قتلى بمظاهرات السودان.. والحكومة تتهم “مندسين” بأعمال الفوضى

مظاهرات شعبية في السودان 20 كانون الأول 2018 (Mawahib Elmisbah تويتر)

camera iconمظاهرات شعبية في السودان 20 كانون الأول 2018 (Mawahib Elmisbah تويتر)

tag icon ع ع ع

اتهمت الحكومة السودانية من وصفتهم بـ”المندسين” بتخريب المظاهرات الشعبية التي تشهدها السودان، بعد مقتل ثمانية متظاهرين خلال اليومين الماضيين.

وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة، بشارة جمعة، في بيان اليوم، الجمعة 21 كانون الأول، “إن المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها وتحولت بفعل المندسين إلي نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقار الشرطة”.

وأضاف جمعة، “برزت بعض الجهات السياسية في محاولة لاستغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقًا لأجندتهم السياسية وهو الأمر الذي وضح جليًا في بياناتهم المنشورة”، بحسب “وكالة الأنباء السودانية”.

ويشهد السودان مظاهرات شعبية منذ يومين، على خلفية ارتفاع الخبز وتدهور الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدل التضخم في البلاد، ونادى المتظاهرون بإسقاط نظام الرئيس، عمر البشير، وسقط ثمانية متظاهرين في مدينة القضارف شرقي البلاد، وولاية نهر النيل الشمالية، خلال تصدي قوات الأمن السوداني للاحتجاجات.

وفي هذا الصدد، قال بشار جمعة، إن الشرطة وقوات الأمن تعاملت مع المظاهرات التي شهدتها المدن السودانية، “بصورة حضارية دون كبحها أو اعتراضها بحكم أن المواطنين يمارسون حقًا دستوريًا مكفولًا لهم وبحكم أن الأزمة معلومة للحكومة وتعكف على معالجتها”.

الاحتجاجات وصلت إلى العاصمة

وكالة “رويترز”، اليوم، تحدثت عن استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في مدينة الخرطوم أمس، واعتقال عدد منهم، في محاولة لوقف التظاهرات في العاصمة، بعد أن ردد المتظاهرون هتافات تنادي بإسقاط النظام.

وتطورت الاحتجاجات الشعبية إلى حرق إطارات سيارات وبعض المقرات الحزبية.

ونقلت الوكالة عن شهود في مدينة دنقلا شمالي البلاد، أن بعض المتظاهرين أحرقوا مكاتب تابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يرأسه البشير، إلى جانب حالة الفوضى التي تشهدها مدينة القضارف شرقي السودان.

وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ في مديني القضارف وعطبرة على خلفية المظاهرات، وقال النائب البرلماني، مبارك النور، للوكالة، إن الوضع في القضارف أصبح “خطيرًا”، وخارجًا عن السيطرة، بحسب وصفه.

تزامن ذلك مع وصول رئيس “حزب الأمة” المعارض، الصادق المهدي، إلى السودان بعد أن غاب لعام في الخارج، ليحشد أنصاره ويدعو إلى انتقال ديمقراطي للسلطة، وكان المهدي شغل رئيس وزراء في وقت سابق.

وقال المهدي أمام الآلاف من أنصاره أمس، “النظام فشل، وهناك ترد اقتصادي، وتهاوت قيمة العملة الوطنية“، بحسب تعبيره.

وتعاني السودان من ارتفاع معدل التضخم، الذي وصل إلى 69%، وأدى ارتفاع سعر الخبز وفقدانه من الأسواق إلى اندلاع المظاهرات الشعبية في البلاد، إلى جانب التدهور الاقتصادي وفرض شروط جديدة على البنوك السودانية وتقليص الدعم الحكومي.

وتعد المظاهرات السودانية المنادية بإسقاط الرئيس البشير، هي الأكبر منذ عام 2013، وذلك بعد رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عن السودان، والتي استمرت لنحو 20 عامًا.

ويشهد السودان أزمة اقتصادية متفاقمة منذ انفصال القسم الجنوبي للبلاد في عام 2011، وأدى ذلك لفقدانه نحو ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي عقب الانفصال، الأمر الذي أثر سلبًا على الاقتصاد.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة