بيان ريحان.. صيغة “يا حرام” لا تليق بالمعتقلات

الناشطة السورية بيان ريحان (ت متحررة)

camera iconالناشطة السورية بيان ريحان (ت متحررة)

tag icon ع ع ع

تجارب الاعتقال ليست متشابهة، من احتجز بداية الصراع السوري ليس كمن احتجز لاحقًا، وبحسب ما ينقله المعتقلون فإن ما يمارس من تعذيب وتنكيل داخل سجون النظام يختلف باختلاف الزمان والمكان على الخارطة السورية.

ترفض المعتقلة السابقة بيان ريحان، والتي اعتقلت في الشهر التاسع من عام 2012 وخرجت بعد شهر، أن تصنف المعتقلات بالعاجزات أو أن تقدم لهن عبارات الشفقة بصيغة الأقل أو بصيغة “يا حرام” كوسيلة للدعم، وقالت، متحدثة لعنب بلدي، “أرفض هذا التصنيف فهو يضعنا في موضع سيئ لا يليق بنا… دعم المعتقلة لا يكون بهذه الوسيلة”.

وتابعت بأن أسلوب الدعم المادي وخاصة توفير فرص العمل هو أكثر ما قد يساعد الناجيات من الاعتقال، وأوضحت وجهة نظرها بأن التعافي ليس محصورًا بدور المجتمع.

“المجتمع لا يحاربك وحده، أنت تحاربين نفسك بنفسك، وأنت من تحددين قيمتك، وأنت من تضعفين نفسك، أنا لن أقول رجاءً ساعدوني إن لم أدعم أنا نفسي”.

لم يكن الاعتقال بالنسبة لابنة مدينة دوما تجربة سلبية، إذ قالت، “أنا أفتخر بتجربتي (…) لقد أصبحت أقوى بعد الاعتقال لم أعد أخاف من شيء”.

لم تعانِ الناشطة الثورية من رفض المجتمع ولا تهجمه أو لومه، بل استقبلت بحفاوة حثتها على الاستمرار بنشاطها الثوري بعزم أكبر.

وأوضحت “تجربة الاعتقال تجربة سيئة للغاية للإنسان الذي يختبرها، لكن ذلك لا يعني أنها تجربة توقف حياتنا أو تحولها نحو الأسوأ”.

ما عانته بيان في أثناء الاعتقال من عنف ورعب واضطهاد، كان نتيجة متوقعة للثورة التي قررت السير على نهجها، وشرحت أنها كانت قد وطدت نفسها على ذلك الاحتمال منذ البداية.

تعرضت للإهانة عند اعتقالها وسط شارع بغداد، وسرعان ما بدأ التحرش اللفظي والتعذيب الجسدي، الذي تمثل بالضرب المبرح والصعق بالكهرباء.

تلقت بيان العديد من التهديدات وآذتها الإهانات المستمرة لمدينتها الثائرة، إضافة إلى التعذيب النفسي الشديد مع فترات التحقيق الطويلة المتعبة، والحالة السيئة للطعام والنظافة والصحة.

من أصعب ما مرت به بيان كان “درس القومية”، على حد تعبيرها، الذي كانت تتلقاه في فترات التحقيق، إذ كان المحقق يلومها على الخروج ضد من “علمها وجعل منها مثقفة”.

لم تتوانَ بيان عن توثيق ما تعرضت له وشهدته داخل المعتقل، ورفضت كل من لامها على صدقها في توصيف ما حصل، وتطوعت لتوثيق المعتقلين منذ أن كانت في دوما وحتى الآن، فهي تعمل منسقة لمجموعة الناجيات السوريات.

وأشارت إلى أن أهم الأخطاء التي شهدتها في المنظمات المعنية بالمعتقلات هي وضعهن مباشرة في خانة المرفوضات من المجتمع، إضافة إلى أن العديد من العاملات في تلك المنظمات لسن من المعتقلات وهذا يعيق فهمهن لتلك التجربة ولمن مر بها.

“أنا أحمد رب العالمين على أني عشت هذه التجربة… من لم يخرج إلى الشوارع ولم ينادِ بالحرية لا يعرف قيمتها ولم يعرف ما هي لذة الثورة… ومن لم يعش الاعتقال لا يستطيع الحديث عنه ولا نال منه القوة والخبرة”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة