رجل في الأخبار..

وزير النازحين الجديد في لبنان يبدأ حربه عليهم من دمشق

وزير الدولة اللبنانية لشؤون النازحين السوريين صالح الغريب- 11 شباط 2019 (ليبانون ديبايت)

camera iconوزير الدولة اللبنانية لشؤون النازحين السوريين صالح الغريب- 11 شباط 2019 (ليبانون ديبايت)

tag icon ع ع ع

بدأ مهامه على رأس وزارة النازحين السوريين في لبنان باتهامات وشبهات حول تقربه من “التيار اللبناني الأسدي” ومن نظام الأسد نفسه، لينهي الجدل بتأكيد تلك الاتهامات حين حط رحاله اليوم، الاثنين 18 من شباط، في دمشق بزيارة قطع خلالها أشواطًا ومراحل لم يسبقه إليها أعوان النظام في لبنان.

أعلن المكتب الإعلامي لوزير النازحين السوريين في لبنان، صالح الغريب، عن زيارة يجريها الوزير الجديد إلى دمشق، اليوم، بعد أسبوع على تسلمه هذا الملف الشائك، خلفًا للوزير السابق، معين المرعبي.

ورغم أن النظام السوري لم يعلن رسميًا عن تلك الزيارة “المفاجئة”، ادعى المكتب الإعلامي الخاص بالغريب أنها جاءت بطلب رسمي من النظام السوري، على أن يلتقي خلالها وزير الإدارة المحلية السورية، حسين مخلوف، لبحث ملف اللاجئين على مستوى رفيع لم يحدث بين الجانبين اللبناني والسوري من قبل.

تطبيع سريع على أيدي تيار مناصر لـ “حزب الله”

سادت توقعات بأن يبدأ الوزير الجديد، صالح الغريب، تنسيقًا مباشرًا مع النظام السوري وراء ستار حل ملف اللاجئين السوريين في لبنان، ذلك الملف الذي ضاقت الحكومة اللبنانية فيه ذرعًا، وعجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل له، بوجود ما يقارب مليون لاجئ سوري في لبنان يشكلون ربع سكانه الأصليين.

فالوعود التي قطعها الغريب لرئيس دولته، ميشال عون، حين تسلم الوزارة في 11 من شباط الحالي تم تنفيذها بوقت قياسي، حين دخل الأراضي السورية، اليوم، ليبحث الملف مع النظام السوري باسم دولته، وبرؤية حزبه الدرزي المقرب من “حزب الله” اللبناني.

وبحسب ما قال الصحفي اللبناني، جاد يتيم، لعنب بلدي فإن الغريب تعهد عند لقائه ميشال عون بحل ملف اللجوء السوري بالتنسيق مع النظام السوري، الأمر الذي كان يرفضه الوزير السابق، معين المرعبي، داعيًا السياسيين اللبنانيين إلى تجنب التطبيع مع النظام بحجة اللاجئين.

ومع ذلك، فإن تصريحات بعض السياسيين اللبنانيين المحسوبين على النظام السوري لم تخفِ مساعيهم ونواياهم إلى جر لبنان نحو التطبيع مع نظام الأسد، ولكن ليس بسرعة الإجراءات التي اتخذها الغريب فور تسلمه الوزارة.

إذ لم تتعدَّ الإجراءات اللبنانية سابقًا حاجز الأمن العام اللبناني، الذي بدأ منتصف العام الماضي التنسيق مع النظام من أجل عودة بعض السوريين في عرسال إلى قراهم في القلمون الغربي وريف محافظة حمص.

من المال والأعمال إلى السياسة

من معين المرعبي، المنتمي لـ “تيار المستقبل” المناهض لممارسات “حزب الله” في سوريا، إلى صالح الغريب، المقرب من الحزب والنظام السوري، انتقلت وزارة النازحين السوريين في لبنان، ليدخل هذا الملف الجدلي الشائك في دوامة، ارتفعت معها حدة التصريحات اللبنانية وزادت من مخاوف اللاجئين السوريين.

إذ ينتمي الوزير الجديد صالح الغريب إلى الحزب “الديمقراطي العربي”، وهو محسوب على التيار الدرزي في لبنان، وبالتحديد تيار طلال أرسلان المقرب من “حزب الله” اللبناني.

لكن ترشيح الغريب لهذا المنصب الحساس بالنسبة للاجئين السوريين في لبنان، كان على اعتبار أنه اسم “وسطي” متفق عليه من قبل قطبي الدروز في لبنان، طلال أرسلان ووليد جنبلاط.

لكن جنبلاط سرعان ما تنصل من ذلك، بتوجيه اتهامات لصالح الغريب وانتقاد تعيينه في هذه الوزارة، مشيرًا إلى أنه مقرب من النظام السوري و”حزب الله” اللبناني، واصفًا إياه بأن “لونه سوري”.

وما يثير الجدل هو حداثه عهد صالح الغريب في مجال السياسة، إذ لطالما كان ابن المال والأعمال لا ابن السياسة، وهو الحائز على شهادة في إدارة الأعمال من الجامعة اللبنانية الأمريكية عام 2002، وشارك باسم لبنان في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية في الخارج، باعتباره مدير عام شركة “حشمة لوجيستكس غروب”.

الغريب من مواليد عام 1980 في قرية كفرمتى بمحافظة جبل لبنان، وهو ابن شقيق شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ ناصر الدين الغريب.

كيف سيؤثر الغريب على اللاجئين؟

بالنظر إلى الانتقادات الموجهة للوزير الجديد، صالح الغريب، تُطرح علامات استفهام حول مدى فاعلية سابقه معين المرعبي في ملف اللاجئين السوريين ومدى حمايته لهم.

إذ يرى الصحفي اللبناني، جاد يتيم، أن وجود المرعبي على رأس الوزارة أسهم بشكل كبير في تقديم التسهيلات الممكنة لهم، خاصة فيما يتعلق بتوزيع المساعدات وتخصيص مشاريع محددة تعود بالفائدة عليهم.

كما أن المرعبي فضح ممارسات النظام بارتكاب انتهاكات ضد اللاجئين العائدين إلى سوريا، واتهم “حزب الله” بالمسؤولية عن تهجيرهم، نتيجة قتاله في سوريا إلى جانب النظام السوري وميليشياته.

وأضاف يتيم، في حديث لعنب بلدي، أن توجهات الوزير الجديد قد تؤثر على اللاجئين السوريين في بعض النواحي الحياتية اليومية، المتمثلة باتخاذ قرارات مجحفة بحقهم على المستويين القانوني والاجتماعي، أو الضغط عليهم من أجل العودة، لكنه لن يكون قادرًا على تغيير الاستراتيجية العامة أو الخروج عن المنظومة الدولية التي ترى أن سوريا “ليست آمنة بعد” من أجل عودة السوريين.

وتبقى الاحتمالات مفتوحة أمام لبنان الذي تميل كفته للتطبيع مع النظام السوري من أجل عودة السوريين إلى بلدهم، وبين الالتزام بالمعاهدات والأعراف الدولية التي ترفض الضغط على اللاجئين من أجل العودة إلى أوطانهم تحت مسمى “العودة الطوعية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة