رهانات في صفحات الكلاسيكو المزدوج

tag icon ع ع ع

عروة قنواتي

لكل اللقاءات الكروية الأوروبية حساباتها ورهاناتها جماهيريًا وإعلاميًا وجنونًا كرويًا، ولعشاق الفريقين الأبرز في إسبانيا حساباتهم الخاصة في ” كلاسيكو الأرض”. أجواء الاستعداد في كل دول العالم لا تختلف بين موسم وآخر إلا من ناحية تراجع مستوى الفريق أو تقدمه، وخطورته أو أدائه المخيب للآمال، فكيف إن اقتحمت روزنامة العشق الرياضي قرعة كأس الملك، ليستيقظ العشاق على كلاسيكو جديد بحسابات جديدة وبمفاجآت قد تطيح بالرؤوس في الدفة الفنية وبالأحلام وبالحالات المعنوية.

هذه الأيام تمر علينا رياح اللقاءات الأبرز بين البارسا وريال مدريد بطيف خاص لا يتكرر كل عام أو كل موسم، كأن يكون لقاء الإياب في كأس الملك والإياب في الليغا الإسبانية على أرض”السنتياغو برنابيو”، وخلال ثلاثة أيام فقط، أي أن حبس الأنفاس لدى الرياضيين والمدراء والمشجعين والصحفيين سيكون على أشده وكل على طريقته الخاصة، بين مدافع عن ألوان البارسا وطموحاته وبين منشد لثأر الريال ورغبة جامحة في تقدمه وزيادة خطره في المسابقتين.

ومنذ أيام قليلة بدأت حفلات التوعد والتوقعات ورمي التهم بين المشجعين كما العادة في شارعنا العربي، فطالت الأحياء والأموات والحقب التاريخية والأيديولوجيات وأحلام الانفصال من عهد الجنرال فرانكو وصولًا إلى استقلال كتالونيا، وكل هذه الإشارات هي طقوس معتادة بين الجماهير بالرغم من بعدها عن حساسية المباراة بأسماء النجوم أو نتيجة الذهاب في كأس الملك، والتي انتهت على أرض البارسا بالتعادل الإيجابي بهدف لهدف.

هذه الصبغة التي تغطي كل محاور الكلاسيكو في قشورها، لا تمر مرور الكرام في قلبها أيضًا وخصوصًا عند انطلاق صافرة الحكم في المباراة الأولى والثانية وخروج النتائج إلى ساحات النقد، والحديث عن انحياز التحكيم ورغبة المافيات الكروية بفوز هذا وإخفاق ذاك بالرغم من وجود تقنية الفيديو. هذه الاتهامات هي أشد ما يشعر العشاق بعمق انتمائهم في حالة الفوز أو الخسارة، ولنكن أكثر دقة في الحزن والفرح.

المنطق في تحليل البعض يقول إن كأس الملك سيذهب للخزائن المدريدية، بينما لن يتقدم الريال ليكون خطرًا على البارسا ضمن إياب الدوري، حتى ولو انتهت النتيجة بالتعادل، فالأمر في الليغا محسوم للخزائن الكاتلونية مجددًا.

وكلها إشارات وتمنيات وأقوال يطلقها المتابع بين دارس لأخبار الفريق وبين مطلق للأماني، لكن الملعب وأقدام النجوم هي الكفيلة بتحديد الفائز من الخاسر، وخاصة في أشد معارك الأرض الكروية وتحت ضراوة الكلاسيكو الإسباني.

لن يمل أحد من الشماتة ولا من الحزن ولا من الفرح، خاصة إذا نال أحد الفريقين “الفوز الدبل”، وهنا سيكون الميزان قد أعلن رحيل العقل وتقدم اللسان في الدفاع والهجوم عن النتيجة.. وهات يا ألحان!

الأربعاء- السبت، ساعات للمتعة والتشجيع وإشباع العيون من النظر إلى النجوم.. تمتمة الشفاه وحضور الحناجر بين الغضب وإعلان الهدف، كلاسيكو الأرض بين ريال مدريد وبرشلونة يدق الأبواب والنوافذ والشاشات، استعدوا جيدًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة