ألعاب الفيديو.. انتبه قبل الإدمان!

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – عماد نفيسة

بدأ الحديث عن مصطلح “إدمان ألعاب الفيديو” مع ظهور ألعاب الفيديو في السبعينيات، واستمر عدد المدمنين بالازدياد مع تطور الألعاب الإلكترونية وتنوعها، إضافة إلى تطور شبكة الإنترنت بشكل متسارع والتي تعتبر المصدر الرئيسي لتحميل الألعاب.

في الماضي كانت ألعاب الفيديو تقتصر على أجهزة توصل بالتفلزيون، كجهاز “الأتاري” الشهير والذي أدمن عليه الشباب والأطفال في ذلك الوقت، أما الآن فقد تحولت الألعاب إلى سوق ضخم، وبات صناع الألعاب أكثر خبرة في شد المراهقين والأطفال إلى ألعابهم وقضاء أكبر وقت من دون الشعور بالملل من اللعبة، بالإضافة إلى الاستعانة باختصاصيين نفسيين لضمان إدمان اللعبة من قبل اللاعب.

كيف تحقق الشركات أرباحها
هدف صناع الألعاب تجاري بالطبع، فألعاب الفيديو اليوم بمنصاتها المتعددة كالهواتف المحمولة والحواسيب أصبحت هدفًا دسمًا للشركات التجارية لعرض إعلاناتهم فيها، وخصوصًا تلك المنتجات التي تخص المراهقين والشباب وهذه الإعلانات تدر أموالًا طائلة على المصنعين، وكلما زاد عدد اللاعبين زادت الأرباح.

بالإضافة إلى بيع اللعبة بشكل مباشر على شبكات الإنترنت، وكلما زادت حداثة اللعبة وجودة برمجتها ورسوماتها زاد سعرها، والذي يصل إلى عدة مئات من الدولارات أحيانًا.

كما أن شراء النقاط بالمال أو تخطي المراحل المأجورة، يدفع اللاعبين إلى صرف مبالغ مالية كبيرة ودفعها لحساب الشركة المبرمجة للعبة، وهذا بدوره يدر مبالغ إضافية على الشركة.

إدمان اللعب.. مخاطر على الأطفال والمراهقين

مخاطر كبيرة لألعاب الفيديو تجعلها في صف المدمنات الخطرة على الصحة، وقد ضمت منظمة الصحة العالمية إدمان هذه الألعاب إلى اضطرابات الصحة العقلية.

ووصف التصنيف الدولي للأمراض، الذي تعده منظمة الصحة العالمية، وصدر في حزيران 2018، إدمان ألعاب الفيديو والألعاب الرقمية بأنه “نمط من اللعب المستمر أو المتكرر” يصبح مفرطًا جدًا لدرجة أن تكون “له الأسبقية على غيره من اهتمامات الحياة”.

وبالإضافة إلى إضاعة الوقت والتأثير السلبي على الدراسة والتحصيل العلمي توجد مخاطر صحية لإدمان الألعاب بسبب الجلوس الطويل والتركيز المتواصل.

كما أن لها أضرارًا نفسية بسبب الانعزال الذي تسببه ومبدأ الربح والخسارة في بعض الألعاب، والذي يجعل الطفل في حالة حزن عند خسارته في لعبة ما، وخصوصًا إذا كان في وضع تنافسي مع خصم آخر.

حلول لمساعدة الأطفال

فئة الأطفال هي الأكثر تأثرًا بألعاب الفيديو، كما أن عملية الإدمان سريعة لديهم، وغالبًا لا ينتبه الأهل لهذا الأمر فيبدو الطفل هادئًا عندما يمسك الهاتف ويبدأ اللعب لساعات، وهذا ما يريح الأهل في بعض الأحيان.

يمكن استبدال ألعاب الفيديو ببعض الممارسات المفيدة كقراءة الكتب أو مشاهدة برامج الأطفال المفيدة.

كما يمكن تنظيم وقت ممارستها للطفل، بحيث تكون بمثابة المكافأة له على إنجاز معين ولوقت محدد.

تقنين وقت ألعاب الفيديو لا يعني الامتناع عنها فهي جزء من وقتنا الحالي ويمارسها الكبار والصغار وتقدم متعة كبيرة للاعبين، ولا بأس في ذلك في حال عدم الوصول إلى الإدمان الذي يؤثر على الحياة اليومية وعلى الصحة.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة