الأسد يستغل لقاء مختطفي السويداء.. إلغاء الاحتياط “توريطة”

camera iconمجلس عزاء ضحايا هجوم تنظيم "الدولة" على السويداء- 10 تشرين الثاني 2018 (سانا)

tag icon ع ع ع

السويداء – نور نادر

“من جاب نفسه للردى ما يلومها”، بهذا المثل الشعبي أجاب أحد وجهاء محافظة السويداء الناشطين عنب بلدي، عن رأيه بلقاء رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعائلات المختطفين الناجين من قبضة تنظيم “الدولة الإسلامية”، بعد نحو أربعة أشهر على اختطافهم.

واعتبر الناشط المحلي، الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن اللقاء وما تضمنه من “جوفيات شعبية وتهليل مبالغ” يتجاوز عادات أهالي الجبل وقدسية زي الدين الذي كان يرتديه بعض الحاضرين.

التقى الأسد، الثلاثاء 13 من تشرين الثاني الحالي، المخطوفين السابقين وذويهم وعددًا من مشايخ طائفة “الموحدين الدروز” بعد الإفراج المفاجئ عن المختطفين من منطقة حميمة في تدمر، مستغلًا ذلك لتمرير رسائل تحث الأهالي على دعوة أبنائهم للالتحاق بالخدمة العسكرية، معتبرًا أن ما حدث هو نتيجة “التخاذل عن الخدمة في صفوف الجيش”.

وتضاربت ردود فعل أهالي المحافظة بين مؤيد للقاء ومعارض له، لكن تغلب مشاعر الغضب من اللقاء خاصة عند من يحملون النظام السوري مسؤولية دخول تنظيم “الدولة” إلى المنطقة الشرقية للمحافظة، بعد إخلاء “الجيش” مواقعه كافة قبل الهجوم بأيام بحجة معركة درعا.

وأضاف الناشط المحلي أنه لا يلوم أحدًا على لقاء الأسد، وخاصة إذا أخذ بعين الاعتبار المخاطر الأمنية المحتملة في حال رفض أحدهم ذلك، لكنه يستنكر ما يصفها “المبالغات” خلال اللقاء، والتي تتضمنت رفع الأسد على الأكتاف والهتاف له وتقبيله، متسائلًا، “أين الكرامة من هذا المشهد؟”.

الأسد مستخدمًا سلطان باشا الأطرش

الصحفي والناشط ماهر شرف الدين، وهو من أهالي السويداء، قال عبر صفحته في “فيس بوك”، إن “كل من يعيد سماع كلمة الأسد (خلال اللقاء) لا يجد فيها غير لوم الدروز على عدم الالتحاق بالجيش وحثهم على ذلك. الحياد لا يجنبهم المذبحة، هي ذي خلاصة الكلمة”.

وأضاف شرف الدين أنه “في المحصلة اعترف بشار الأسد بشكل صريح بأنه سحب جيشه قبل الهجوم بأيام، واعترف بشكل مبطن أن سبب الهجوم هو عدم التحاق الشباب الدروز بالخدمة العسكرية، وأن ما قلناه بغضب قاله الأسد بوقاحة، وما قلناه ونحن ننال سهام التخوين قاله الأسد وسط التصفيق والأهازيج”.

وكان الأسد قال خلال لقائه الناجين وذويهم إن “سلطان باشا الأطرش لم يهرب عندما ناداه واجب الدفاع عن سوريا في وجه الفرنسيين، ونصّب نفسه قائدًا للثورة السورية، بالرغم من وجود قادة غيره، لأنه حمل راية الوطن ولم يحمل راية الجبل أو راية المحافظة”.

وأضاف أنه “يجب الدفاع عن سوريا وليس عن محافظة أو قرية فقط”، في إشارة إلى شباب السويداء الذين اشترطوا الالتحاق بالخدمة ضمن المحافظة فقط.

وأسهب الأسد في حث شباب المدينة على الالتحاق، واعتبر أن كل شخص تهرب من “خدمة الوطن” يتحمل ذنب كل مخطوف في سوريا وكل قتيل سقط، بحسب قوله.

كما اعتبر أنه “من يريد أن يثبت بطولته وشرفه ووطنيته ويتحدث عن العرض يلتحق بالقوات المسلحة، ولا يجلس خلف شاشات الهاتف والكمبيوتر ويضع خططًا استراتيجية من هناك”.

وطلب من الناجين عند العودة إلى السويداء توعية الشباب الذين هربوا من أداء الخدمة للالتحاق بقواته.

 

“خدمة العلم” تعود للواجهة

سليمان، وهو أحد شباب المحافظة ومطلوب للخدمة الاحتياطية، قال لعنب بلدي إنه خرج إلى دمشق بعد قرار شطب قوائم الاحتياط، ولكن أول حاجز “تفييش” بين دمشق والسويداء أوقفه، و”أخبره أنه سيتغاضى عنه هذه المرة فقط لوجود لبس في القرار، لكن عليه العودة لشعبة التجنيد وتسوية وضعه لتسقط عنه عقوبة التخلف السابقة، وفي حال عودة اسمه وعدم الالتحاق سيتعرض مجددًا للمساءلة القانونية”.

وكان نائب مدير إدارة القضاء العسكري يزن الحمصي أوضح، بعد أيام من قرار شطب الاحتياط، أن مرسوم العفو الأخير لمرتكبي جرائم الخدمة العسكرية شمل شريحتين من المجتمع السوري، الأولى المدنيون وهي مقسومة إلى قسمين، الأول من أدوا الخدمة الإلزامية وسرحوا منها، والثاني من لم يساقوا بعد إلى هذه الخدمة وهؤلاء المقصودون بمرتكبي جرائم قانون الخدمة.

وتشمل الشريحة الثانية، وفق الحمصي، مختلف الرتب والجرائم المشمولة بأحكام هذا المرسوم والمرتكبة من قبلها وهما جرما الفرار الداخلي والخارجي.

واستطلعت عنب بلدي آراء عدد من الشباب الذين شُطبت أسماؤهم من القوائم لفترة قصيرة، وقالوا إنهم لم يستطيعوا الحصول على موافقات للسفر من شبعة التجنيد بحجج مختلفة، أولها أن موافقات السفر أوقفت بشكل مؤقت بسبب عطل فني في النظام.

وقال رامي، وهو أحد أهالي المحافظة ويسكن في لبنان، إنه كان يجهز سند الإقامة الأخير لدفع البدل عن الخدمة الاحتياطية ولكن بعد شطب القوائم وإعادة تفعيلها، يتعين عليه معاودة إرسال السندات من البداية ويمتنع عن التوجه إلى سوريا حتى ذلك الوقت.

ويوجد في محافظة السويداء أكثر من 40 ألفًا من المتخلفين عن الخدمة العسكرية، بشقيها الإلزامي والاحتياطي، وهي أرقام غير رسمية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة