رغم القبضة الأمنية.. إعلاميون في درعا يسعون لنقل الحقيقة

camera iconمقاتلون يقفون على حواجز يرسم عليها علم الثورة السورية، إلى جانب صورة رئيس النظام بشار الأسد في درعا (رويترز)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – درعا

اختلف الواقع الإعلامي بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة الجنوبية، وأصبحت التغطية الإعلامية شبه مستحيلة تشوبها صعوبات عدة تتجلى في هجرة أغلب العاملين في المجال الإعلامي، والخوف من القبضة الأمنية التي يلاحق شبحها كل ناشط أو صحفي.

شهدت محافظة درعا خلال سيطرة فصائل المعارضة تزايدًا في عدد العاملين في المجال الإعلامي، من ناشطين وصحفيين ومراسلين، فضلًا عن الشبكات الإعلامية التي كانت تنشط لنقل الوقائع الميدانية وتغطية الحالة الاجتماعية والاقتصادية إضافة إلى الأنشطة المدنية.

ولكن في ظل القبضة الأمنية التي أُطبقت على درعا منذ نحو عام، عاد العمل الإعلامي ليأخذ طابعًا سريًا، وعاد الناشطون والصحفيون لاستخدام وسائل الأمان الرقمي وإخفاء أسمائهم خوفًا من الملاحقة.

فراغ إعلامي

يقول أبو محمود الحوراني، الناطق الرسمي باسم “تجمع أحرار حوران”، لعنب بلدي، إن “غالبية المؤسسات الإعلامية في الجنوب السوري أُغلقت بعد سيطرة النظام على محافظة درعا في تموز 2018، لأسباب أبرزها تخوّف الإعلاميين من الاعتقال وطلبهم للخدمة العسكرية”.

ويضيف الحوراني أن “السقوط المفاجئ لدرعا بعد أن كانت معقل الثوار، أحدث صدمة كبيرة في نفوس الإعلاميين الذين كانوا يرفعون معنويات الأهالي”.

ويشير الحوراني إلى أنّ أغلب العاملين في مجال الإعلام تحولوا إلى أعمال أخرى، بحثًا عن لقمة العيش، بينما قصد آخرون الشمال السوري ضمن حملة التهجير، واستمر قسم آخر بالعمل في درعا بشكل سرّي.

وما زال “تجمع أحرار حوران”، وهو فريق إعلامي تأسس منذ بدايات الثورة في درعا، يعمل على توثيق الأحداث في المنطقة، لكنه يواجه صعوبات كبيرة في عمله، على رأسها الخوف من الملاحقة الأمنية.

ويذكر الحوراني لعنب بلدي، أن أحد العاملين ضمن فريق “تجمع أحرار حوران”، قيس الحاري، كان قد نجا من محاولة اعتقال، فرّ على إثرها للشمال السوري عن طريق التهريب.

كما فقد التجمع الكثير من مراسليه الذين كانوا يعملون في مناطق مختلفة من الجنوب السوري، ما أدى إلى صعوبات في توثيق الأخبار، وقلة المصادر نتيجة تخوف المواطنين.

تقنيات بسيطة وضعف في التوثيق

“أنت كإعلامي لا تستطيع حمل كاميرا، لأن النظام يحصرها بمن يحوز بطاقة صحفي”، يقول صائب (اسم مستعار)، وهو إعلامي سابق طلب عدم كشف اسمه الحقيقي.

إذ أصبحت التغطية الإعلامية محصورة فقط بالقنوات والصحف والمواقع الرسمية أو الموالية، التي تمنح العاملين فيها بطاقات ومهمات عمل تتيح لهم التصوير وإجراء المقابلات بشكل حرّ.

بالمقابل بات الصحفيون والناشطون الذين يعملون مع وسائل إعلام معارضة، يستخدمون الهواتف المحمولة في التصوير، وهو ما يضعف دقة وجودة الصور المرسلة.

ويضيف صائب أن العمل بات يحتاج حذرًا شديدًا، سواء من قبل الصحفي، أو حتى الأهالي الذين يخافون من الإدلاء بتصريحات والكشف عن أسمائهم حتى ولو حول مواضيع اجتماعية وخدمية لا علاقة لها بالسياسية.

ونتيجة ذلك أصبحت عملية التحقق من المعلومات والتوثيق أمرًا بالغ الصعوبة، وهو ما يضعف قيمة التغطيات الصحفية حول المنطقة الجنوبية.

128 إعلاميًا خسرتهم درعا

خلال السنوات الماضية، كان العاملون في الحقل الإعلامي مستهدفين من قبل أطراف الصراع بشكل كبير، ويشير أبو محمود الحوراني، الناطق الرسمي باسم “تجمع أحرار حوران”، إلى أن الجنوب السوري خسر 128 إعلاميًا، بينما تعرض آخرون لجروح سببت لبعضهم إعاقات دائمة.

ولا ينفصل ما تعرض له الإعلاميون في درعا عن باقي المناطق السورية، إذ يصل عدد الضحايا من الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي على يد أطراف الصراع إلى 695 في البلاد، وثقتهم “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في الفترة بين آذار 2011، وأيار 2019.

كما وثقت الشبكة ما لا يقلّ عن 1136 حالة اعتقال وخطف بحق الكوادر الإعلامية، بينهم صحفيون أجانب وصحفيات، بحسب تقريرها المنشور في 3 من أيار الحالي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة