استمرارًا لسياسة الحزب الواحد..

“البعث” ينتهك حقوق الطفل نحو “جيل وطني وقومي”

من مراسم التنسيب لمنظمة "طلائع البعث" في محافظة اللاذقية-29 تشرين الثاني (البعث ميديا)

camera iconمن مراسم التنسيب لمنظمة "طلائع البعث" في محافظة اللاذقية-29 تشرين الثاني (البعث ميديا)

tag icon ع ع ع

اجتمع أعضاء حزب “البعث” في مدينة حلب، الأربعاء 5 من كانون الأول، لمناقشة العمل التربوي والتعليمي، وتعيين 2086 معلمًا في مدارس حلب وريفها بهدف “تجاوز آثار الإرهاب التي خلفها على الجيل”.

ويأتي الاجتماع بعد يومين من تنسيب “حزب البعث” أطفالًا من الصف الأول الابتدائي، لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات، ضمن صفوف “طلائع البعث” التي تعد بنية تحتية للحزب، ضمن فعاليات كرنفالية، وبحضور شخصيات حزبية رفيعة.

وتكرر هذا المشهد خلال الأسابيع الأخيرة ضمن عدة محافظات سورية، ومن بينها مراسم التنسيب التي أقيمت في مدينة الأسد الرياضية باللاذقية، يوم 29 من تشرين الثاني، والتي أقيمت في مدينة القنيطرة في 22 من الشهر ذاته.

وهو ما يشكل انتهاكًا لحقوق الطفل الذي نصت عليها “اتفاقية حقوق الطفل عام 1989″، وما ذكر في المادة 12،13،14 من الاتفاق، التي تفيد بأن تكفل الدول للطفل القادر على تكوين آرائه الخاصة حرية التعبير، وأن تكون له حرية في التعبير، كما أن تحترم حق الطفل في حرية الفكر.

وتكرس هذه الممارسات مفهوم “حزب البعث”، “قائد الدولة والمجتمع”، الذي نصت عليه المادة الثامنة في الدستور السوري، قبل أن تلغيه التعديلات الدستورية و”تسمح بالتعددية السياسية” في شباط من العام 2012، أي بعد عام من اندلاع الثورة السورية.

تعبيرية (عنب بلدي)

وأطلق “حزب البعث”، من خلال منظمة “طلائع البعث”، مشروعًا تحت اسم “أطفال قادة”، في منتصف تشرين الأول الماضي، بهدف “إعداد جيل وطني سليم متمسك بالقيم الوطنية والقومية، وفق مقتضيات المصلحة العامة وتطلعات مؤسس الحزب حافظ الأسد”، بحسب ما نشره موقع الحزب على الإنترنت.

ويولي الحزب اهتمامًا بالأطفال من خلال صقل شخصيتهم بمبادئ وأهداف الحزب، وهي سياسية قديمة- مستمرة في ظل هيمنة الحزب على التعليم في سوريا إلى جانب ما تبقى من مفاصل في الدولة، عملًا بما قاله الرئيس السابق حافظ الأسد، “نولي أطفالنا من خلال طلائع البعث كل الاهتمام، لأننا بذلك نولي مستقبلنا الوطني والمشرق”.

وأكد أمين فرع الحزب في حلب، فاضل نجار، خلال تنسيب الأطفال بحلب، أن القطاع التربوي له أهمية خاصة عند الحزب وهو في مقدمة الأولويات، ويلقى الدعم والاهتمام من القيادتين السياسية والتنفيذية للحزب، من أجل عودته إلى دوره المهم في بناء الإنسان السوري ومحاربة الفكر الإرهابي الوهابي”، بحسب تعبيره.

ويرى رئيس مكتب التربية والطلائع في سوريا،ياسر الشوفي، أن “تنسيب الأطفال لطلائع البعث يعزز من الانتماء الوطني والتمسك والتجذر بالأرض، وينبذ كل المعتقدات والأفكار الظلامية والإرهابية والتي من شأنها تدمير البشر قبل الحجر”.

وبذلك يواصل “حزب البعث” في سوريا سياسته السلطوية على المجتمع، على عكس ما يروج له النظام السوري من إصلاحات سياسية، آخرها قانون انتخابات الإدارة المحلية، وطرح اللامركزية التي ما زالت تحت سلطة “البعث”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة