وسط حملات القصف «الجنونية» رجال الدفاع المدني بدون رواتب

no image
tag icon ع ع ع

هنا الحلبي – عنب بلدي

مع تزايد وتيرة العنف في الغوطة الشرقية نالت مدينة حلب نصيبًا من ضربات الأسد «الجنونية»، حيث تتعرض خلال الأسبوعين الأخيرين لقصف مكثف بالبراميل والصواريخ الفراغية؛ وبينما يتحمّل فريق الدفاع المدني إنقاذ المصابين وانتشال الجثث من تحت الأنقاض، إلا أنهم يعيشون ظروفًا قاسية وبدون رواتب منذ 3 أشهر.

ويعود القصف بالبراميل إلى الساحة الحلبية، حيث سُجلت عدة مجازر خلال الأيام الماضية أكثرها دمويةً يوم الخميس 5 شباط حين أصاب برميلان متفجران حافلتي نقل في دوار بعيدين ما أسفر عن 45 شهيدًا حرق أغلبهم جراء انفجار البراميل.

ويقع على عاتق فريق الدفاع المدني مجهود كبير إثر كل مجزرة، وفي السياق يتحدث قائد فوج الدفاع المدني بيبرس مشعل إلى جريدة عنب بلدي «كل مجزرة تتطلب منا إطفاء الحرائق وفتح الطرقات، وانتشال للمصابين أو الجثث، الأمر الذي يستغرق عملًا متواصلًا لمدة 24 ساعة تقريبًا، وقد تزداد لنعمل أيامًا متواصلة».

ويعقب بيبرس «ومع قسوة الظروف في حلب بات الفريق مهددًا بانسحاب جزء من موظفيه، بعد مرور الشهر الثالث علينا دون أن نتقاضى رواتبنا»، إذ تتوقف الحكومة المؤقتة عن دفع الرواتب التي تبلغ قرابة 175 دولارًا في الوقت الذي يتضح فيه، وفق تصريحات رئيس الائتلاف خالد خوجة الأخيرة، بأن الائتلاف يبدد شهريًا مبلغًا وقدره مليون دولارًا.

وأوضح بيبرس «تكفلت الحكومة المؤقتة بدفع رواتب الفريق منذ الشهر الرابع من عام 2014، وانقطعت عنها منذ 3 أشهر، حيث يضطر البعض منا لبيع جزء من أثاث بيته، أما آخرون فهم يلجؤون لعمل إضافي لسد الكفاف».

وبدورها تحاول مجموعة من الناشطين بحملة لجمع تبرعات تتكفل برواتب شباب الدفاع المدني «بالحد الأدنى» كما يقول الناشط أبو محيو الكردي، أحد منظمي الحملة، مردفًا أن الحملة إن تمكنت من تغطية الرواتب لأكثر من شهر ستتجه إلى تغطية مدن الريف بالتوالي.

ويؤكد أبو محيو أن الحملة ليست بإملاء من أي جهة بالقول «نحن ناشطون لا نتبع لأي جهة أو مؤسسة، وإنما تجمعنا الثقة المتبادلة منذ بداية الثورة، وربما هذا ما كتب لنا النجاح بتجربتنا الأولى المماثلة، التي أطلقناها منذ شهرين تقريبًا عندما اجتاحت العواصف الثلجية مدن ومخيمات سورية، ثم توالت الحملات ونحن ماضون بإذن الله منذ عدة أيام لتغطية رواتب الدفاع المدني».

ومع ازدياد عمر الثورة، تزداد الفجوة بين الثائرين على الأرض وبين المؤسسات التي فشلت في تلبية متطلباتهم وحمل همومهم كما يقولون، مؤكدين على عودة الصدارة للناشطين الأوائل الذين يمثلون الأمل بدعم الثورة وحمل همومها، وإطلاق الحملات لتلافي أي عائق يصادف ثوار الداخل.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة