“أثر الفراشة”.. مكتبة في ريف إدلب روادها من النساء والأطفال

camera iconزائرة في مكتبة "أثر الفراشة" في معرة مصرين بريف إدلب- 3 كانون الثاني 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف إدلب

ترتاد الشابة مرح الأحمد مكتبةً انتظرها رواد الأدب والقراءة لفترة طويلة في بلدة معرة مصرين شمالي مدينة إدلب، لتكون واحدة من مجموعة نساء شكلن الشريحة المستهدفة ضمن مشروع تطوعي حمل اسم “أثر الفراشة”، تلك المكتبة التي افتتحت مؤخرًا في البلدة.

بتاريخ 19 من كانون الأول الماضي، أعلنت مجموعة من المتطوعات عن إطلاق مشروع بإمكانيات “بسيطة”، عبارة عن منزل عربي صُنعت أثاثه في البداية من صناديق الحرب، وزود بكتب جمعتها شابات في بلدة معرة مصرين، ليكون انطلاقة “مبدئية” لمكتبة حصدت اهتمام شريحة من الطلاب والمهتمين بالقراءة في المنطقة.

تقول الطالبة الجامعية مرح الأحمد لعنب بلدي، إنه رغم بساطة المكتبة وجدت فيها كتبًا بحثت عنها مطولًا في مدينة إدلب، مشيرة إلى أن الجو الشرقي داخل المكتبة أضفى راحة للقراء الذين ارتادوها.

وأضافت مرح أن الميزة الأفضل التي وجدتها في “أثر الفراشة” هي إمكانية استعارة الكتب مجانًا لحين الانتهاء من قراءتها، فضلًا عن تنوع المحتويات بين الكتب الأدبية والعلمية والروائية وقصص الأطفال وغيرها.

بادرة نحو تفعيل الحياة الثقافية

افتتحت مكتبة “أثر الفراشة” بمجموعة كتب لا تزيد على 100 كتاب، ثم فُتح باب التبرع الذي لاقى إقبالًا كبيرًا من قبل دور النشر العربية، بحسب ما قالت مديرة المكتبة ربا ياسين لعنب بلدي، ليتجاوز مخزونها من الكتب نحو 450 كتابًا بعد أقل من شهر على انطلاقتها.

وأشارت مديرة المكتبة إلى أن الشريحة المستهدفة من المشروع هي فئة النساء المهتمات بالقراءة، بمن فيهن الطالبات، بالإضافة إلى افتتاح قسم للأطفال يحوي ألعابًا ترفيهية وقصصًا علمية مفيدة.

وتحدثت ربا ياسين عن أهمية مشاريع كهذه في الوقت الحالي، رغم الإمكانيات البسيطة المتوفرة، خاصة في ظل تراجع توفر الكتب “القيمة” في الشمال السوري خلال سنوات الحرب الأخيرة، على حد تعبيرها.

وبلغ عدد زوار مكتبة “أثر الفراشة”، منذ افتتاحها، نحو عشر نساء و20 طفلًا يوميًا بمعدل وسطي، بين مطالعة داخل المكتبة واستعارة كتب لقراءتها في المنزل، كما توفر المكتبة خدمات أخرى تمثلت بعقد ندوات ثقافية وجلسات لمناقشة الكتب التي تمت قراءتها.

وتزايد الاهتمام بالقطاع الثقافي في محافظة إدلب مؤخرًا، عبر مشاريع هدفها ملء الفراغ الثقافي الذي خلفته الحرب، إذ أطلقت منظمة “بنفسج”، الشهر الماضي، حملة لإثراء مكتبة المركز الثقافي في المدينة، تحت اسم “شاركنا كتابك”، ومدتها شهر واحد فقط.

الحملة، المستمرة حتى 18 من كانون الثاني الحالي، فتحت باب التبرع بالكتب للمركز الثقافي، متوجهة نحو الأفراد ودور النشر داخل سوريا وخارجها، بحسب ما قال منسق فريق الحماية في المنظمة، إبراهيم سرميني، لعنب بلدي.

كما سعت المنظمات المدنية والمجالس المحلية في إدلب إلى تفعيل الجانب الثقافي عبر ترميم المركز الثقافي والمسرح التابع له، بالإضافة إلى افتتاح المتحف الوطني في المدينة، في آب الماضي، بعد إغلاقه عام 2013 بسبب العمليات العسكرية في المنطقة، وتعرضه للنهب والسرقة والعبث والتخريب.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة