عيادات “الطب العربي”.. باب للاستشفاء يطرقه سكان إدلب

camera iconمستحضرات وأعشاب طبية في إحدى مراكز الطب العربي في ريف إدلب الجنوبي (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

إدلب – شادية التعتاع

15 عامًا قضتها حياة المحمد، وهي من سكان ريف إدلب الجنوبي، في التنقل بين الأطباء ساعيةً لحل مشكلة عدم الإنجاب لديها، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل.

تقول حياة (35 عامًا) لعنب بلدي “كنتُ فاقدةً للأمل، كوني بدأت أكبر في العمر، فقد تصبح قدرتي على الإنجاب قريبًا شبه مستحيلة”، ونتيجة لذلك بدأت حياة بالبحث عن حلول جديدة تساعدها في إنجاب طفل خشيت ألا تُرزق به أبدًا.

“سمعتُ من إحدى صديقاتي عن خبير أعشاب، شُفيت حالات مرضية كثيرة على يده”، تقول حياة عن باب الأمل الجديد الذي فتحته صديقتها أمامها، لتبدأ من خلاله البحث عن حلول جديدة لمشكلتها.

حياة، هي واحدة من عشرات المرضى في ريف إدلب الذين لجؤوا للتداوي بالأعشاب بعد فقدانهم الأمل بالعلاج بالأدوية الكيماوية، وعلى يد أطباء متخصصين.

ففي ظل تدهور أوضاع القطاع الصحي، ونقص الأدوية وغلائها في الشمال السوري، اتجه بعض أهالي إدلب إلى “الطب البديل”، فانتشرت عيادات “الطب العربي” لاستقبال المرضى ووصف العقاقير الطبية اللازمة لعلاجهم.

ويقوم “الطب العربي” أو “الطب البديل” على تصنيع أدوية وعلاجات من مواد طبيعية بالكامل، وغالبًا ما تكون على شكل مراهم جلدية، أو مكونات عشبية تُنقع بالماء وتؤخذ بشكل دوري.

العقم وأمراض أخرى.. الحل في “الطب البديل”؟

يقول المعالج بالأعشاب و”اختصاصي الطب البديل”، موسى حج حمود، من بلدة معرة حرمة، وهو خريج معهد صحي من مدينة حمص، إن “الطب البديل” يساعد بشكل كبير في علاج العقم والشقيقة والديسك والأمراض الهضمية والنسائية.

ويضيف حج حمود في لقاء مع عنب بلدي، “شفيت أكثر من 1000 حالة عقم عن طريق الأدوية التي كنت أصفها للمرضى”.

حياة المحمد، هي واحدة من الحالات التي وجدت علاجها من تأخر الإنجاب على يد المعالج حج حمود، إذ أكدت لعنب بلدي أنها بعد أشهر من تداويها بالأعشاب حملت بطفلها عبد الله، بعد أن كانت “من الأشخاص الذين لا يؤمنون بمثل هذا العلاج”، حسب تعبيرها.

ولكن في المقابل هناك أمراض من الصعب علاجها عن طريق الأعشاب، وفق حج حمود، كالصرع والأمراض النفسية والعصبية وأمراض القلب، التي “يُفضل الرجوع فيها لطبيب مختص كونها حالات حرجة وخطرة” وفق تعبيره.

لكن الطبيب عياد الأحمد، من مدينة إدلب، وهو اختصاصي في الأمراض الداخلية، يرى أن “الطب البديل” هو أمر منفصل ومختلف تمامًا عن الطب الحديث، ولا يُغني عنه.

ويضيف الأحمد في لقاء مع عنب بلدي، “هناك الكثير من المرضى يلجؤون للتداوي بالأعشاب عن طريق معالجين اكتسبوا المهنة وراثة من أحد أقربائهم في العائلة، وغالبًا يكونون على غير دراية كافية بالمرض بعد لجوء الناس إليهم”.

ويتابع، “بعض الأمراض المستعصية، كالسرطان، لا يزال الطب الحديث نفسه عاجزًا عنها”، مؤكدًا أن “الطب البديل لا يغني عن الطب الحديث الذي يقوم على أطباء مختصين ذوي دراية كافية بالأمراض”.

تشكيك وتجارب حذرة

يواجه العاملون في مجال العلاج بالأعشاب، وممتهني “الطب العربي” صعوبات عدة يتمثّل أبرزها في عدم اقتناع شريحة واسعة من الناس بفائدة علاجاتهم، واتهامهم بأنهم ساعون لجمع المال فقط، بحسب ما قاله المعالج بـ “الطب البديل” مدين عثمان، لعنب بلدي.

ويضيف عثمان، ابن ريف معرة النعمان جنوبي إدلب، وهو معالج منذ ستة أعوام، أن بعض الناس يظنون أن “الطب البديل” أصبح من الماضي، وأن الأدوية الكيميائية أسرع وأفضل لعلاج الأمراض.

وينقسم أهالي إدلب بين مقتنعين بـ الطب البديل”، ومشككين بقدرته على شفاء الأمراض، فبينما لجأت حياة المحمد إليه ووجدت شفاءها فيه، لا تؤمن غيداء دربوك، وهي مدرّسة من بلدة الأتارب بريف حلب، بقدرته على شفاء الأمراض بشكل كامل، بحسب ما قالته لعنب بلدي.

وترى غيداء أنه “طب وقائيّ، وليس علاجًا فعالًا كالأدوية التي توصف من قبل أطباء مختصين”.

ومن الصعوبات التي تواجه العاملين في “الطب البديل” صعوبة تأمين بعض الأعشاب التي تدخل في تركيب أنواع من “الكريمات” والمنتجات الطبية التي يعتمد عليها هذ النوع من الطب، بحسب المعالج مدين عثمان، و”ذلك يرجع لصعوبة النقل والتبادل التجاري بين المناطق المختلفة”.

ويضيف، “تحتوي بعض المنتجات على أعشاب موسمية، والبعض منها لا ينبت إلا في المناطق الجبلية، وبعضها تكون ذات منشأ بعيد كالهند أو الجزيرة العربية”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة