من هي الممرضة النيوزيلندية المختطفة في سوريا؟

الممرضة النيوزيلندية لويزا آكفي (الصليب الأحمر)

camera iconالممرضة النيوزيلندية لويزا آكفي (الصليب الأحمر)

tag icon ع ع ع

اختفت الممرضة النيوزيلندية لويزا آكفي في تشرين الأول من عام 2013، خلال أداء مهامها كمندوبة صحية عن منظمة الصليب الأحمر الدولية في إدلب، برفقة سائقين سوريين، وأكدت المنظمة اختطافها اليوم، 15 من نيسان، عبر حسابها على “تويتر”.

“زملاؤنا، لويزا وعلاء ونبيل خطفوا عام 2013 خلال إيصالهم المعدات الطبية في إدلب، سوريا. لقد قمنا بكل الجهود منذ ذلك الحين لإيجادهم. اليوم نعلن، على أمل أن نعلم المزيد عن مكانهم وصحتهم”.

ولدت آكفي في جزر كوك، عام 1956، من عائلة تضم 13 طفلًا، وترعرعت بمنطقة أوتاكي في نيوزيلندا، وهي من السكان الأصليين الذين عاشوا في تلك الجزر قبل وصول البريطانيين.

أتمت تدريبها على التمريض في مشفى ويلنغتون، عام 1977، وعملت في مشافي في نيوزيلندا وإنكلترا واسكتلندا.

قامت بمهمتها الأولى مع الصليب الأحمر عام 1987، وعملت في العديد من مناطق الحروب والنزاعات، من الصومال والشيشان والعراق وأفغانستان.

نجت عام 1996، من الهجوم الأكثر دموية في تاريخ المنظمة، إذ قام 15 مسلحًا بالهجوم على أحد مراكزها، في غروزني في الشيشان، وقتلوا ست ممرضات وهن نائمات، أما آكفي فقد تمكنت من الاختباء في غرفة موصدة.

كما نجت من هجمة أخرى في الصومال.

تلقت، عام 1999، ميدالية فلورينس نايتنغيل، وهي أكبر مرتبة عالمية يمكن أن تحققها ممرضة.

انطلقت في مهمتها الـ 17، في أيلول من عام 2013، كمندوبة صحية في دمشق، لمدة ستة أشهر، وهي مهمة تتطلب منها السفر لأماكن مختلفة لتقديم الموارد الطبية والمعدات للمشافي والعيادات الميدانية وخلال ذلك تم اختطافها، وكانت ثاني نيوزيلندية تعمل مع الصليب الأحمر في سوريا.

نهاية عام 2014 توقف تنظيم “الدولة الإسلامية”، وهو الجهة التي تحتجزها، عن التواصل مع المنظمة ولم تعد هناك أخبار عنها في عام 2015، ولكن في عام 2016 تلقت تأكيدًا على وجودها في البوكمال.

وكان لها ثلاث مشاهدات مؤكدة، في الرقة عام 2017، وفي الميادين 2018، ومؤخرًا أكد شاهدان تلقيهما للعلاج على يدها في قرية “سوسة” شرقي سوريا، قبل أن تتمكن قوات التحالف الدولي من السيطرة عليها الشهر الفائت.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولي المنظمة قولهم إنهم تواصلوا مع تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد اختطافها، وتلقوا طلب فدية يبلغ مليون يورو، مع طلب الإفراج عن مقاتلين محتجزين من التنظيم، ثم تم رفع المبلغ حتى 20 مليون يورو، قبل أن ينزل إلى 5 ملايين يورو.

وبحسب الشهود الذين كانوا محتجزين لدى التنظيم، قالت المنظمة إنها كانت محتجزة في زنزانة واحدة مع الرهينة الأمريكية، كايلا ميولر، وكانت بصحة سيئة وتعاني من ألم في يديها.

رفع أفراد من المنظمة علمًا كبيرًا للصليب الأحمر وسط مخيم “الهول”، الذي يضم ما يزيد على 70 ألف شخص، ليكون منارة تهتدي إليها لعلها تأتي للتواصل مع زملائها، بحسب ما نقلت الصحيفة الأمريكية.

وقالت الحكومة النيوزيلندية، على لسان وزير الخارجية وينستون بيترز، إنها أرسلت فريقًا غير قتالي لجمع المعلومات عن آكفي خلال الفترة الماضية ولتحديد فرص استرجاعها.

لكن رئيسة الوزارء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، استنكرت في مؤتمر صحفي، عقد اليوم، قيام المنظمة بالإعلان عن اسم وحالة آكفي ورفضت الإجابة عن أسئلة حولها وقالت، “يبقى من وجهة نظر الحكومة أنه سيكون من المفضل لو بقيت القضية بعيدة عن المجال العام”.

ورد مدير العمليات في المنظمة، دومينيك ستولهارت، بأنه متفاجئ من تصريحات رئيسة الوزراء، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، وقال “كل قرار اتخذناه كان بالتنسيق مع حكومة نيوزيلندا”. وتابع بأن المنظمة قررت السماح بالنشر على أمل أن تجمع معلومات جديدة حول مكانها.

وصرح المتحدث باسم عائلتها، توايني روباتي، بأن عائلتها فخورة جدًا بها، “إننا نفكر بها يوميًا ونأمل أن تشعر بذلك وتستمد القوة منه”.

وكانت عائلتها رفضت الحديث لوسائل الإعلام عنها مسبقًا، كما أن والدتها توفيت دون أن تعلم باحتجازها، إذ قررت العائلة عدم إخبارها.

تعد آكفي الرهينة الأطول احتجازًا بتاريخ منظمة الصليب الأحمر الدولي، ونقل موقع “Stuff” النيوزيلندي، بلقاء صحفي معها يعود إلى عام 2010، قولها إنه على الرغم من مصاعب مهماتها وعظم الخطر المحيق بها إلا أنها ستستمر وتابعت “أعلم أنني أحقق فرقًا، فرقًا صغيرًا”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة