تحرك الساعات الأخيرة في منبج

camera iconعناصر من الجيش الوطني المدعوم من تركيا على خطوط تماس مدينة منبج – 28 من كانون الأول 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – خاص

تترقب مدينة منبج في ريف حلب الشرقي ما ستؤول إليه الأيام أو ربما الساعات المقبلة، ففصائل “الجيش الوطني” المدعومة من تركيا أعلنت رفع جاهزيتها لبدء العملية العسكرية، بالتزامن مع وصول تعزيزات ضخمة من الجيش التركي بينها دبابات ومدافع، والأهم من ذلك انتهت “القمة الحاسمة” بين تركيا وروسيا بانتظار ما ستفرضه على الأرض، وخاصةً في المناطق التي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب منها.

بحسب مخرجات القمة التي عقدها الطرفان (وزراء خارجية ودفاع روسيا وتركيا) في موسكو، تم الاتفاق على تنسيق عمل القوات من أجل القضاء على “خطر الإرهاب في سوريا”، على أن تتم مواصلة التعاون الوثيق حول سوريا والقضايا الإقليمية.

وتعتبر منبج أحد الأهداف التي وضعتها تركيا في العملية العسكرية المرتقبة، إلى جانب المدن الحدودية تل أبيض ورأس العين وعين العرب (كوباني)، وتدور التساؤلات حاليًا حول مصيرها ومستقبلها، هل ستشهد قتالًا أم اتفاقًا تخرج بموجبه “وحدات حماية الشعب” (الكردية) بشكل كامل منها إرضاءً لتركيا، وبعيدًا عن أي عمل عسكري.

وكانت تركيا أعلنت أنها اتفقت مع الولايات المتحدة الأمريكية على إكمال خارطة الطريق المتفق عليها في مدينة منبج قبل عملية الانسحاب من سوريا بشكل كامل.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن إكمال الخارطة سيكون قبل انسحاب أمريكا، مضيفًا، “أبلغنا الأمريكيين بضرورة ألا يخدم انسحابهم من سوريا أجندة منظمة PYD وPKK”.

سيناريو عفرين

الأسبوع الماضي كان حافلًا بالتطورات الخاصة بمنبج، أبرزها إعلان النظام السوري دخول قواته إلى المدينة بعد دعوة وجهتها “الوحدات” قالت فيها “ندعو الدولة السورية التي ننتمي إليها أرضًا وشعبًا وحدودًا إلى إرسال قواتها المسلحة لاستلام هذه النقاط وحماية منطقة منبج أمام التهديدات التركية”.

اقتصر دخول قوات الأسد على منطقة العريمة فقط الواقعة إلى الغرب من منبج المدينة، على عكس ما أعلنت عنه وزارة الدفاع في بيانها، وبالعودة إلى العام الماضي كانت “حرس الحدود” التابعة للنظام قد أعلنت الانتشار على خطوط التماس الفاصلة مع مناطق سيطرة فصائل “درع الفرات”، في أثناء العمليات العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، حينها.

وفي اليوم التالي من إعلان قوات الأسد الدخول إلى المدينة قال قياديون في “الجيش الوطني” لعنب بلدي إن قوات الأسد انسحبت من النقاط التي دخلتها في العريمة، باتجاه معبر التايهة الواقع تحت سيطرتها في المنطقة.

وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية نفى، الجمعة 28 من كانون الأول، أي تغيير في خريطة السيطرة في مدينة منبج، بعد ساعات على إعلان قوات الأسد دخولها.

وسبق النفي تحذير وجهته وزارة الدفاع التركية للنظام السوري من أي أعمال استفزازية في منبج، وقالت “نحذر جميع الأطراف في سوريا بشأن ضرورة الابتعاد عن كل التصرفات والخطابات الاستفزازية التي من شأنها مفاقمة الوضع”.

وتشابه الظروف السابقة الخاصة بمنبج ما شهدته منطقة عفرين في أثناء عملية “غصن الزيتون”، إذ دفع النظام السوري بميليشيات “غير رسمية” تتبع له إلى جبهات المنطقة، وقال إنها ستصد تقدم “الجيش الوطني” والجيش التركي.

لكن اللافت في عفرين هو أن النظام السوري لم يعلق بصورة رسمية على دخول قواته، والذين قتل 80 منهم بقصف تركي بحسب ما قالت شبكات موالية، في آذار 2018.

ما الذي يميز منبج؟

تعد منبج أكبر مدينة حلبية ومركز الريف الشرقي لحلب، وهي ثاني أكبر المدن السورية بعد القامشلي ليست مركز محافظة.

يفصلها عن الحدود السورية التركية حوالي 40 كيلومترًا، وعن مدينة حلب 80 كيلومترًا (شمال/ شرق)، وكان يقطنها قبل عام 2011 حوالي 100 ألف نسمة، حسب الإحصائيات الصادرة عن مجلس محافظة حلب، وتناقص هذا العدد إلى حوالي 30 ألفًا حتى 40 ألف نسمة في عام 2016.

منبج ذات أغلبية عربية إضافة إلى وجود قوميات أخرى كالكُرد والشركس والتركمان، وتمتلك موقعًا جغرافيًا مهمًا كونها عقدة ربط مهمة بين تركيا شمالًا، والرقة شرقًا، وحماة جنوبًا، وحلب غربًا.

وتمتلك المدينة أكبر صوامع للحبوب في المنطقة الشمالية استغرق بناؤها حوالي ثلاث سنوات، والتي دُمرت في أثناء العمليات العسكرية التي شهدتها قبل عام 2016 ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

انسحب النظام السوري من منبج، منتصف 2012، لتدخلها فصائل المعارضة وتحتفظ بها حتى نهاية كانون الثاني عام 2014 في أثناء دخول تنظيم “الدولة” إليها، والذي جعل منها نقطة تمركز كبيرة تصل مع مناطق سيطرته في الرقة ودير الزور.

سيطرت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) على منبج، في آب عام 2016، بدعم مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية، بعد معارك “عنيفة” دامت لأشهر ضد تنظيم “الدولة” والذي اتبع فيها أسلوب حرب الشوارع وتفخيخ الأبنية السكنية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة