“قسد” تغلق ملف تنظيم “الدولة” شرق الفرات

camera iconرفع علم "قوات سوريا الديمقراطية" في آخر معاقل تنظيم "الدولة" في الباغوز شرق الفرات 23 من آذار 2019 (المصور Mohammed Hassan)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – أحمد جمال

رفعت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) راياتها في بلدة الباغوز، معلنةً انتصارها على تنظيم “الدولة الإسلامية” وإنهاء نفوذه في آخر معاقله شرق الفرات، بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.

وضمن مراسم رسمية وعرض عسكري، أعلنت القيادة العامة لـ “قسد” في بيان لها النصر النهائي على تنظيم “الدولة” شرق الفرات، وذلك بحضور القائد العام، مظلوم عبدي، ومسؤولين من الإدارة الذاتية وممثلين عن الأحزاب السياسية ووجهاء ورؤساء عشائر في المنطقة، إضافة إلى مبعوث التحالف الدولي، ويليام روباك.

وتندرج عمليات “قسد” الأخيرة في إطار عملية “عاصفة الجزيرة”، التي أطلقت آخر مراحلها شرق الفرات، في أيلول العام الماضي، واستهدفت إنهاء نفوذ التنظيم بالكامل.

إعلان الانتصار

وفي اللحظات الأولى لانتهاء المعارك، قال المتحدث الإعلامي لـ “قسد”، مصطفى بالي، عبر “تويتر”، السبت 23 من آذار، “الباغوز تحررت، والنصر العسكري ضد داعش تحقق… نبشر العالم بزوال دولة الخلافة المزعومة”.

وخلال البيان الرسمي، قال القائد العام، مظلوم عبدي، “باسم القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية ومقاتليها ومقاتلاتها وبالنيابة عن حلفائنا الذين حاربوا معنا بنفس الخندق، نعلن اليوم عن تدمير ما كان يسمى باسم الدولة الإسلامية وإنهاء سيطرتها على آخر جيوبها في الباغوز”.

وأضاف عبدي أن هزيمة التنظيم كانت باهظة الثمن، قتل خلالها 11 ألف مقاتل من “قسد” وأصيب أكثر من 21 ألفًا بإصابات مختلفة، كحصيلة نهائية لخسائر القوات الكردية، مشيرًا إلى إنقاذ نحو خمسة ملايين نسمة من “براثن الإرهاب” وتحرير نحو 52 ألف كيلو متر مربع من الأراضي السورية و”إزالة الخطر المهدد للبشرية”، بحسب تعبيره.

ودعا قائد “قسد” الحلفاء لتقديم مزيد من الدعم لمحاربة خلايا التنظيم، للقضاء على وجوده بشكل كامل، مشيرًا إلى أن العامل الأساسي في هزيمة التنظيم اعتماد قواته على النهج “الديمقراطي ومبادئ الأمة والعيش المشترك”.

ترامب: التنظيم انتهى في سوريا

وقبيل إعلان النصر النهائي، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، الجمعة الماضي، إن تنظيم “الدولة” هُزم “بنسبة 100%” في سوريا”، وذلك في أثناء عرضه أمام مراسلين خرائط للمنطقة، تظهر إحداها المساحات الكبيرة التي كان يسيطر عليها التنظيم، والثانية خالية تظهر الوضع الحالي.

لكن تنظيم “الدولة” ما زال يتحصن في جيب يمتد بين محافظتي حمص ودير الزور، من أطراف منطقة السخنة حتى حدود مدينتي البوكمال والميادين في دير الزور، بحسب الخريطة الميدانية، ويتخذ من تلك المناطق جيوبًا صغيرة ومتفرقة، وتتركز عملياته على شكل هجمات سريعة وخاطفة ضد قوات الأسد على امتداد البادية السورية.

خريطة تظهر جيوبًا لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق غرب شرق الفرات في سوريا - 24 آذار 2019 (Livemap)

خريطة تظهر جيوبًا لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق غرب الفرات في سوريا – 24 آذار 2019 (Livemap)

وشهدت الأسابيع الثلاثة الماضية معارك عنيفة شنتها “قسد” في بلدة الباغوز التي تحصن فيها التنظيم، وسط غارات جوية لطيران التحالف على المنطقة، أدت لاستسلام مئات المقاتلين من التنظيم.

ولم يعلق تنظيم “الدولة” على بيان “قسد” الأخير وإنهاء نفوذه في شرق الفرات، لكنه كثف عملياته خلال الأسبوعين الأخيرين معلنًا مقتل وإصابة العشرات من العناصر بعمليات متفرقة، إلى جانب تسجيلات مصورة نشرتها وكالة “أعماق”، الخميس الماضي، توضح الاشتباكات الدائرة في الباغوز.

وأصدر التنظيم في 12 من آذار الحالي، تسجيلًا مصورًا حمل عنوان “معاني الثبات من الباغوز”، والذي اعترف من خلاله بشكل ضمني بقرب انحساره شرق الفرات، وجاء بصوت الناطق الرسمي “أبو الحسن المهاجر”.

مجازر ضد المدنيين؟

وعلى مدار الأشهر الماضية من العمليات العسكرية، تحت اسم “عاصفة الجزيرة” وجهت لـ ”قسد” والتحالف الدولي اتهامات بمقتل مئات المدنيين، جراء الضربات الجوية والصاروخية التي استهدفت مناطق التنظيم.

وانتشرت صور، الأسبوع الماضي، عبر شبكات في مواقع التواصل الاجتماعي، منها شبكة “دير الزور 24″ لعشرات الجثث المتفحمة في مخيم الباغوز شرقي دير الزور، وسط إعلانات من “قسد” عن التقدم داخل المنطقة بتغطية جوية من التحالف الدولي.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقريرها الصادر الأربعاء الماضي، إن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، مسؤول عن مقتل 3035 مدنيًا في سوريا، بينهم 924 طفلًا و656 امرأة، وذلك في الفترة بين آب 2014 ومطلع آذار 2019، في أثناء حربه على تنظيم “الدولة”.

وشهد عام 2017 وقوع أكبر عدد من الضحايا على يد التحالف، بحسب التقرير، إذ وصل إلى 1753 قتيلًا مدنيًا، وذلك على اعتبار أن عام 2017 شهد عمليات عسكرية واسعة للتحالف أدت إلى طرد التنظيم من مدينة الرقة، التي كانت تعتبر “عاصمة الخلافة”.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة