مبادرات مجتمعية في السويداء لتعويض غياب البلديات

مركز الرعاية الاجتماعية التابع للهلال الاحمر قي القريا بريف السويداء - 29 حزيران 2018 (عنب بلدي)

camera iconمركز الرعاية الاجتماعية التابع للهلال الاحمر قي القريا بريف السويداء - 29 حزيران 2018 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – السويداء

يعمل مشروع الدعم الإنساني التابع لـ “الهلال الأحمر” في محافظة السويداء على برنامج المبادرات المجتمعية، الذي يدعم الحلول الواردة من المجتمعات المتضررة للاستجابة لحاجاتها، إذ يقوم المتطوعون بالتواصل مع قادة المجتمع لشرح فكرة المبادرة المجتمعية وأهدافها وشروطها ومن ثم تقديم المواد اللازمة لتنفيذها، بمعنى أن البرنامج يهدف إلى تشجيع السكان المتضررين على تنفيذ الحلول التي يقترحونها بأنفسهم.

قدم مجموعة من أهالي قرية القريا في ريف السويداء الجنوبي مبادرة تصنيع “سلل مهملات”، لتعويض النقص الكبير في الحاويات المقدمة من البلديات التابعة لمجلس المحافظة في حكومة النظام السوري، ومن أجل تشجيع الناس على حماية تلك السلل التي صنعت بأيديهم بدلًا من تخريبها وإهمال أهمية وجودها.

فريق المبادرات المجتمعية في مركز الرعاية الاجتماعية التابع لـ “الهلال الأحمر” قدم بدوره المواد الأولية للتصنيع من حديد ودهان وغيرها، ليقوم المواطنون بتصنيعها بشكل تطوعي ضمن مصنع للحديد تبرع صاحبه بالمكان والعدد اللازمة للتصنيع.

“أفكار خلّاقة”

يقول أحد “قادة المجتمع” المسهمين في تقديم المقترح، وهو مدرّس في مدرسة الأنشطة في قرية القريا، وفنان في الأعمال اليدوية وإعادة تدوير المهملات، إنه لم يتردد في جمع عدد من الأشخاص “المفتاحيين” والمؤثرين في المجتمع للقاء مسؤول المبادرات في “الهلال الأحمر”، والذي أغرته بشدة فكرة البرنامج التي تسعى إلى جعل المجتمع يحافظ بشكل أكبر على ما صنعه بيده.

ويضيف لعنب بلدي أنهم، في مدرسة الأنشطة، يملكون أفكارًا خلّاقة لتصنيع قطع مفيدة من مواد مهملة أو تالفة، لكنهم لا يجدون التشجيع والتمويل الكافي لذلك.

وبحسب المدرّس، عزز وجود “المركز المجتمعي” في قريتهم من دورهم، وأسهم في إخراج أفكار خلّاقة، خاصةً بعد أن شاهدوا عمل المركز في مبادرتين سابقتين له في القرية، إحداها كانت إعادة ترميم حمامات المدرسة الثانوية استجابة لسوء بنائها وشكوى الطلاب عن حالات التحرش المتكررة فيها، وتلتها مبادرة مظلة للفرن الآلي تحمي الأهالي في الطابور الطويل من حر الصيف ومطر الشتاء.

 معرض مفتوح

من ناحية أخرى، أشركت المبادرة (تصنيع سلل النظافة) الأطفال في أنشطتها، إذ صنعت إطارات حديدية توزع مع السلل، لتعلق عليها لوحات رسمها أطفال القرية.

وتبدل اللوحات شهريًا، ويتم في كل مرة رسم أفكار جديدة، مثل تغيير النظرة لمهنة عامل النظافة وأهمية الحفاظ على نظافة الشوارع لتفادي الأضرار بعيدة المدى التي تسببها عشوائية انتشار القمامة، وغيرها من الأفكار التي سيخضع الأطفال بموجبها إلى جلسات رفع وعي بالاشتراك مع قسم حماية الطفل بمركز “الهلال”.

تقول إحدى الفتيات المشاركات، وهي طالبة في الثانوية، إنها رفضت في البداية فكرة مرافقة لوحاتها لسلة المهملات، لكن بعد جلسات التوعية التي حضرتها لمست أهمية موضوع النظافة العامة وأثره المهم على البيئة.

وتضيف الطالبة (طلبت عدم ذكر اسمها) أنها فخورة كون لوحاتها عرضت أمام العامة وتحت هذا “الهدف السامي”، مشيرةً إلى أنها ترغب في تغيير اللوحات بشكل دائم لدعم الوعي في مواضيع مثل أضرار التدخين، وأهمية الاندماج، وتقبل الاختلاف، وغيرها من المواضيع التي تطرح عليهم بشكل دائم من قبل قسم حماية الطفل في “المركز المجتمعي”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة