التهاب البروستات.. أعراض وحلول

التهاب البروستات
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

يعتبر التهاب غدة البروستات (الموثة) أحد أمراض الجهاز البولي الشائعة عند الرجال، فحوالي 5- 10% منهم يطورون التهاب البروستات في حياتهم، وقد يصاب به بعض الرجال ويعانون من أعراضه لفترة طويلة دون أن يعلموا بأنهم مصابون بالتهاب البروستات، ولذلك فإننا سنعرّف بهذا المرض وأشيَع أعراضه وكيفية تشخيصه وعلاجه.

ما المقصود بالتهاب البروستات؟

هو حالة التهابية تصيب غدة البروستات فتؤدي إلى تهيجها وانتفاخها، وهذا المرض يختلف عن تضخم البروستات الذي يصيب المسنين عادة و يتسبب بمشاكل في عملية التبول، بينما التهاب البروستات قد يحدث في أي مرحلة من مراحل العمر بعد البلوغ، ويشخص في كثير من الأحيان لدى الشباب ومتوسطي العمر.

ولالتهاب البروستات أربعة أنواع:

  1. التهاب البروستات الجرثومي الحاد: سببه عدوى جرثومية بسلالات شائعة من الجراثيم عادة، وهو يظهر بشكل فجائي مسببًا أعراضًا تشبه الإنفلونزا (حمى، وارتجاف، وغثيان، وقيء).
  2. التهاب البروستات الجرثومي المزمن: يكون سببه عدوى جرثومية لم تعالج أو لم يتم القضاء عليها بشكل كامل، حيث يستمر الالتهاب لمدة تتجاوز ثلاثة أشهر، ولكن يكون أقل حدة من الالتهاب الحاد، وتحدث نوب التهابات متكررة، وربما تظهر أعراض خفيفة أو لا تظهر أي أعراض بين نوبات التهاب البروستات المزمن.
  3. متلازمة التهاب البروستات المزمن أو متلازمة آلام الحوض المزمنة: هذا النوع هو أكثر الأنواع شيوعًا، ومع ذلك فهو الأقل فهمًا، إذ إنه لا ينتج عن جراثيم، ولا يمكن عادة تحديد السبب بدقة، وتبقى الأعراض كما هي عبر الزمن عند بعض المرضى، وقد تتقلب عند البعض الآخر في دورات من الحدة والهدوء.
  4. التهاب البروستات غير المصحوب بأعراض التهابية: هذا النوع من التهاب البروستات لا يحدث أعراضًا، ويتم اكتشافه عادة بالمصادفة عند إجراء فحوصات لأمراض أخرى كالعقم أو ضخامة البروستات، ولا يلزمه علاج.

ما أسباب التهاب البروستات؟

يمكن أن يكون سبب التهاب البروستات هو تسرب الجراثيم إليها من المسالك البولية أو الانتشار اللمفاوي من المستقيم، كما يمكن أن ينتج عن العديد من الكائنات الحية المنقولة جنسيًا مثل النيسرية البنية، أو المتدثرة الحثرية، أو فيروس نقص المناعة البشرية، وقد يسهم تلف الأعصاب في المسالك البولية من الجهة السفلية -والذي قد يحدث بسبب جراحة أو صدمة في المنطقة- في التهاب البروستات الذي لا ينتج عن عدوى جرثومية، وفي العديد من حالات التهاب البروستات لا يتم تحديد السبب.

ومن العوامل المؤدية إلى التهاب البروستات:

  • عدوى جرثومية في الجهاز البولي.
  • عدوى متكررة في المثانة البولية.
  • ممارسة الجنس الشرجي.
  • ممارسة الجنس مع شريك مصاب بأمراض منقولة جنسيًا دون استخدام الواقي الذكري، وهنا أكثر أنواع الجراثيم المسببة للعدوى هي الكلاميديا.
  • تضخم البروستات الحميد المرتبط بتقدم السن.
  • تشوهات في الطبيعة التشريحية للجهاز البولي التناسلي.
  • التهاب البربخ.

 ما أعراض التهاب البروستات؟

تعتمد على نوع الالتهاب الحاد أو المزمن، وأشيَع الأعراض:

  • الإلحاح البولي المتكرر والشعور المفاجئ بالحاجة للتبول.
  • صعوبة في التبول، وهي تعتبر من أعراض التهاب البروستات المبكرة.
  • ألم أو حرقة في أثناء التبول.
  • قشعريرة وحمى وأحيانًا يصاحبها الغثيان والقيء.
  • ألم في أسفل البطن قد يمتد الى الخصيتين.
  • رائحة كريهة للبول.
  • ألم أسفل الظهر.
  • ألم خلال عملية الجماع وفي أثناء عملية القذف.
  • بعض الحالات تحدث فقدان الشهوة الجنسية، وخاصة في الالتهاب المزمن.
  • نقط الصباح، من الأعراض الشائعة لالتهاب البروستات المزمن، حيث يلاحظ المريض وجود إفراز متكرر من فتحة البول على شكل نقط لزجة قد تسبب انسدادًا مؤقتًا لأول مرة يتبول فيها المريض صباحًا، أو أنها قد تظهر على الملابس الداخلية على شكل نقط من السائل اللزج الأصفر أو البني اللون، وفي كثير من الحالات يشتكي المرضى من وجود خيوط بيضاء طويلة تنزل مع البول خصوصًا في الساعات الأولى من الصباح.

كيف يتم التشخيص؟

يتم التشخيص عادة عن طريق الأعراض التي ذكرناها بالإضافة للفحص السريري وبعض الاختبارات التي يمكن أن يجريها الطبيب.

أولًا- الفحص السريري: حيث تظهر علامات التهاب البروستات على شكل تورم وانتفاخ العقد اللمفاوية في المنطقة المحيطة بالبروستات وبكيس الصفن المحيط بالخصيتين بالإضافة إلى نزول سوائل من مجرى البول، كما يقوم الطبيب بإجراء الفحص الشرجي الإصبعي، وفيه يقوم بإدخال إصبعه في الشرج ويفحص البروستات يدويًا عبر المستقيم، حيث يظهر هذا الفحص أي تغير في حجم البروستات.

ثانيًا- الفحوصات التشخيصية الأولية:

  • فحوصات البول: يُطلب فحص عينة من البول (تحليل بول) للبحث عن علامات للعدوى، وربما يرسل الطبيب عينة للزرع أيضًا.
  • اختبارات الدم: يجرى فحص دم كامل CBC وفحص المستضد البروستاتي النوعي PSA للبحث عن علامات للعدوى ومشاكل البروستات الأخرى.
  • تدليك البروستات: في حالات نادرة قد يدلك الطبيب بروستات المريض ويفحص الإفرازات.
  • اختبارات التصوير: في بعض الحالات قد يجرى تصوير بالموجات فوق الصوتية (إيكو) أو أشعة مقطعية CT للبروستات ومجرى البول.

كيف يعالج التهاب البروستات؟

يعتمد علاج التهاب البروستات على السبب الأساسي، ويمكن أن يشمل:

  • المضادات الحيوية، وتعطى للقضاء على العدوى، وتكون مدة علاج التهاب البروستات الحاد من 4- 6 أسابيع، ومدة علاج التهاب البروستات المزمن على الأقل 6 أسابيع و قد تمتد لمدة أطول حسب استجابة وحالة المصاب.
  • مسكنات الألم مثل الباراسيتامول للتخفيف من أعراض الالتهاب.
  • مرخيات العضلات.
  • مثبطات مستقبلات ألفا، مثل دوكسازوسين وبرازوسين وألفيوزوسين، وتستخدم إذا كان سبب التهاب البروستات هو احتقان البروستات بسبب تضخم البروستات الحميد أو كان من النوع المزمن غير الجرثومي، حيث تقلل احتقان البروستات وتضخمها وتسهل عملية التبول.
  • الاستئصال الجراحي لغدة البروستات، ويتم اللجوء لهذا الخيار العلاجي في الحالات الخطيرة التي لم تستجب للعلاجات التقليدية مع بقاء أعراض التهاب البروستات مستمرة.

ما المضاعفات المحتملة لالتهاب البروستات؟

يمكن أن تتضمن مضاعفات التهاب البروستات ما يلي:

  • تجرثم الدم، أي انتشار العدوى الجرثومية في الدم.
  • التهاب البربخ، وهو الأنبوب الملتف الملحق بالجزء الخلفي من الخصية.
  • خراج البروستات، أي تشكل تجويف مملوء بالصديد في البروستات.
  • اضطرابات السائل المنوي، والعقم، والذي يمكن أن يحدث مع التهاب البروستات المزمن.

أخيرًا ننوه إلى أنه لا يوجد دليل مباشر على أن التهاب البروستات يؤدي إلى سرطان البروستات.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة