العنابي في ليلة القبض على آسيا.. نجمة ونجوم

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لا توجد عبارة أخف وأسهل من “من زرع حصد” التي تعلمناها في الصغر وتناقلناها في موادنا وحياتنا وبين الأجيال، لنؤكد من خلالها أن جني الثمار لا يكون إلا بعد التعب وبعد الزراعة، بعد التحضير والمواظبة، بعد التمترس خلف الأفكار ونقلها إلى عمل جاد، وهذا المثال ينطبق على نجمة قطر الأولى في المشاركات الآسيوية.

تنقلت الكرة بين الأرجل وبين القلوب وسكنت الشباك، هذا ما تدونه وسائل الإعلام عمومًا، تشرح من خلال الوصف ما جرى في المباراة النهائية.. كيف انتصر العنابي على خبرة الساموراي الياباني؟

تابعنا الكثير من الذين تابعوا واستمتعوا بتحضيرات وأخبار المنتخب القطري منذ سنوات، تابعنا كيف تحدثوا عن التكتيك وعن الالتزام والرعاية والعناية، ولأن تكون البطولة الآسيوية هدفًا وسهمًا في جعبة العنابي، هذا ما كان في أذهان الطاقم المتوجه إلى الإمارات من أكبر شخصية إدارية إلى أصغر لاعب بالمنتخب.. فكيف إذا كان الهدف أو السهم يتطلب الجهد والتركيز والهدوء ثم الهدوء ثم الهدوء.. ألف مرة!

ليس سهلًا ألا يحضر جمهورك أهم ما تقدمه لأجل قميص المنتخب ولأجل سمو الرياضة في البلاد، ليس سهلًا أن تتوقع سلفًا كيف تتلقى الهجوم تلو الهجوم وأنت لست مكلفًا بالرد أو الحديث أو الغضب.

ولكن الطبيعي في المستطيل الأخضر أن تنفذ التعليمات في الانتشار والتطور والتقدم والدفاع وفي إبراز الهوية وفي إثبات أن الخصومة “رياضية بحتة”، بغض النظر عما قد يصادفك في جوانب الطريق، لأنها وبحسب من درب نجوم الأمس في النهائي “تحصيل حاصل أو قشور لا فائدة من الاصطدام بها”.

المنتخب القطري أتعب أربعة منتخبات سجلت اسمها سابقًا في لوحة الشرف الآسيوية (السعودية، العراق، كوريا الجنوبية، اليابان”، وصدم منتخب الأبيض الإماراتي الذي وصل سابقًا للنهائي في 1996 واكتفى بالمركز الثاني وبمشاركتين تحت بند المركز الثالث.

ثمرة الجهد والزراعة في أغلب المشاريع تحتاج إلى رعاية وإلى إكمال ما تم التأسيس له، حتى لا يصبح التعب تاريخًا قديمًا كما حصل مع الكرة الأردنية والإماراتية والسعودية والعراقية، وهذا ما كان واضحًا في بيان الاتحاد القطري لكرة القدم عقب المباراة النهائية مباشرة أن “الخطة الجديدة دخلت مرحلة العمل والتنفيذ”.

قد تصادف هذه التجرية التي انطلقت منذ سنوات وأنتجت نجمة آسيوية نوعًا من الصعوبات والتخبطات، وهذا طبيعي في أي عمل أو في مواجهة الخصوم “رياضيًا” لكن الإرادة على ما يبدو تسجل بأن الإصلاحات لن تتأخر عن أي هفوة وعن أي تقصير.

لماذا أكتب أنا هذا الكلام عنهم؟

لأنني والكثير مثلي كنا نتمنى هذه الإشراقة في بلادنا قبل عشر سنوات وقبل تلك المدة بسنوات وسنوات، وبعدها أصبحنا على يقين بأن مثل هذه الجهود تحتاج تغيير الأنظمة والإدارات والعقليات، تحتاج أصحابها وليس من سيستفيد بحكم موقعه وكرسيه المرتبط بكرسي الأمن المرتبط بكرسي القيادة القطرية…

كانت ليلة العمر يا منتخب قطر.. كان الفوز والحصاد بطعم الإصرار.. كان الملعب ينبض بطولة تعلو فيها أول نجمة.

مبروك للمنتخب القطري إنجازه الآسيوي في 2019.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة