شتانغه مذنب والخطيب غائب وفجر إبراهيم ليس بيده إلا التحفيز

المنتخب السوري أمام منعطف أخير في الأمم الآسيوية

camera iconمواجهة المنتخب السوري مع نظيره الأردني في الجولة الثانية من كأس الأمم الآسيوية- 10 من كانون الثاني 2018 (AFC)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – محمد حمص

حصّل المنتخب السوري في كأس الأمم الآسيوية نقطة واحدة من أصل ست نقاط في مواجهتي منتخبي فلسطين والأردن في الجولة الأولى والثانية لصالح المجموعة الثانية من كأس الأمم الآسيوية.

وانتهت الجولة الأولى بالتعادل السلبي مع المنتخب الفلسطيني، في الوقت الذي انتهى اللقاء الثاني مع الأردن بخسارة قاسية بهدفين دون رد، وما يجمع المباراتين هو الأداء المتواضع للمنتخب.

لم يقف الاتحاد السوري لكرة القدم صامتًا أمام الفشل التي مني به الفريق، إذ أقال المدير الفني للمنتخب الألماني بيرند شتانغه وعين بدلًا عنه فجر إبراهيم.
وحمّل الكادر الفني والإداري والمحللون السوريون شتانغه مسؤولية الفشل السوري في النهائيات الآسيوية، التي يعول عليها الجمهور السوري للذهاب بعيدًا في المسابقة، لا سيما بعد الأداء الذي قام به في التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018.

شتانغه أخطأ منذ البداية

منذ الإعلان عن التوقيع مع بيرند شتانغه، في 31 من كانون الثاني من العام الماضي، لجأ المدرب الألماني إلى البحث عن تشكيلة مثالية يخوض فيها النهائيات الآسيوية الحالية، باحثًا عن لاعبين جدد يشكلون تغييرًا في الفريق.

ولكن المدرب السابق للمنتخب السوري، أيمن الحكيم، قال، في لقاء مع قناة “بي إن سبورتس” الرياضية، إن ما حدث في مواجهة الأردن فاجأ الجميع، كانت هناك مؤشرات منذ المواجهات الودية على ما حدث، ولكن صبر الاتحاد الرياضي جعل شتانغه يكمل مشواره.

وأضاف الحكيم أن الفريق وصل سابقًا “للقمة، فلا يمكن أن يعود به للخلف”، والذي حدث أن المدرب اعتمد على تجريب اللاعبين سواء الذين يلعبون في الداخل السوري أو المحترفين في الخارج، مشيرًا إلى أن تشكيلة تصفيات كأس العالم معروفة، وليس بالإمكان الاعتماد على سياسة تجريب لاعبين جدد، كما في حالة المدرب شتانغه.

وذكر الحكيم أن المنتخب السوري خاض 13 مباراة تجريبية خلال المعسكرات التي خاضها في الفترة الماضية قبل دخول نهائيات كأس الأمم الآسيوية، ولكن التجريب في تلك المواجهات انعكس سلبًا على الفريق.

وحول مواجهتي فلسطين والأردن، اعتبر الحكيم أن ما حصل في مباراة فلسطين وسوء الأداء انعكس على مواجهة الأردن الداخل بنفسية قوية وهو منتشٍ بفوز على بطل النسخة الماضية أستراليا، ولعب بحالة جيدة واستحق الفوز، بينما لا يزال الفريق السوري يعيش بالحالة السلبية التي عاشها في المواجهة الأولى.
ولكن التغيير وعدم الثبات على التشكيلة لم يقتصر على الفريق السوري لوحده، فمنتخبات اليابان وأستراليا وكوريا الجنوبية غيرت عددًا من اللاعبين منذ تصفيات كأس العالم، وفي المقابل ثبت المنتخب الإيراني على تشكيلته ولا يزال يبني على النجاح الذي حققه في الفترة الأخيرة.

شتانغه: أنا المسؤول.. اللاعبون مسؤولون

في تصريحاته عقب مواجهة الأردن، قال بيرند شتانغه إنه المسؤول الأول عن النتيجة ويتحمل ذلك “بلا شك” ولا يمكن إلقاء اللوم على اللاعبين لأنهم قدموا ما لديهم.
وهنأ شتانغه لاعبي المنتخب السوري على “قتالهم في المباراة وحرصهم على العودة بالنتيجة”، مردفًا، “لم نستطع أن نوقف انطلاقات اللاعبين الأردنيين الذين تميزوا بالسرعة العالية والالتزام التكتيكي المطلوب منهم واستطاعوا الفوز بالنتيجة وحصد النقاط الثلاث”.

ولكن في لقاء آخر مع موقع “360 سبورت” تحدث شتانغه عن الاختلاف الكبير في أداء وروح لاعبي المنتخب السوري مقارنة بما كانوا عليه في تصفيات كأس العالم الماضية، وكذلك الإصرار على الاعتماد على الأجناب بدلًا من بناء الهجمات من العمق، رغم فشل ذلك أمام فلسطين.
وقال الألماني، “التصفيات كانت من سنتين، الفريق لم يعد صغيرًا الآن، اللاعبون تقدموا في السن.. لن أقول إنهم أصبحوا كبارًا للغاية فهذا غير منصف”.
وعزا شتانغه الخسارة لنقص السرعة والصعوبة في وصول الكرات الهوائية إلى السومة وخريبين مضيفًا، “أرى أنه من الصعب مقارنة منتخب سوريا الآن بما كان عليه قبل عامين”.

ماذا اختلف في التصفيات؟

لم يظهر المنتخب السوري بذات الشكل الذي ظهر فيه في تصفيات القارة الآسيوية لنهائيات كأس العالم روسيا 2018، وغاب عن لاعبيه الحافز فظهروا دونما جدوى أو حلول أمام خصومهم الذين باتوا أكثر تنظيمًا وبروح قتالية أعلى.

ويرى رئيس “الاتحاد السوري الحر لكرة القدم”، نادر الأطرش، في حديث إلى عنب بلدي، أن ما اختلف بين اليوم والتصفيات هو إبراز اللاعبين أنفسهم بحثًا عن فرصة أو مجد ما يضمن استجرار عقد احترافي مع نادٍ كبير في القارة.

وقال الأطرش إن الموضوع الأهم هو الضخ الإعلامي الذي سبق البطولة وأعطى الفريق أكبر من حجمه “فالمنتخبات لاتبنى بالأغاني والإعلام”، إلى جانب أن اللاعبين رفعوا شعارًا أكبر من حجم المنتخب وهو “آسيا لنا”.

وأشار الأطرش إلى فشل الإدارة لا سيما سيطرة رئيس الاتحاد السوري لكرة القدم، فادي الدباس، على المناصب الإدارية، إلى جانب مشاكل غرفة تبديل الملابس وتدخل الواسطات ومشكلة المدرب.

ولم ينفِ المدير الفني الجديد فجر إبراهيم المشاكل التي أشيعت في صفوف المنتخب الداخلية، وقال في حديث لإذاعة “شام إف إم” إن الأمر يتعلق بالناحية النفسية وهو الشيء الحاسم ولايتعلق الأمر بالكادر الفني، “كانت هناك بعض الإشكالات بين أحمد الصالح ويوسف قلفا وتم تلافيها واعتذر الصالح من القلفا”.

هل أثّر غياب فراس الخطيب؟

خلق غياب فراس الخطيب عن تشكيلة المنتخب المستدعاة حالة من الاستياء لدى متابعي المنتخب إلى جانب حالة جدلية بين الجماهير عن وزن وتأثير الخطيب داخل الميدان.

ويرى الأطرش أن المنتخب لا يبنى على لاعب واحد، ففي ذهبية المتوسط لعب المنتخب من دون نجمه محمود كردغلي وحمل الذهبية.

ولكن الصحفي السوري المختص بالشؤون الرياضية باسل حمدو قال لعنب بلدي إن الخطيب لديه عاملان مؤثران على التشكيلة، العامل الأول هو عمله داخل الملعب من الناحية القيادية وسيطرته على الحالة العصبية التي سادت في مواجهة المنتخب الأردني، والعامل الثاني فتح ثغرات في الخصوم من ناحية المهارة لا سيما غياب جانب المهارة لدى كل اللاعبين باستنثاء أسامة الأومري الذي خرج مصابًا وبالتالي كان هذا العامل هو الحاسم بعد أن تفوق لاعبو الأردن بالمهارة بفارق كبير عن لاعبي المنتخب السوري.

ويرى لاعب نادي الاتحاد واللاعب الدولي السابق عبد القادر عبد الحي في حديثه لعنب بلدي أن غياب فراس الخطيب كان له تأثير نفسي أكثر مما هو عطاء وأداء داخل الملعب، ولكن وجوده ضمن مجموعة المنتخب يمكن أن يعطي دفعًا نفسيًا ومعنويًا للاعبين، وكان يمكن أن يشارك ولو لمدة قصيرة في بعض المباريات، “وهذا ما لا يعرفه إلا خبراء الرياضة”.

ولن يشارك الخطيب مع المنتخب في حال التأهل إلى دور الـ 16 لأن نظام البطولة لا يسمح بذلك.

احتمالات التأهل إلى الدور الثاني

يشغل المنتخب السوري المركز الثالث في جدول ترتيب المجموعة الثانية، ولا يزال يحتفظ بآماله في التأهل إلى الدور الثاني للبطولة وأمامه فرصتان للتأهل، وإن كانتا صعبتي المنال بسبب التنافس على الورقتين المتبقيتين في التأهل مع خمسة منتخبات.

فالفرصة الأولى للتأهل كوصيف لبطل المجموعة إذ يجب الفوز في هذه الحالة على أستراليا في المواجهة الأخيرة، بنتيجة أفضل أو بذات نتيجة منتخب فلسطين في مباراته ضد الأردن، في حال فاز فلسطين على الأردن.

أما الفرصة الثانية فتكمن بالتأهل كأحد أفضل أربعة منتخبات تشغل المركز الثالث في مجموعاتها من أصل ست مجموعات، وفق قواعد تصنيف أفضل منتخبات في المركز الثالث وهي النقاط، وفارق الأهداف، وعدد الأهداف المسجلة والمتلقاة والنقاط التأديبية وأخيرًا سحب القرعة.

ولكن مع وصول فجر إبراهيم وخوضه الحصة التدريبية تبقى آمال الفريق للوصول إلى الدور الثاني ضئيلة لا سيما التوقيت الذي تم فيه تغيير المدرب.

ويرى اللاعب السوري عبد الحي أن “تغيير المدرب في هذا الوقت خطأ، ولن يستطيع فجر إبراهيم تقديم أي شيء للاعبين سوى الدفع والشحن النفسي، إذ يعتمد المنتخب ومسؤولوه على هذا الوتر منذ زمن، ولا يتم تلافي الأخطاء السابقة أبدًا، وعلى رأسها الكادر الإداري من القمة إلى القاعدة في منظومة الاتحادات الرياضية واستبعاد الخبرات الرياضية، والأمثلة عن ذلك كثيرة في كل الدول العربية والأوروبية وبعد التطور الهائل الذي وصلت له الرياضة”.

وأضاف عبد الحي أن “حظوظ المنتخب ضعيفة جدًا، وإذا حصل فيمكن أن يكون من ضمن ثالث المجموعة، ولن يكون القادم أفضل”




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة