومة ومؤسساتها

يقول أحد العاملين في مؤسسة الخزن والتبريد (طلب عدم ذكر اسمه) إن “المؤسسة السورية للتجارة” تملك عشرات الغرف المخصصة للتبريد وأسطولًا من برادات النقل وفيالق من الأيدي العاملة، لكنها إذا أرادت العمل “ترسل سماسرة ومندوبين أشد فتكًا من التجار ليبقى الفلاح هو الحلقة الأضعف، وتبقى هذه المحافظة الأشد فقرًا دون أي خطط تنموية صادقة لتثبيت أبنائها في أرضهم”.

ويضيف لعنب بلدي أن “الحجة كانت خلال السنوات الماضية هي إغلاق باب التصدير البري عن طريق الأردن، لكن اليوم توجد عقود روسية وطرق ومعابر مفتوحة”، متسائلًا “أين اتحاد الفلاحين من ذلك؟”.

عماد، سائق لنقل الخضار والفواكه على طريق دمشق- السويداء، يقول إن “اللبيب من الإشارة يفهم”، مضيفًا لعنب بلدي أن “خطة فرّق تسد قيد التنفيذ، إذ يتلاعب النظام بقوت الناس ليلهيهم عن قضيتهم بمختطفات داعش”.

ويرى السائق أن النظام لم يترك وسيلة لتضييق الخناق على أهل السويداء إلا ونفذها، من ترحيل الشباب الذين لا يجدون في أرضهم مردودًا، وصولًا إلى الفلتان الأمني الذي يحول دون قدوم التجار من خارج المحافظة لشراء المحصول والذي تبلور بحادثة خطف تاجرين دمشقي ولبناني بعد استقدامهم للمحافظة بحجة شراء التفاح.

خلاف تعود تبعاته على الفلاح

“لا بيرحمو ولا بخلو رحمة الله تنزل”، مثل شعبي يتداوله الشارع العام حول سعي “الحكومة” لعرقلة الحلول الفردية التي يبتكرها التجار من تسويق فردي مع بعض المعارف أو الاتجاه إلى الصناعات المنزلية البسيطة.

وتحول الحواجز الأمنية والخوف من حوادث الخطف دون التوصل للحلول المذكورة، كما يؤكد ناشط في شؤون محافظة السويداء الداخلية لعنب بلدي.

ويشير الناشط (طلب عدم ذكر اسمه) إلى وجود خلاف بين كل من “شركة عصير الجبل” و”المؤسسة السورية للتجارة”، إذ تبدي الأولى استعدادها لشراء الموسم خاصة أن المصنع قادر على استيعاب أضعاف الكمية المعروضة وتحويل الصالح منها للعصير والمتبقي لخل التفاح.

لكن التزامها بالعقد المبرم مع “المؤسسة السورية للتجارة” وعدم توافر السيولة يحول دون ذلك حيث طالبت الأخيرة باستلام المصنع واستقبال التفاح المعروض والمتوفر لدى المزارعين بكثرة وتصنيعه لحسابها بعد دراسة الجدوى المرجوة من ذلك.

تأسست شركة عصير الجبل في عام 1994 برأس مال 400 مليون ليرة، وبدأت الإنتاج عام 1995بموجب القانون رقم 10 لعام 1991، ويقع مصنع الشركة في مدينة السويداء، ومنذ بداية عملها تعاني الشركة من صعوبات مالية لم تمكنها من استكمال رأس مالها، وبقي الوضع على حاله حتى اليوم .

وكانت صحيفة تشرين الحكومية نقلت عن وزير التجارة الداخلية، عبد الله الغربي، في آب الماضي، أن الحكومة أبرمت عقدًا تصديريًا مع روسيا يتضمن عنب وتفاح السويداء.

وأبدى الغربي استعداد الوزارة التي يرأسها لاستجرار معظم تفاح السويداء المطروح، بما فيه المعد للتصدير والمعد للسوق المحلية أو التصنيع والذي قدر للعام الماضي بحسب إحصائية مديرية الزراعة بنحو 33 ألف طن.

لكن حتى اليوم لم ينفذ العقد التصديري الذي تحدثت عنه وزارة التجارة الداخلية، دون معرفة الأسباب التي عرقلت العملية وحالت دون تنفيذها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة