ما دور المنظمات المدنية بسد ثغرة البطالة في إدلب

camera iconتوزيع اغاثة للنازحين من سهل الغاب المتواجدين بريف ادلب الجنوبي- 28 من آذار 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

البطالة مشكلة من عشرات المشاكل التي تعاني منها محافظة إدلب، لا سيما بعد التضخم السكاني بسبب التهجير القسري إلى المحافظة، الذي فرضته قوات الأسد على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة بعد اتفاقيات معها.

في الوقت ذاته انتشرت منظمات المجتمع المدني في الشمال السوري دعمًا لاحتياجات المنطقة الإغاثية والإنسانية والطبية وغيرها، في محاولة لرفد المنطقة بأساسيات العيش، وأدى انتشار تلك المنظمات إلى تأمين فرص عمل لشريحة من الشباب فقدت أعمالها ووظائفها وتعليمها في ظل الحرب الدائرة منذ تسع سنوات.

هل تؤمّن المنظمات فرص عمل؟

خلقت الكثافة السكانية فجوة بين فرص العمل المتوفرة وعدد العاطلين عن العمل، بينما تحاول المنظمات المنتشرة في المنطقة، خاصة المنظمات السورية، التخفيف من عدد العاطلين عن العمل “قدر الإمكان”، وفق ما قال مدير منظمة “الإحسان” أيمن مرعي لعنب بلدي.

وخص مرعي في حديثه المنظمات الوطنية المحلية التي تستقطب الكوادر من الشباب، من الجنسين، من خلال رفدها بالكوادر المطلوبة لمشاريعها.

وقال مرعي إن المنظمات أمّنت فرص عمل ولكنها غير قادرة، إلى جانب الهيئات المدنية من مجالس محلية وغيرها، على استيعاب الكم الهائل من عدد العاطلين عن العمل، إذ إن حاجة سوق العمل قليلة بالمقارنة مع الكوادر الموجودة نتيجة الازدحام السكاني والعدد الكبير من الأشخاص الذين وفدوا إلى المنطقة.

ويعتقد مرعي أن المنظمات قادرة على تغطية ما هو بحدود 20% إلى 25% فقط من الكوادر البشرية الموجودة في الشمال السوري.

وبحسب مرعي فإن المعضلة “الكبيرة” في أن أغلب الأشخاص الذين هم بحاجة إلى عمل فقدوا قدرتهم على متابعة تحصيلهم العلمي ومتابعة تطوير الذات من خلال التأهيل والتدريب.

قلة فرص العمل في قطاعات الزراعة والصناعة سببت الفجوة، ووفق المرعي، فإن المنظمات على عاتقها مسؤولية هي من ضمن أولويات الموارد البشرية تتمثل بتشغيل الكوادر وتأمين سوق العمل من خلال شقين: الأول التوظيف المباشر، والثاني دعم بعض الفئات القادرة على العمل إما بمشاريع صغيرة أو القروض أو مشاريع أخرى تحقق دخلًا ناتجًا عن عمل معيّن.

محسوبيات في المنظمات

يعتبر مصطلح التزكية واحدًا من المصطلحات الشائعة حين يقدم شاب أو شابة على العمل، وفي حين يجد بعض الشباب الأمر طبيعيًا يراه آخرون نوعًا من المحسوبيات والواسطات.

فاطمة دراش، وهي من مهجري مدينة حلب، قالت لعنب بلدي “تخرجت في المعهد التقاني للإعلام بجامعة حلب الحرة، وخضعت لدورات متنوعة لكسب مهارات تؤهلني لأجد عملًا في قطاع المجتمع المدني”.

عانت دراش، بحسب تعبيرها، من كونها غريبة عن المنطقة، مشيرةً إلى أنها تقدمت لأكثر من وظيفة وهي ترى نفسها “مستوفية” كل الشروط المطلوبة، ولكنها تتفاجأ في كل مرة بالرفض أو عدم الرد وتوظيف “أشخاص ليسوا ذوي كفاءة بسبب تزكيتهم من بعض الأشخاص”، بحسب تعبيرها.

واعتبر سامر دعبول، وهو من بلدة عقربات شمالي محافظة إدلب، وجود المنظمات المدنية أمرًا إيجابيًا، بغض النظر عن آليات التوظيف لدى بعضها، والتي وصفها بالآلية “السوداء”.

وأشار دعبول إلى أن “الشخص قد تكون لديه شهادات وقدرات تؤهله للعمل في المنظمة ويرفض، وبالمقابل يتم تعيين أشخاص ليس لديهم التأهيل العلمي الكافي فقط لأنهم من (طرف فلان)”.

وبين المحسوبية وقلة فرص العمل وكثرة الكوادر يعيش آلاف من الشباب دون عمل، في وقت تغيب فيه الإحصائيات الرسمية عن النسبة الحقيقية للبطالة في الشمال السوري، وتحضر إحصائية عدد السكان والتي تبلغ أربعة ملايين نسمة وفق إحصائية فريق “منسقي الاستجابة”.



English version of the article

مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة