رسالة إلى تركيا.. أول كتيبة عسكرية أرمنية في سوريا

camera iconقوة عسكرية أرمينية تحت قيادة قسد- 24 من نيسان (قسد)

tag icon ع ع ع

أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) تشكيل أول كتيبة عسكرية من المكون الأرمني تحت قيادتها، في رسالة واضحة إلى تركيا.

وبحسب بيان لـ “قسد” عبر موقعها الرسمي، فإن مجموعة من المقاتلين الأرمن أعلنوا في قرية تل كوران بناحية تل تمر في الحسكة، الأربعاء 24 من نيسان، تأسيس أول قوة عسكرية باسم الشهيد “نوبار أوزانيان”، تنضوي تحت لواء “قسد”.

وأكد القيادي في القوة العسكرية الأرمنية، ماسيس بوطانيا، استمرار القتال حتى نيل جميع مكونات شمالي وشرقي سوريا حريتها وبناء سوريا تعددية لامركزية، بحسب تعبيره.

 

ما هي إبادة الأرمن؟

ويتزامن تشكيل القوة العسكرية مع ذكرى مجزرة الأرمن التي وقعت في عام 1915، وسط اتهام للسلطات العثمانية (تركيا) بارتكاب مجازر بحقهم، الأمر الذي ترفض الاعتراف به.

وكان الحديث عن مجزرة الأرمن طغى على تغطيات وسائل الإعلام العالمية خلال الأيام الماضية، خاصة بعد إحياء فرنسا للمرة الأولى الذكرى، الأمر الذي لاقى تنديدًا تركيًا.

وتتهم السلطات العثمانية بارتكاب مجزرة بحق السكان الأرمن في الأناضول، بين عامي 1915 و1916 عندما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية وانضموا إلى الجيش الروسي، فقررت تركيا إغلاق ما يعرف باللجان الثورية الأرمنية، ونفي بعض الشخصيات الأرمنية البارزة.

وتقول الاتهامات إن السلطات العثمانية قررت تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب والمتواطئين مع الروس من العاصمة العثمانية القسطنطينية (اسطنبول حاليًا) وترحيلهم إلى أنقرة، قبل أن يلقى عدد كبير من الأرمن مصرعهم خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب.

 

سجال قديم متجدد

لكن تركيا تنفي هذه الاتهامات وتقول، بحسب وكالة “الأناضول” شبه الرسمية، إن الجيش الروسي، شرقي الأناضول، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، وعطلت الوحدات العسكرية الأرمنية، طرق إمدادات الجيش العثماني اللوجستية، في حين عمدت العصابات الأرمنية إلى ارتكاب مجازر ضد المدنيين في المناطق التي احتلتها، ومارست شتى أنواع الظلم بحق الأهالي.

من جهته أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن “أرشيف بلاده مفتوح حتى النهاية لكل من يريد معرفة الحقيقة بشأن مزاعم إبادة الأرمن”.

وأشار أردوغان، بحسب وكالة “الأناضول” أمس، إلى أن “العصابات الأرمنية قتلت المسلمين في مناطق شرق الأناضول، دون أي تمييز بين النساء، والأطفال، والشيوخ”، لافتًا إلى أنه لم تتمكن أي دولة لغاية اليوم من إثبات المزاعم الأرمنية بوثائق أرشيفية.

من جهته، أصدر البيت الأبيض بيانًا، أمس، قال في “نحتفل بـ”ميدس ييغرن” (الكارثة الكبرى بالأرمنية) ونكرم ذكرى أولئك الذين عانوا في واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين، تم ترحيل مليون ونصف المليون أرمني أو ذبحهم أو تشتيتهم (…) من الدولة العثمانية”.

ورفضت الخارجية التركية بيان البيت الأبيض وقالت “في نفس الفترة نذكر ترامب (الرئيس الأمريكي) أن أكثر من 500 ألف مسلم قتلوا على أيدي متمردين من الأرمن، وندعوه لأن يكون عادلًا”.

 

أين ينشط التشكيل الجديد؟

تنشط “قوات سوريا الديمقراطية” التي سيعمل الفصيل الجديد تحت رايتها في شمال شرقي سوريا.

وتشكلت “قسد” في تشرين الأول 2015، وهي الذراع العسكرية للإدارة الذاتية المعلنة شمال شرقي سوريا، وعمادها “وحدات حماية الشعب” (الكردية).

وتعتبر تركيا أن قوات “قسد” هي ذراع لـ”حزب العمال الكردستاني” الذي تحظره أنقرة وتصنفه كـ”منظمة إرهابية”، وتهدد دومًا بعمليات عسكرية ضدها عبر الحدود في سوريا.

لكن القوات مدعومة من التحالف الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، الدولتان اللتان تملكان قواعد عسكرية في مناطق سيطرة “قسد”، وتتمتعان بنفوذ واضح في المنطقة.

خريطة توضح مناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية (بالأصفر) شمال شرقي سوريا - 25 نيسان 2019 (Livemap)

خريطة توضح مناطق السيطرة العسكرية لقوات سوريا الديمقراطية (بالأصفر) شمال شرقي سوريا – 25 نيسان 2019 (Livemap)




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة