المعاناة خارج السيطرة

ثلاث سنوات على انقطاع الدعم عن نازحي سهل الغاب

tag icon ع ع ع

ريف إدلب – إياد عبد الجواد

تزداد معاناة نازحي سهل الغاب الموجودين في ريف إدلب الجنوبي بشكل يومي مع بداية فصل الشتاء، خاصة أنهم من أوائل الذين نزحوا من بلداتهم وقراهم هربًا من سيطرة النظام السوري.

لا تزال المعاناة نفسها مستمرة في ظل غيابٍ شبه كامل لعمل المنظمات الإنسانية والجمعيات الإغاثية في سهل الغاب، فضلًا عن استغلال البعض لأحوال النازحين منذ سنوات.

عبد الرحمن إبراهيم، أحد نازحي سهل الغاب والموجود في بلدة معرتحرمة بريف إدلب الجنوبي، يقول لعنب بلدي إنه نزح من قرية قبر فضة عام 2015، وذلك بعد سيطرة قوات النظام على القرية وتدميرها بالكامل.

ومنذ ذلك التاريخ يقيم مع أسرته في بلدة معرتحرمة في منزل مستأجر، إذ لم يتمكن من الإقامة في المخيمات خوفًا على صحة أطفاله، مضيفًا بأن حالته المعيشية صعبة مع اقتراب فصل الشتاء وغياب المساعدات الإنسانية منذ ثلاث سنوات، فضلًا عن النقص في المواد الغذائية، على حد قوله.

ويقول الناشط ماجد الحموي، الذي نزح من قرية الحاكورة وموجود حاليًا في بلدة معرتحرمة، “لا يختلف اثنان على أن أولوية المساعدات تكون للمهجر حديثًا، ولكن أن يتم تجاهل المهجرين بعد تهجيرهم بشهر أو شهرين ولمدة ثلاث سنوات هذا ما لا يقبله أحد”.

وتابع، “نحن مهجري سهل الغاب في بلدة معرتحرمة هذا الشتاء الرابع الذي يمر علينا ولم نر من يلتفت إلينا بربطة خبز، متناسين الفقراء الذين خسروا أرضهم وبيوتهم وبعضهم من فقد نصف أهله”.

وطالب ماجد الحموي منظمات المجتمع المدني بالالتفات إلى حال مهجري سهل الغاب، والنظر في أوضاعهم المعيشية.

عماد حبابة، مدير المكتب الإغاثي في المجلس المحلي لبلدة معرتحرمة، أشار لعنب بلدي أن عدد العائلات النازحة من مختلف المناطق السورية إلى بلدة معرتحرمة بريف إدلب الجنوبي، بلغ 850 عائلة نازحة، بالإضافة إلى العائلات التي تقطن في المشروع السكني.

وأكد حبابة أنه منذ تاريخ 1 من كانون الثاني 2016 لم يتلق النازحون أي دعم يذكر، باستثناء أحد المشاريع الإغاثية الذي استهدف أسر الشهداء النازحين والمقيمين فقط.

“خلاف” أدى لانقطاع الدعم

مدير المكتب الإغاثي في معرتحرمة قال لعنب بلدي إن سبب غياب المنظمات والجمعيات هو خلاف مع منظمة “يد بيد”، يعود لعام 2016، بعد اتهامات لبعض النازحين بسوء التصرف في أثناء توزيع الإعانات، وسرقة 30 سلة غذائية، الأمر الذي دفع جميع المنظمات إلى إيقاف عملها.

وقال حبابة إن أوضاع النازحين “مزرية جدًا”، إذ اضطر البعض لبيع أثاث المنازل بغية دفع إيجار السكن وتأمين المأكل والملبس، مشيرًا إلى الحاجة الماسة للمحروقات والمدافئ في الوقت العاجل.

وبحسب مدير المكتب الإغاثي، تمت مناشدة المنظمات والجمعيات الإغاثية لمساعدة النازحين، ولكن حتى الآن لم يتلق المكتب أي رد، في حين قال الناشط ماجد الحموي إنه تواصل مع عدة منظمات لمساعدة نازحي سهل الغاب لكنه قوبل بالرفض بذريعة عدم قدرة المنظمات على استيعاب الأعداد الكبيرة للمهجرين، مع وصول مهجري درعا وحمص وريف دمشق إلى الشمال السوري مؤخرًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة