المرأة في الإعلام السوري الجديد.. “عقبات” لا تزال قيد النقاش

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

“في مقارنة وضع المرأة على المستوى العالمي بين الماضي والحاضر، نجد أنها حققت المناصفة مع الرجل في البرلمانات، لكن في قطاع الإعلام لم تصل في أفضل حالاتها إلى 30% فقط خاصة في قيادة المؤسسات الإعلامية”.

هكذا تصف الباحثة خاتون حيدر، الخبيرة في قضايا المرأة، حال المرأة في نيل حقوقها في دول العالم أجمع، والذي يظهر فيه أن المرأة، وبعد نضال لعقود من الزمن، لم تحصل إلا على جزء ضئيل من حقوقها، خصوصًا في قيادة وسائل الإعلام.

المرأة السورية.. “إما معلمة أو ممرضة”

تجليات ما تحدثت عنه خاتون حيدر انعكست وبشكل واضح على الواقع الصحفي السوري، خاصة بعد انطلاق الثورة السورية في آذار 2011، إذ بدأت المرأة في سوريا تمارس دورًا إضافيًا، وهو العمل الإعلامي الذي ترى ناشطات وصحفيات سوريات أنه “ضرورة فرضتها الثورة”.

تلك الضرورة تخللتها عقبات اعترضت طريقهن نحو ممارسة العمل الصحفي على أكمل وجه وبالطريقة التي يرغبنها، فتحدثن عن مشكلاتهن في المحافل المحلية والدولية، وطالبن المجتمع بالدرجة الأولى بتفهّم عملهن.

تقول الناشطة السورية، التي تعمل في إدلب، فيحاء الشواش، إن العمل بمجال التوثيق الصحفي تخللته ثغرات عدة في أثناء تغطية أحداث الثورة السورية، مشيرة لعنب بلدي إلى أن تلك الثغرة اضطرتها لدخول مجال الإعلام رغم أنه ليس من اختصاصها.

وعن العقبات التي تواجهها، تقول فيحاء إن الخطر الأمني وصعوبة التنقل في أثناء القصف هو من أبرز التحديات التي تعيق تحرك الصحفيات والناشطات بحرية.

أما الناشطة الإعلامية في إدلب فاطمة فرحات، فترى أن أهم عقبة في طريق الصحفية هو “العقد المجتمعية”، مشيرة لعنب بلدي إلى أن العادات والتقاليد تكرس فكرًا قائمًا على أن عمل المرأة يقتصر على كونها ممرضة أو معلمة فقط.

ويؤيد الناشط الإعلامي خالد الإدلبي ما تحدثت عنه فاطمة فرحات، مشيرًا إلى أن المجتمع السوري مجتمع محافظ “يقيد المرأة في عملها”، وتحدث لعنب بلدي عن دور الفصائل في مناطق المعارضة بالتشديد على النساء العاملات.

وقال، “هناك تشدد من الفصائل بموضوع لباس النساء وحركتهن وظهورهن على الإعلام”، معتبرًا أن المرأة إذا اجتهدت وأصرت يمكن أن تتخطى 5% من الصعوبات، لكن لا يمكنها تحدي منظومة مجتمعية كاملة، على حد تعبيره.

فيما ترى الإعلامية السورية خلود حلمي، المقيمة في لندن، أن المرأة في حال اجتهدت ستثبت للمجتمع أن عملها في مجال الإعلام ضرورة ملحة، خاصة أن النساء قادرات على تغطية أحداث لا يمكن للرجال تغطيتها، وفق ما قالت لعنب بلدي.

مقترحات لمواجهة العقبات

الحديث عن تلك التحديات طرحه 25 صحفيًا وصحفية سورية من وسائل إعلامية سورية مستقلة تعمل في تركيا، وذلك خلال منتدى بعنوان “دور المرأة في بناء قطاع الإعلام السوري المستقل”، نظمه “ميثاق شرف للإعلاميين السوريين” و”رابطة الصحفيين السوريين”، الأحد 25 من تشرين الثاني الماضي، في مدينة اسطنبول التركية.

أدارت الإعلامية اللبنانية ليليان داوود الحوار في المنتدى، والذي تركز على رصد وتقييم واقع وجود المرأة في الإعلام السوري، وعرض نماذج ودراسات واستطلاعات رأي لتحديد أبرز التحديات ومناقشتها.

وتقول ليليان داوود “إن أهم ما في جلسة النقاش هو تبادل الأفكار فيما بيننا، وتصادمها مع بعضها يخلق حوار مفتوحًا، والحوار لديه قدرة على تغيير القناعات التي ربما كنا نعتبرها ثوابت أو مقدسات”.

وتضيف، “إن موضوع نقاش دور المرأة هو موضوع عالمي ليس في سوريا فحسب، والإعلام السوري المستقل تجب عليه مواكبة هذه القضايا”.

وفي محاولة للإجابة عن سؤال “ماذا تريد المرأة” رأت الباحثة خاتون حيدر، المشاركة في المنتدى، أنه “يجب تناول دور المرأة ونسب تمثيلها في كل المجالات، وأن ذلك هو جزء من نقاش عام حول حقوق الإنسان”.

أما عن واقع دور المرأة في الإعلام السوري المستقل، فترى حيدر أن هناك تقدمًا ملحوظًا، وتقول، “بحكم عملي عن قرب مع المؤسسات الإعلامية السورية لا سيما فيما يخص المرأة الصحفية، أرى أنه تقدم في الكثير من القضايا على ما كان سائدًا قبل 2011، خاصة في قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية”.

ووضع المشاركون في المنتدى مقترحات للتخفيف من الصعوبات والتحديات التي تقف بوجه المرأة الإعلامية السورية، المتمثلة بالمحاذير الاجتماعية والأمنية وأخرى خاصة ببيئة العمل.

وركزت المقترحات على وجوب تعزيز دور المرأة إعلاميًا عبر حملات التوعية المجتمعية لأهمية العدالة والمساواة بين الرجل والمرأة، ومحاربة الصورة النمطية “المسيئة” للمرأة الصحفية، وتوفير الأطر القانونية لعملها في الإعلام.

وعلى صعيد المؤسسات الإعلامية خلصت المقترحات إلى ضرورة مراعاة عقود العمل لمتطلبات المرأة كإجازات الأمومة والحضانة، وتوفير أماكن عمل آمنة ومناسبة، ووضع سياسات توظيف تضمن تكافؤ الفرص والتدريب والترقية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة