"قسد" في أصعب معاركها

 تنظيم “الدولة” ينحسر في آخر معاقله شرق الفرات

camera iconمقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية في جيب هجين في دير الزور - 5 كانون الأول 2018 (موقع القوات)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

توشك “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أن تسيطر على آخر بلدة يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” في منطقة شرق الفرات.

أعلنت الناطقة الرسمية لحملة عاصفة الجزيرة، ليلوى العبد الله، السبت 15 من كانون الأول، أن المعارك في بلدة هجين الواقعة على ضفاف نهر الفرات بمحافظة ديرالزور شرق سوريا، ما زالت مستمرة في الأحياء الشرقية من البلدة، نافية لعنب بلدي التقارير الإعلامية التي تحدثت عن سيطرة “قسد” على المنطقة بشكل كامل.

واستطاع مقاتلو “قسد” دخول أحياء بلدة هجين، في 7 من كانون الأول الحالي، بعد ثلاثة أشهر من المعارك ضد تنظيم “الدولة”

ونقلت وكالة الانباء الكردية “هاوار”، يوم السبت، أن مقاتلي تنظيم “الدولة” يخوضون حرب شوارع في الأحياء الشمالية الشرقية من البلدة، والتي تعد إلى جانب قرى صغيرة في محيط بلدة هجين، المعقل الأخير لمقاتلي التنظيم، والذين تقدر “قسد” عددهم بنحو خمسة آلاف مقاتل.

وكانت “قسد” أعلنت، من خلال بيان لها في 11 من أيلول الماضي، انطلاق المرحلة الأخيرة من حملة “عاصفة الجزيرة”، وذلك للقضاء على تنظيم “الدولة” في آخر معاقله بقرى وبلدات هجين، والسوسة، والشعفة، في الريف الشرقي لدير الزور، بمعركة تحت اسم “دحر الإرهاب”.

في المقابل، يواصل تنظيم “الدولة” القتال داخل بلدة هجين، وكان قد نشر صورًا، الخميس 13 من كانون الأول، قال إنها جانب من الاشتباكات التي يخوضها مقاتلو التنظيم ضد مقاتلي “قسد” داخل البلدة.

وتعد معركة “دحر الإرهاب” واحدة من أصعب المعارك التي واجهتها “قسد” المدعومة من قبل التحالف الدولي، وفق ما قاله أكرم الصالح، المراسل الحربي لدى قناة “كردستان24″، لعنب بلدي، والذي يرافق مقاتلي “قسد” خلال المعارك.

كما وثق أكرم الصالح عبر تسجيل مصور هجمات تنظيم “الدولة” بالسيارات المفخخة داخل بلدة هجين، حين نجا مع مصور آخر من إحدى السيارات المفخخة التي توجهت نحوهما، قبل أن تنفجر على بعد أمتار من وجودهما.

وأضاف أكرم الصالح أن تنظيم “الدولة” يلفظ أنفاسه الأخيرة في هجين، وهو الآن يستميت في الدفاع عن آخر نقاط له داخل المدينة، مستعينًا بأعداد كبيرة من السيارات المفخخة.

تبعد بلدة هجين مسافة 110 كيلومترات عن دير الزور وحوالي 35 كيلومترًا عن مدينة البوكمال.

وأسفرت المعارك على مدار ثلاثة أشهر عن خسائر لدى الطرفين، إذ وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 793 مقاتلًا من تنظيم “الدولة” منذ اندلاع المعركة منتصف أيلول حتى 13 من كانون الأول، في حين قتل 464 مقاتلًا من “قوات سوريا الديمقراطية”.

وتأتي صعوبة المعارك في بلدة هجين بسبب إحاطة مياه نهر الفرات لها من ثلاث جهات، لتشكل طبيعة التربة الطينية جزءًا من دفاعات تنظيم “الدولة”.

وشكلت هجين والقرى المحيطة بها آخر حصون مقاتلي تنظيم “الدولة”، بعدما انحسرت مناطق نفوذه شرق الفرات على مدار العامين الماضيين.

تقدر مساحة البلدة بحوالي 250 كيلو مترًا مربعًا، دون القسم الصحراوي منها، في حين تشكل مساحتها مع القسم الصحراوي حوالي 1250 كيلو مترًا مربعًا.

 




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة