البطاقات الذكية تجبر أهالي درعا على شراء المحروقات بأسعار مرتفعة

camera iconمركز بيع محروقات في مدينة دارة عزة بريف حلب - 12 حزيران 2017 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

تعقدت عملية شراء المحروقات بالنسبة لأهالي درعا بعد تطبيق حكومة النظام السوري نظام البطاقات الذكية للتزود بالمحروقات، ما أحدث تخبطًا بين اللجوء إلى البطاقات أو شراء المحروقات من السوق السوداء التي تبيعها بأسعار مرتفعة.

اعتماد البطاقات الذكية

بدأت وزارة النفط والثروة المعدنية في حكومة النظام السوري بتطبيق نظام “البطاقات الذكية” في محطات الوقود بمحافظة درعا، في نهاية شهر كانون الأول الماضي، ووفق ما نشرت الوزارة عبر صفحتها على “فيس بوك” فإن البطاقة الذكية أصبحت قيد التفعيل، اعتبارًا من 21 من كانون الأول، ملزمة أصحاب السيارات بامتلاك البطاقة لتعبئة مركباتهم بالوقود.

وبدأت محطات الوقود بتطبيق القرار ورفضت تزويد أصحاب المركبات ممن لايملكون بطاقة ذكية بالبنزين والمحروقات.

وحددت وزارة النفط والثروة المعدنية مخصصات البنزين على البطاقة الذكية بنحو 40 ليترًا يوميًا على النحو التالي: 155 ليترًا شهريًا للآليات الخاصة تحت 3000 CC، و175 ليترًا شهريًا للآليات الخاصة 3000 CC، و250 ليترًا شهريًا للآليات العامة.

أما الدراجات النارية فيُسمح لها بتعبئة 2% من الطلب على البطاقة الذكية بواقع ثلاثة ليترات يوميًا.

وبدأ النظام السوري منذ آب الماضي بتطبيق نظام البطاقة الذكية في محطات الوقود في دمشق وعدد من المحافظات السورية، والهدف منها تحديد المخصصات من مادة البنزين للآليات الخاصة والعامة، وضبط الكميات الموزعة.

كيف يحصل المواطنون على المحروقات؟

يعتبر نظام البطاقات دخيلًا على ما تعوّد عليه الأهالي في وقت سابق، لذلك فإن آلية عمله ما زالت مجهولة نوعًا ما لكثير من المواطنين، لذلك يتساءل كثيرون وفق ما رصدت عنب بلدي، عن طريقة وآلية وشروط التعبئة والتزود بالمحروقات.

“أبو حسين”، وهو مدير  محطة محروقات في درعا، أوضح لعنب بلدي أن المواطنين يمكنهم الحصول على المحروقات عن طريق البلديات، التي زودت الحاصلين على دفتر عائلة بقسائم 100 ليتر للعائلة في الشهر الواحد.

ولكن هناك العشرات من العائلات لا سيما المتزوجين خلال السبع سنوات الماضية، لم تسجل وقائع زواجهم ولا الولادات بعدها، لخروج المنطقة عن سيطرة النظام، كما أن عشرات من عائلات المنشقين عن قوات الأسد والذين خضعوا لاتفاق تسوية لم يتسنَّ لهم استخراج دفاتر العائلة ما يحرمهم من المحروقات الحكومية، وفق ما ذكر عمر، وهو أحد العناصر المنشقين عن قوات الأسد في وقت سابق.

واضطر عمر إلى شراء المحروقات من السوق السوداء بمبلغ مرتفع عما هو عليه في المركز الحكومية بسبب عدم حصوله على الأوراق الرسمية، كذلك هو الحال بالنسبة للعائلات التي لاتكفيها الـ 100 ليتر شهريًا.

أسعار المحروقات في المنطقة الجنوبية

ارتفعت أسعار المحروقات في المنطقة الجنوبية بعد حصر تزويد المحروقات من المحطات بحاملي البطاقة الذكية، وسجلت ارتفاعًا ملحوظًا، وفق ما رصدت عنب بلدي، إذ وصل السعر إلى حدود 400 ليرة لليتر الواحد للمازوت، في حين يباع بالمحطات بـ 250 ليرة سورية.

كما أن احتكار تجار المحروقات للمادة وزيادة الطلب عليها في فصل الشتاء أسهم بارتفاعها في المنطقة بشكل متسارع.

والمحروقات هي قوام الزراعة وواحدة من الأساسيات لدى الفلاحين في المحافظة جنوبي سوريا، كما هو الحال في كل المناطق الزراعية، وتزداد مخاوف فلاحي درعا مع اقتراب موعد نهاية الشتاء وبداية الربيع من زيادة أسعار المحروقات بشكل أكبر، خاصة أن معظم عمليات استخراج المياه من الآبار تعمل على مادة المازوت.

“أبو سامر”، وهو أحد فلاحي درعا، رفض ذكر اسمه الكامل لمخاوف أمنية، قال لعنب بلدي إن النظام حصر المحروقات للآليات المرخصة ولم يصدر أي تعميم من مديرية المحروقات عن كيفية تأمين المادة للمزراعين، مضيفًا، “الفلاحون بانتظار المجهول، الله يستر من ارتفاع جديد”.

ويحتاج المزراع إلى كمية كبيرة من المحروقات لتخديم الأراضي الزراعية وفقًا لحجم الأراضي وحاجتها ونوع المزروعات، كحال “أبو سامر” الذي قال إنه يحتاج إلى 5000 ليتر شهريًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة