“Interstellar”.. رحلة لإنقاذ البشرية مما أفسدته

tag icon ع ع ع

“لقد اعتدنا أن ننظر إلى السماء ونتساءل عن مكاننا بين النجوم، الآن ننظر إلى أسفل قلقين بشأن مكاننا في التراب”، تختصر العبارة الكثير من المعاني والمفاهيم التي قدمها فيلم الخيال العلمي “interstellar”، التي تعني حرفيًا “بينجمى” أو “بين النجوم” وهو مصطلح يدل على الفضاء بين المجرات والسدم.

انتقل الإنسان من الأرض إلى ما بين النجوم للبحث عن بديل لكوكب الأرض الذي دمره البشر وخربوه، وهذا ما يناقشه الفيلم: “كيف سمحنا لأنفسنا بأن ندمر السفينة الوحيدة التي نملكها؟”.

انقلب كوكب الأرض على ساكنيه بعدما أفسدوا المناخ ولوثوا المياه وسمموا الهواء، فقضت الآفات على المحاصيل، والأمراض على البشر.

يبدأ الفيلم برائد الفضاء المعتزل كوبر الذي يدير مزرعة مع عائلته وابنته ميرفي ذات العشر سنوات، والتي تعتقد أن غرفتها فيها شبح يحاول التواصل معها، قبل أن تكتشف ميرفي وأبوها أن الشبح هو كائن مجهول يرسل رسائل مشفرة باستخدام موجة جاذبية تاركًا وراءه إحداثيات ثنائية في الغبار تقودهما إلى موقع سري لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، والذي يديره البروفيسور جون براند.

براند يكشف عن تشكل ثقب دوري قد يؤدي إلى كواكب جديدة تقدم الأمل في البقاء على قيد الحياة لسكان الأرض.

يجند براند كوبر للذهاب بمشروع “مهمات لازاروس” التابع لناسا، وقيادة المركبة إندوراس لاسترداد بيانات رواد الفضاء والبحث إذا ما كانت كواكب ميلر وادموندز ومان التي سميت على اسم رواد الفضاء الذين ذهبوا لاكتشافها، صالحة للعيش أم لا.

وينضم كوبر إلى ابنة براند أميليا المتخصصة في التقنية الحيوية والعالمين روملي ودويل والروبوتين تارس وكيس، وبعد سلسلة من الأحداث الدرامية يعود كوبر وأميليا إلى الأرض وتكون 23 عامًا قد مضت، ليجد ابنته شابة يافعة عالمة تعمل مع وكالة ناسا وتساعد براند في معادلة رياضية ستمكن ناسا من إطلاق محطات فضائية بواسطة الجاذبية.

اهتم مخرج فيلم “بينجمى” كريستوفر نولان إلى حد ما بالدقة العلمية إلى الجانب الصورة المرئية لجعل فيلمه يأخذ طابع التوثيق، وبالتالي يميل المشاهد إلى التأثر بما يراه ويسمعه مبتعدًا عن قناعة أن ما يشاهده هو فقط خيال علمي، على الرغم من أن ذلك صحيح.

يخوض الفيلم في نقاش فلسفي بين دور الحب، الذي يعتبر الأمل الوحيد والمخرج الباقي للإنسانية، وبين المسبب الرئيسي لما تعاني منه الحياة على كوكب الأرض بعد أن مارس البشر الانتحار الجماعي بشكل منقطع النظير.

الفيلم من بطولة ماثيو ماكهوني زآن هاوثاوي وجيسيكا شاستاين وإلين بورستين ومايكل كين، وإخراج وكتابة جوناثان نولان وكريستفوبر نولان.

وهو من إنتاج شركتي سينكوبي وليندا برودكشن، وعرض “بينجمى” لأول مرة في 26 من تشرين الأول من عام 2014 في لوس أنجلوس، وصدر في تشرين الثاني من ذات العام في الشرق الأوسط.

حقق الفيلم نجاحًا تجاريًا بشباك التذاكر وتلقى ردودًا إيجابية من النقاد، الذين أعطوا اهتمامًا خاصًا للدقة العلمية للفيلم والموسيقى التصويرية والمؤثرات البصرية وأداء الممثلين.

فاز العمل بجائزة أوسكار لأفضل مؤثرات بصرية فضلًا عن عدد من الترشيحات عن المؤثرات البصرية والتصوير السينمائي والموسيقى التصويرية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة