لوموند: نهاية إمبراطورية “فوز” مع بداية السنة صفر بسوريا

camera iconرجل الأعمال السوري سامر فوز (أرابيسك لندن)

tag icon ع ع ع

توقعت صحيفة “لوموند” الفرنسية، اقتراب نهاية ما أسمته “ملحمة سامر فوز”، واستبداله بشخصية أخرى لتحلّ مكانه وتؤدي المهام التي كان يقوم بها، وذلك خلال تحقيق صدر عن الصحيفة، في 18 من آذار، وحمل عنوان “سوريا السنة صفر”.

ونشرت “لوموند” سلسلة تحقيقات هدفت إلى تشخيص الحال الذي وصل إليه النظام السوري ومعارضيه، بغية استشراف الوضع في سوريا بعد انتهاء الحرب، وحملت السلسلة عنوان “سوريا السنة صفر”، في إشارة إلى اقتراب الحرب من نهايتها من سوريا.

وحمل التحقيق الدائر حول رجل الأعمال السوري المقرّب من النظام، سامر فوز، عنوان “سوريا: سامر فوز، رجل الأعمال الذي ابتسمت له الحرب“، إذ تناول الصحفي معدّ التحقيق، بنجمان بارت، مدى قدرة النظام على إحكام سيطرته الاقتصادية على البلاد، وذلك من خلال التطرق لأنشطة رجل الأعمال، المثير للجدل، سامر فوز، الملقب بـ “رامي مخلوف الجديد”.

وارتأت الصحيفة أنّ لدى النظام القدرة الكافية للتحكم بخيوط اللعبة الاقتصادية، لأنها تبدو “أسهل”، على عكس الجانب العسكري، إذ يعاني النظام من حالة أسمتها الصحيفة بـ “الميليشياوية” المستفحلة.

وأرجعت الصحيفة سبب سطوع نجم فوز وأقرانه بعد عام 2011، إلى العقوبات الدولية التي حظر من خلالها رجال الأعمال الموالون للنظام وجمّدت رؤوس أموالهم، الأمر الذي أتاح لفوز دخول السوق منفردًا وتوقيع عقود شراء، أهمها مواد غذائية كالقمح.

وبحسب تصريح فوز لصحيفة “وول ستريت جورنال” العام الماضي، أعلن دون أي حرج أنه عمل لأربع سنين دون وجود منافس له، لتتساءل الصحيفة الفرنسية حول ما إن كان فوز وأمثاله مجرد واجهة للنظام يمرر خلفه صفقات وأموالًا دون قيود.

وتضمن التحقيق شهادة من مدير أحد مراكز الأبحاث الاقتصادية، ربيع ناصر، والذي اعتبر وجود هذه الفئة من رجال الأعمال تساوي بالأهمية لدى النظام وجود أفرعه الأمنية، باعتبار أنه يتقاسم معهم الأرباح مقابل خدمات وتسهيلات يقدمها لهم.

ولفت التحقيق إلى علم الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء، بوجود وغاية هذه الفئة، بوصفه إياهم “ليسوا أغبياء ليتركوا سامر فوز طليقًا”، مرجّحًا أن سبب إفلات فوز من تلك العقوبات هو رغبة الدول الغربية بإبقاء خيط يصلهم.

وختمت الصحيفة التحقيق بنتيجة مفادها انتهاء “ملحمة سامر فوز”، وذلك بعد إدراج اسمه ضمن لائحة العقوبات الأوروبية، في كانون الثاني الماضي، الأمر الذي يشير إلى قدوم شخصية أخرى لتحل مكانه وتؤدي الدور ذاته في الأيام المقبلة، معتبرة أن لكل زمان “رجال أعماله”، ما يعني أنّ المشهد السوري الآتي سيحمل أسماء جديدة وأدوارًا مختلفة تدور في فلك يتحكم النظام في مجرّاته الاقتصادية.

ويعتبر التحقيق عن سامر فوز، الثاني ضمن سلسلة تضمنت أربعة تحقيقات نشرتها “لوموند” على مدار أربعة أيام، تحت عنوان “سوريا.. السنة صفر”.

وكان التحقيق الأول الذي حمل عنوان “في سوريا ما بعد الحرب، ما زال الجيش في محور اللعبة” قد تناول التحدي العسكري للنظام، الذي استبعد التحقيق أن يكون مرتبطًا بسيطرة النظام على كامل الرقعة الجغرافية في سوريا، بل بارتباطه بمدى قدرته على إحكام سيطرته على العناصر الموالية له من ميليشيات وعساكر وعناصر مسلحة تعرف باسم “الشبيحة”، والتي اعتمد النظام عليها في السنوات الماضية، خاصة أن معظمها تعتمد على تمويل من مصادر خاصة، ما يعني تعزيزًا عسكريًا وإحكامًا على الولاء دون دفعه لمقابل أو حمله لأي  عبء مادي.

وحملت التحقيقات اللاحقة التي نشرتها الصحيفة عنوان “غازي عينتاب، غسق الحرب الأهلية السورية“، أما العنوان الآخر فحمل اسم “بعد الحرب، كلمة المنفيين المستحيلة”.

وكانت مجلة “ديرشبيغل” الألمانية نشرت تقريرًا توقعت فيه أن يكون، سهيل الحسن، الملقّب بالنمر، خليفة للأسد في حال اضطرت روسيا لإزالة الأخير، استنادًا لاهتمام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشخصية “الحسن” وتكريمه.

وسامر فوز هو المدير العام لشركة “أمان القابضة”، التي تتفرع عنها مجموعة من الشركات، وقد عقد صفقات ضخمة لشراء منشآت سياحية في سوريا، منها شراء حصة رجل الأعمال السعودي، الوليد بن طلال، في فندق “فورسيزونز” بالعاصمة دمشق، بحسب ما قالته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، العام الماضي.

كما عقد “صفقات ضخمة” اشترى من بينها ملايين الأسهم في بنك سوريا الدولي الإسلامي، بحسب بيان لـ ”سوق دمشق للأوراق المالية”، الذي صدر في شباط الشهر الماضي.

وقبل عام 2011، كان فوز يدير عدة أعمال عائلية صغيرة متخصصة في واردات الإسمنت قبل دخوله لسوق الحرب، إذ لم يكن فوز معروفًا في وسط رجال الأعمال قبيل هذا التاريخ.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة