شباب حماة بين نار الخدمة والنزوح

شبح الاحتياط يلاحق السوريين

tag icon ع ع ع

حسن مطلق – عنب بلدي

يعيش شباب مدينة حماة حالة من «الرعب» كباقي المدن السورية التي تسيطر عليها قوات الأسد، خوفًا من تواجد أسمائهم ضمن دفعات الجداول المتتالية التي تُعمّم في المدينة للالتحاق بالخدمة العسكرية، حيث يصل عدد المطلوبين إلى قرابة 13 ألفًا بحسب ما أفادت مصادر خاصة لعنب بلدي.

وبالتزامن مع انتشار إشاعات تشير إلى نيّة الأسد تسريحَ جميع عناصر الدورة «102» المحتفظ بهم منذ قرابة 5 سنوات، خرجت العديد من المظاهرات في مدينة مصياف جنوب غرب حماة، وهي ذات غالبية إسماعيلية وعلوية، احتجاجًا على سَوق أبناء المدينة إلى القتال في صفوف الأسد.

أسعد، شاب من مدينة حماة أنهى خدمته الإلزامية في القوات الخاصة قبل 6 سنوات، وخرج مؤخرًا إلى تركيا بعد تبليغه بوجوب التحاقه بالخدمة الاحتياطية، يقول لعنب بلدي «وصلني تبليغ كُتب فيه أنني تأخرت عن الالتحاق لمدة شهر كامل وأُحيل اسمي للنشر على جميع الحواجز في المدينة، مع أنني لم أبلغ بالأمر سابقًا».

ويبعث النظام لأهالي «المطلوبين» تبليغات مختلفة لا يلتزم فيها بمحتوىً واحدٍ، إذ لا سياسة تتبعها شعبة التجنيد كما يقول أسعد «وصل تبليغٌ لصديقي يفيد بوجوب التحاقه بشعبة التجنيد خلال شهر من استلامه، فيما استلم آخرون تبليغاتٍ بصيغٍ مختلفة بتاريخ الالتحاق».

وينهي أسعد «خرجت في رحلة لبولمان السراج، كما يخرج الجميع عادةً، باتجاه منطقة الزربة جنوب حلب، وتركت ورائي زوجتي وولدي ذا الأربعة أشهر… وها أنا الآن أحاول الحصول على عملٍ كي أستطيع العيش وأتمكن من جلب عائلتي».

ولم تكتف شعبة التجنيد بالتبليغات التي ترسلها بل حصلت حالات للسوق العشوائي بشكل متقطع، خلال تواجد الشباب في الشعبة بصدد الحصول على تصاريح لإكمال معاملاتهم.

عمر، تمكن من الهرب بعدما أخبره موظف التجنيد بوجوب التحاقه على الفور، يوضح لعنب بلدي «قبل أن أسلّم هويتي الشخصية للموظف أخبرته بأنني سأتصل بعائلتي ليجلبوا لي بعض الحاجيات، لينشغل الموظف مع أحد المراجعين وأتسلل بهدوء خارج الشعبة».

كما يواجه بعض الشباب الذين تم اقتيادهم إلى الاحتياط مصيرًا مجهولًا بعد التحاقهم «كُرهًا»، كحسام الذي تم تبليغه وأهمل الأمر ليُساق بعد شهر من منزله إلى الشرطة العسكرية ومنها إلى أحد الحواجز في مدينة حمص، وأفاد أحد أقربائه «اقتيد حسام إلى الشرطة العسكرية، وحاولنا إخراجه بشتى الوسائل لكننا لم ننجح».

وخاطب المسؤول عن الحاجز حسام بالقول «إذا بدك تنشق لا ترجع وإذا بدك ترجع بريحك»، إلا أنه آثر الالتحاق بقوات النظام خوفًا على عائلته، بحسب قريبه الذي أشار إلى أن حسام حصل على إجازة لمدة 3 أيام بعد فترة من التحاقه.

في سياق متصل هرب بعض الشباب غير المطلوبين قبل تبليغهم خوفًا من أن يواجهوا صعوبات في الخروج من المدينة عند طلبهم للاحتياط، كما فعل وائل، الذي خرج إلى تركيا منذ عدة أشهر، وإلى الآن لم يستطع الحصول على عمل، «أفكر في العودة على اعتبار أن اسمي غير موجود في جداول أسماء المطلوبين بعد.. الوضع صعب جدًا والخيار أصعب».

وفي حين ينتظر آخرون مصيرهم داخل المدينة يستمر نزوح الشباب بشكل يدعو للقلق، فرارًا من نار الالتحاق ليجدوا أنفسهم في واقع مؤلم غير واضح المعالم، ويواجهوا قسوة الحياة بشكل مختلف خارج بلادهم.

ويعمل نظام الأسد منذ تشرين الأول العام الماضي، على فرض أسلوب جديد لتضييق الخناق على الشباب السوري، من خلال تعميم أسماء المطلوبين لخدمة الاحتياط في الجيش وإرسال تبليغات إلى منازلهم، وبحسب ناشطين، فإن ما يزيد عن 35 ألفَ اسمٍ جديدٍ مطلوبون للالتحاق عُمموا بداية العام الجاري.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة