مجلس التعاون الخليجي.. تعاون أم تنافر؟

القمة الخليجية 38 في الكويت 21 كانون الأول 2017المصدر (الجزيرة نت)

camera iconالقمة الخليجية 38 في الكويت 21 كانون الأول 2017، المصدر (الجزيرة نت)

tag icon ع ع ع

وسط تساؤلات عن إمكانية استمرار التعاون السياسي والاقتصادي بين دول الخليج، تجري أعمال القمة الخليجية 39، اليوم الأحد 9 من كانون الأول، في العاصمة السعودية الرياض، بغياب رسمي من دولة قطر، في ظل أزمات تعصف بالدول الأعضاء المشكلة للمجلس.

ومن أبرز الخلافات التي تصدرت المشهد الخليجي، حصار السعودية والبحرين والإمارات لقطر، واتهامات للسعودية باغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، إلى جانب دعم قوات التحالف العربي الذي تقوده كل من الإمارات والسعودية “لقوات الشرعية” التابعة للحكومة في اليمن، ومشكلة الآبار النفطية الواقعة على الحدود السعودية- الكوتية.

كيف تشكل مجلس التعاون الخليجي

ظهرت فكرة تشكل المجلس، عندما زار أمير الكويت الشيخ جابر الصباح، دولة الإمارات عام 1976، وعقد مباحثات مع رئيس الأمارات في ذلك الوقت الشيخ زايد آل نهيان، في محاولة لسد الفراغ الذي خلفه خروج بريطانيا من الخليج العربي، وتكرر طرح الفكرة في عام 1980 في قمة الجامعة العربية بالأردن.

وفي عام 1981، تشكل المجلس “الإقليمي”، بعد اجتماع دول الخليج الست المكونة للمجلس، في العاصمة الإمارتية أبوظبي (السعودية، الإمارات، البحرين، سلطنة عُمان، قطر، الكويت).

وتم الاتفاق بين دول الأعضاء على تحقيق الوحدة في المجالات كافة (السياسية والاقتصادية والشعبية والعسكرية) لمنطقة الخليج العربي، وصولًا إلى الوحدة.

آلية عمل نظام المجلس

يتكون “مجلس التعاون الخليجي”، من ثلاثة مجالس رئيسية، “المجلس الأعلى والمجلس الوزاري والأمانة العامة”.

داخل هذه المجالس تتحذ أغلب القرارات بالإجماع، فيما تصدر القرارات “الإجرائية” بالأغلبية، وعبر هذه الآلية نجح المجلس بتمرير عدة اتفاقيات، كان أهمها اتفاقية “الدفاع المشترك”، عام 2000، التي شكلت “قوات درع الجزيرة” لاحقًا، وأيضًا الاتفاقية “الاقتصادية المشتركة” عام 2002.

خلال تاريخ المجلس الممتد، منذ 39 عامًا، مرت دوله بعدة أزمات، كان أبرزها “الحرب العراقية- الإيرانية” والتي انتهت عام 1988، وبعد ذلك بعامين “حرب الخليج الثانية”، التي انتهت بإخراج القوات العراقية من الكويت.

ما مصير المجلس في ظل الأزمات الراهنة

بدأت الأزمة بين دول الخليج، منذ إعلان قطر عن اختراق وكالة الأنباء القطرية، وقطع السعودية والإمارات والبحرين علاقتها مع قطر في 5 من حزيران 2017، وتطورت الأزمة فيما بعد لتصبح حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا على دولة قطر.

وأعربت حينها قطر في بيان رسمي لها، عن أسفها واستغرابها من قرار دول في مجلس التعاون الخليجي، وفشلت كل المحاولات الدولية في حل الأزمة القطرية.

وظهرت بشكل واضح الأزمة الدبلوماسية بين دول أعضاء المجلس، في القمة الخليجية 38، التي انعقدت بالكويت في 5 من كانون الأول 2017، حين غاب عنها قادة دول المجلس، باستثناء أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وكانت السعودية واجهت اتهامات حقوقية ودولية بالوقوف وراء اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل في قنصلية بلاده في اسطنبول التركية.

بالإضافة إلى تشكل “قوات التحالف العربي” لمواجهة الحوثيين في اليمن، بقيادة السعودية والإمارات، وسط اتهامات من الأمم المتحدة لقوات التحالف بقصفه مواقع للمدنيين في اليمن.

وكانت قطر أعلنت عن انسابحها من “قوات التحالف العربي”، في تشرين الثاني 2017.

وتفاقم حجم الخلاف بين السعودية والكويت، بشأن إنتاج النفط الذي يُقدّر بنصف مليون برميل يوميًا، في المنطقة “المحايدة”، على الشريط الحدودي بين البلدين.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة