أول الردود الروسية على تحقيقات مولر: فرصة لتصفير المشاكل

camera iconالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع نظيره الأمريكي، دونالد ترامب- 16تموز 2018 (سبوتنيك)

tag icon ع ع ع

في أول ردود فعلها، اعتبرت روسيا أن نتائج تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر، حول تورط الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وأعضاء في حملته الانتخابية الرئاسية في 2016، هي “فرصة لتصفير المشاكل” مع أمريكا، لا سيما أنها خلصت إلى عدم إدانة ترامب وفريقه.

وقال رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي (مجلس الشيوخ)، قسطنطين كوساتشوف، معلّقًا حول نتائج التحقيق، عبر صفحته في “فيس بوك”، اليوم الاثنين 25 من آذار، إن “هناك فرصة لتصفير الكثير من المشاكل في علاقاتنا، ولكن هل يجرؤ ترامب على ذلك؟ هذا سؤال. بالطبع، نحن مستعدون. وأود أن أقترح البدء في القضية الأكثر حدة ألا وهي معاهدتا أي ان اف (القوى النووية متوسطة المدى) وستارت (الحد من الأسلحة الاستراتيجية)”.

من جهته، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، أمس الأحد، عبر حسابه في “تويتر”، أن تقرير المدعي الخاص، روبرت مولر، بشأن التدخّل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016 “برأه بشكل كامل”، معتبرًا أنّ إجراء هذا التحقيق كان “معيبًا”.

وقال ترامب عقب نشر وزير العدل، بيل بار، موجزًا لنتيجة التقرير، “لا تواطؤ، لا عرقلة، تبرئة كاملة وشاملة. فلنبق أمريكا عظيمة!”.

 

ردود الفعل لسياسيين أمريكيين

اعتبر عضو الكونغرس الديمقراطي، جيري نادلر، أن وزير العدل لم يستبعد احتمالية أن يكون ترامب قد أعاق مسار العدالة.

كما طالب زعيما الديمقراطيين في الكونغرس، مساء الأحد، 24 من آذار، وزير العدل الأمريكي، بيل بار، بنشر ملخص لتقرير المحقق الخاص، روبرت مولر، عن التدخل الروسي خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، معتبرين، بار، مراقبًا غير محايد، حسب البيان الصادر عنهما.

وقال كلّ من زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، ورئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، في بيان مشترك، إنّ رسالة وزير العدل تطرح أسئلة بقدر ما تقدّم الأجوبة.

كما ذكر البيان أنه من الضروري نشر التقرير بشكل كامل إضافة إلى جميع الوثائق المتعلّقة بالتحقيق معتبرين أنّ مولر لم يبرّئ الرئيس الأمريكي من تهمة عرقلة سير العدالة.

من جهتها، اعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، أنّ نتائج تقرير مولر هي تبرئة شاملة وتامة للرئيس، حسب تغريدة في “تويتر”.

واعتبر محامي ترامب، رودي جولياني، نتيجة التحقيق “نقطة تحوّل لهذا البلد”، مطالبًا الديمقراطيين بالاعتراف بالتراجع عن تصريحاتهم السابقة واتهاماتهم حول توّرط ترمب بعلاقته مع موسكو.

أيضًا رحّب السيناتور الجمهوري، ميت رومني، بما تمخّض عنه التحقيق واصفًا إياه بـ “الخبر السار”، إذ غرّد عبر حسابه في “تويتر” بالقول إن “الوقت حان لكي تمضي البلد قدمًا”.

وكان رومني وجّه انتقادات لاذعة لترامب معتبرًا إياه لا يرقى لمنزلة رئيس لأمريكا تبعًا لقراراته الأخيرة خلال السنتين الماضيتين من تسلّمه المنصب، وذلك حسب مقال له على صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

 

ملخص التحقيق

خلص تقرير المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر عن مزاعم تدخل روسيا في انتخابات عام 2016 الرئاسية، إلى أن ترامب لم يرتكب جريمة، لكنه في المقابل لم يبرئه، وذلك وفقًا لملخص للتحقيق نشر يوم أمس.

وبحسب ملخص وزارة العدل، فإن المحقق مولر لم يجد دليلًا يثبت ويدين أي مسؤول كان في حملة ترامب قد تآمر “عن سابق علم وقصد” مع روسيا وذلك خلال انتخابات 2016.

وكان مولر قد انتهى من تحقيقه مساء الجمعة، 22 من آذار، وقدّم تقريره السري إلى وزير العدل، بعد ما أمضى نحو عامين منذ أن باشر به.

وقدّم بار نتيجة التحقيق التي جاءت في ملخص مقتضب للغاية، إلى مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين.

وقال في رسالته إن التقرير لا يوصي بتوجيه أي اتهامات إضافية، كما أنّ المدعي الخاص لا يملك اتهامات طيّ الكتمان أو لم يعلن عنها لينتظرها الرأي العام.

 

تحقيق مولر.. باختصار

ملخّص التحقيق الذي لطالما اعتبره ترامب مطاردة سياسية شعواء تستهدفه شخصيًّا، تضمّن عدة نقاط أبرزها حصول مولر على أدلة قاطعة تثبت وجود محاولتين روسيتين رئيسيتين للتدخل في الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2016، من خلال تشكيل موسكو لحملات تضليل منظّمة، وقرصنة رسائل البريد الإلكتروني للمرشحة الرئاسية السابقة، هيلاري كلينتون.

كما توصّل مولر، خلال سير التحقيق، إلى عرض شخصيات مرتبطة بروسيا مساعدة في حملة ترامب.

أمّا الاتهام الأخطر على ترامب والمتمثّل بعرقلة سير العدالة، فقال بار إن الدليل الموضّح في تقرير مولر غير كافٍ للبناء عليه واتهام الرئيس بارتكاب مثل هذا الجرم، مضيفا أنّه على الرغم أن التقرير النهائي لم يخلص إلى ارتكاب الرئيس لأي جريمة، إلّا أنه أيضّا لا يبرّئه.

 

تحقيقات مولر مستمرة في مسار جنائي

ورغم ما تمخّضت عنه نتائج تحقيق مولر حول تلاعب موسكو في مسار الانتخابات الأمريكية الأخيرة ونتيجتها، إلّا أنّ ترامب لايزال يواجه عددًا من التحقيقات والقضايا التي تنتظره في المحاكم الأمريكية، ومنها تحقيقات أخرى لمولر حول قضايا جنائية.

واتهم مولر 34 شخصًا وثلاث شركات، صدرت أحكام على بعض منهم وأقرّوا بالذنب خلال جلسة الإفادة، في حين أحيل ملف واحد إلى المحكمة.

وشملت اتهامات مولر عدّة أشخاص من بينهم توجيه ثماني إدانات لرئيس حملة ترامب السابق، بول مانافورت، في آب 2018 بتهم وقضايا جنائية، منها الاحتيال المصرفي والاحتيال الضريبي.

كما وجه مولر اتهامات إلى مستشار ترامب السابق للأمن القومي، مايك فلين، ومحاميه السابق، مايكل كوهين، إلى جانب مدير حملته الانتخابية، بول مانافورت، بالإضافة إلى اتهام مستشار ترامب، روجر ستون، في كانون الثاني من هذا العام الذي أفضى إلى دفعه ببراءته، لكن محاكمته ما زالت مستمرة لوجود قضايا أخرى تتعلق بالروس المتهمين لم تتم إحالتها حتى الآن.

ومن المتوقّع أنّ يتولى ممثلو ادعاء آخرون في وزارة العدل القضايا الجنائية التي بدأها مولر، بحسب تصريحات لسياسيين أمريكيين.

 

من هو مولر؟

ولد روبرت سوان مولر في السابع من آب عام 1944 في نيويورك، وهو سادس مدير لمكتب التحقيقات الاتحادي في تاريخ الولايات المتحدة إذ شغل المنصب من تاريخ أيلول 2001 حتى أيلول 2013.

وينحدر مولر من اصول المانية وإسكتلندية وانجليزية.

وكان الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن عين مولر الذي هو بدوره جمهوري أيضًا في المنصب لمدة عشر سنوات، مددها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما لسنتين.

وقبل توليه إدارة مكتب التحقيقات الاتحادي، عمل مولر، وهو محامٍ، مدعيًا عامًا، ومساعدًا لوزير العدل للشؤون الجنائية، ونائبًا عامًا لوزير العدل.

وحول تنصيبه في تحقيق التلاعب في الانتخابات الأمريكية الأخيرة، عيّن نائب وزير العدل آنذاك، رود روزنشتاين، مولر محققًا خاصًا تابعًا لوزارة العدل في السابع عشر من أيار 2017. وأشرف مولر بموجب هذا التكليف على التحقيق في “أي علاقة وتنسيق بين الحكومة الروسية وأفراد لهم علاقة بحملة ترمب الانتخابية، وأي أمور ربما تكون نتجت أو قد تنتج مباشرة من التحقيق”.

وحظي تعيين مولر بتأييد واسع من الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس، إذ قال عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي تشارلز شومر إن “مدير مكتب التحقيقات الاتحادي السابق مولر هو أنسب شخص لهذه المهمة، وأنا الآن واثق أكثر من ذي قبل بأن التحقيق سيتقفّى أثر الأدلة إلى أقصى مدى”.

أما عضو مجلس النواب الديمقراطية، دايان فاينشتاين، فقالت إن “روبرت كان مدعيًا عامًا جيدًا ومديرًا عظيمًا لمكتب التحقيقات الاتحادي، وليس هناك من شخص بإمكانه القيام بهذه المهمة بشكل أفضل”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة