فنانون ومثقفون سوريون غيبهم الموت عام 2018

حنا مينة، دينا هارون، ومي سكاف (تعديل عنب بلدي)

camera iconحنا مينة، دينا هارون، ومي سكاف (تعديل عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

فقد الوسطان الفني والثقافي خلال عام 2018 مجموعة من أبرز أسمائهما، خاصة أن بعض تلك الأسماء أثرت الوسط الثقافي والفني لعقود من الزمن، ومن أبرزهم:

الكاتب حنا مينة

توفي الكاتب والروائي الكبير حنا مينة في سوريا، في آب الماضي، عن عمر ناهز 94 عامًا. ويعتبر أحد كبار كتاب الرواية العربية ويلقب بـ “شيخ الروائيين العرب”.

حنا مينة روائي سوري ولد في مدينة اللاذقية سنة 1924.

عاش مينة طفولته في إحدى قرى لواء اسكندرون على الساحل السوري، وفي عام 1939 عاد مع عائلته إلى مدينة اللاذقية، وعمل في مهن كثيرة، وكتب مسلسلات إذاعية باللغة العامية، إلى أن تفرغ بشكل كامل لكتابة الروايات والقصص.

ويعتبر من الشخصيات الكبيرة في كتابة الرواية العربية، وأسهم في وقت سابق في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب.

كتب العديد من الروايات والقصص، معظمها تدور حول البحر وأهله، ومن أعماله نهاية رجل شجاع، المصابيح الزرق، الياطر، الشراع والعاصفة، الأبنوسة البيضاء، القطاف، بقايا صور، والمستنقع.

وإلى جانب لقبه السابق، حمل مينة لقب “أديب الحقيقة”، وتعتبر رواية “المصابيح الزرق” أولى رواياته الطويلة التي كتبها في عام 1954.

في الرابعة والثمانين من عمره (عام 2008) كتب الروائي وصيّته ونشرها في الصحافة بشكل علني.

وتمنى فيها حينها ألا يحتفى به ميتًا وألا يبكيه أحد ولا يحزن عليه أحد وألا تقام له حفلة تأبين.

وأصر على جنازة “بسيطة جدًا” مثل حياته، يحمل نعشه فيها أربعة أشخاص “غرباء”من دائرة دفن الموتى، ثم يهيلون التراب على جثمانه وينفضون أيديهم من بعد وكأن أمرًا لم يحصل.

الممثلة مي سكاف

في 23 من تموز الماضي هز خبر وفاة الممثلة السورية مي سكاف، الوسط الفني وخاصة المعارض للنظام السوري، في العاصمة الفرنسية باريس.

ونعى ممثلون وكتاب سوريون سكاف، والتي تعتبر أحد الوجوه البارزة بين الفنانين المعارضين للنظام السوري منذ عام 2011.

وتم تشخيص سبب الوفاة على أنه سكتة دماغية.

انضمت الممثلة إلى صفوف المتظاهرين في دمشق منذ انطلاقة الثورة.

واعتقلت لدى النظام السوري عدة مرات، بينها من منزلها في مشروع دمر عام 2012، إلى أن غادرت خارج سوريا متوجهةً إلى الأردن، وفيما بعد إلى العاصمة الفرنسية باريس.

ولدت في العاصمة دمشق في 13 نيسان 1969، ودرست فيها اللغة الفرنسية، وشاركت في تقديم العديد من الأعمال المسرحية بالمركز الثقافي الفرنسي.

وفي عام 1991 اختارها المخرج السينمائي ماهر كدو لبطولة فيلمه “صهيل الجهات”، وفيما بعد اختارها المخرج عبد اللطيف عبد الحميد بفيلم “صعود المطر”، وزاد نجاحها في دور “تيما” في مسلسل “العبابيد”.

عادت سكاف في عام 2017 إلى عالم السينما من خلال فيلم قصير تم تصويره في العاصمة الفرنسية باريس بعنوان “سراب”.

وأخذت دور “ريما مرشيليان”، وهي سيدة سورية هاجرت إلى فرنسا خلال سنوات الثورة السورية، وفي أثناء الانتخابات الفرنسية الأخيرة يراودها حلم بأن تصبح أول امرأة تحكم بلدًا عربيًا.

وكان آخر ما كتبته عبر صفحتها في “فيس بوك”، “لن أفقد الأمل.. إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد”.

الممثلة دينا هارون

توفيت الفنانة الشابة السورية، دينا هارون، بعد معاناة مع المرض في 8 من تشرين الأول الماضي، عن عمر ناهز 45 عامًا.

وكانت هارون تعرضت إلى وعكة صحية قبل أسبوعين من وفاتها، أسعفت على أثرها إلى المستشفى في دمشق.

وتعتبر دينا من الممثلات الشابات اللواتي برزن خلال السنوات الماضية، وخاصة في مسلسل مرايا إلى جانب الممثل ياسر العظمة.

وهارون من مواليد 1973 وبدأت العمل الفني في مرايا عام 2000، قبل أن تغيب عن الشاشة خلال السنوات الماضية.

وكان آخر مسلسل شاركت فيه “الحب كله” في 2014.

الممثل توفيق العشا

توفي الممثل السوري توفيق العشا، في 19 من تشرين الأول، عن عمر ناهز 70 عامًا.

من جهته قال سفير ذوي الاحتياجات الخاصة في منظمة السلام العالمية، ريبر وحيد، إن العشا رحل بعد عناء ومرض، معربًا عن أسفه نتيجة عدم الاهتمام به.

العشا من مواليد مدينة بيروت في 1948، وبدأت حياته الفنية بدبلجة أعمال كرتونية في 1960، ويعتبر من مؤسسي نقابة الفنانين في سوريا.

واشتهر العشا بالأداء الصوتي في دور “ملسون” في مسلسل “افتح ياسمسم”، إضافة إلى الأداء الصوتي في المسلسل “الوميض الأزرق”.

كما شارك بعدد من الأعمال التلفزيونية، ويعتبر دوره في مسلسل مرايا من أشهر أعماله إلى جانب ياسر العظمة.

ولعب عدة أدوار تلفزيونية أشهرها في مسلسل “يوميات مدير عام” و”حمام القيشاني” و”الزعيم”.

وشارك في عدة مسرحيات وأفلام، منها مسرحية “حفلة سمر من أجل 5 حزيران”، “لا تسامحونا” و”فرح الشوك”، وفيلم “أبو عنتر بوند” و”أيام في لندن” وغيرها.

الكاتبة اعتدال رافع

رحلت الكاتبة السورية الساخرة، اعتدال رافع، في 9 من آب الماضي، بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عمر ناهز 81 عامًا.

ونعت وزارة الثقافة كاتبة القصص القصيرة، والمقالات الصحفية الساخرة،اعتدال رافع، بعد صراع مع المرض استمر منذ عام 1990.

وتعتبر رافع من الكاتبات السوريات القليلات اللواتي اخترن الكتابة الساخرة، رغم وجود أسماء كبيرة لكتاب سوريين في هذا المجال، مثل زكريا تامر، حسيب كيالي، ومحمد الماغوط.

ولدت اعتدال رافع في عاليه في جبال لبنان عام 1937، وحصلت على إجازة في التاريخ من جامعة دمشق، كما عملت في حقل التعليم، ثم في مديرية الآثار والمتاحف، وجريدة “البعث” إذ كانت تكتب زاوية  “حديث الصباح” (1982-1990) وجريدة “تشرين”، في زاوية ” آفاق ثقافية”، كما عملت في مجلة ” الأزمنة العربية” (1989- 1991) وجريدة “صوت الكويت” (1990-1999).

انتسبت إلى اتحاد الكتاب العرب بدمشق (جمعية القصة والرواية)، وتزوجت من الفنان الكوميدي أنور البابا، الشهير بشخصية “أم كامل” وأنجبت منه ابنتين.

من أهم أعمالها “مدينة الإسكندر” (قصص )،”امرأة من برج الحمل” ( قصص)، “الصفر” (قصص)، “بيروت كل المدن شهرزاد كل النساء” (مقالات)، “يوم هربت زينب” (قصص)، “رحيل البجع” (قصص)، “أبجدية الذاكرة” (قصص)، “بوح من زمن آخر” (قصص).

امتازت كتابات رافع بإعادة استخدامها لكلمات عامية أوشكت أن تندثر، مثل (اليوك، البشنوقة، خلنج من إبرته، لبطته تهد الحائط، تشحيل، تنطعج، مزقوق بالهموم) وغيرها.

وأمضت سنوات حياتها الأخيرة في “دار السعادة” للمسنين، وامتنعت عن الكتابة مكتفية بالقراءة فقط.

لم تتخذ رافع موقفًا سياسيًا صريحًا مما حصل في سوريا في السنوات السبع الأخيرة، فكان جوابها في أحد اللقاءات الذي أجرته معها صحيفة “الوطن” المحلية، في آذار 2017، بخصوص انطباعها عن المشهد الحالي في سوريا، “لا أجيد الكلام في السياسة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة