تجار في دمشق يستبقون رمضان برفع الأسعار

camera iconأسعار المواد الغذائية في دمشق - 3 ايار 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

دمشق – ماري العمر

شهدت أسواق مدينة دمشق ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار المواد الغذائية، مع قرب حلول شهر رمضان، الأمر  الذي يؤثر في قرار أهالي دمشق بالتسوق ويدفعهم للإحجام عن شراء العديد من المواد الأساسية، والاكتفاء بشراء كميات قليلة منها.

ويقوم أغلب التجار برفع الأسعار كل يومين تقريبًا، دون الاهتمام أو الاكتراث بملاحقة وزارة التجارة او حماية المستهلك في حكومة النظام السوري.

الأسعار في الغوطة أرخص!

وتختلف الأسعار ما بين منطقة وأخرى، فأسعار المواد الغذائية في الريف أرخص من نظيرتها في دمشق، بحوالي 50 إلى 75 ليرة للمواد التموينية فضلًا عن الخضار والفواكه.

وقالت سلمى، وهي من سكان مدينة دمشق، إن ابنها الذي يعمل في الغوطة، رأى فرقًا واضحًا في الأسعار، وهذا ما دفعها لشراء العديد من المواد من الغوطة، فارتفاع الأسعار أنهك سكان دمشق.

ورغم قيام دوريات التموين بجولة يومية للحد من التلاعب بالأسعار، يستمر التجار بسياساتهم.

تاجر في سوق البزورية، وهو واحد من مجموعة تجار بدؤوا برفع الأسعار، أرجع ذلك إلى العقوبات الاقتصادية على سوريا، خاصةً في ظل عدم التصدير، وهي المشكلة الرئيسية التي تدفع التجار لرفع أسعار المنتجات، فسعر الدولار يرتبط ارتباطًا وثيقًا بكل ما هو متوفر في السوق، حتى وإن كان محلي الصنع، بحسب تعبيره.

وعزا رئيس دائرة الأسعار، جميل حمدان، في حديث لصحيفة “الوطن” المحلية، في 2 من شباط الماضي،  ارتفاع الأسعار إلى المنخفضات الجوية واحتياج  البيوت البلاستيكية إلى تدفئة أكبر، وبالتالي زيادة تكاليف الإنتاج، بحسب تعبيره.

وبحسب أرقام الأمم المتحدة في سوريا فإن نحو تسعة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدة على صعيد الأمن الغذائي في سوريا، بينما تقدر وجود ما يزيد على 83% من السكان تحت خط الفقر.

تحركات المركزي هل تجدي؟

المصرف المركزي تحرك لتأمين مواد مستوردة تغطي حاجة السوق، وبالتالي تسهم بتثبيت الأسعار، ونشر المصرف الجمعة 3 من أيار، تعميمًا للمصارف السورية المرخص لها بالتعامل بالقطع الأجنبي يتضمن قائمة بـ41 سعلة أساسية تشكل أولوية في الاستيراد.

وتضم القائمة سلعًا غذائية وطبية وزراعية وأخرى داخلة في قطاع الصناعة، وعلى رأسها الأخشاب والقمح والأرز والمتة والخميرة والمتممات العلفية وحليب الأطفال والمستلزمات والتجهيزات الطبية.

كما تضم مادة السكر الخام والسكر الأبيض المكرر ونشاء الذرة وبيض الفقس والشاي والسمسم ومستلزمات لصناعة الحقائب والأحذية باستثناء الجلود.

وتضم القائمة، ضمن تعميم مصرف سوريا المركزي، ذرة صفراء علفية وشعيرًا علفيًا، بالإضافة إلى محضرات تغذية للأطفال ومذيبات ومخففات عضوية مركبة وحبيبات بلاستيكية.

ارتفاع أسعار اللحوم يدفع للاكتفاء بالخضار

أحمد، وهو سائق نقل عام، ويعمل على خط الغوطة وأب لخمسة أطفال، قال لعنب بلدي،  “كل سنة يكون شهر رمضان أسوأ من الذي سبقه، فالأسعار ارتفعت فجأة وبنسبة عالية جدًا”.

وكان أحمد سابقًا يشتري لوازم رمضان كاملة، ولكن غلاء الأسعار حاليًا يدفعه لشراء المواد الضرورية فقط.

وأضاف أحمد، أن كيلو الجبن البلدي، والذي لا يمكن لأي منزل سوري أن يخلو منه،  يبدأ بسعر ألف ليرة سورية،  إضافةً إلى أن سعر كيلو اللحم وصل إلى سبعة آلاف ليرة.

وكان المواطنون ذوو الدخل المحدود يستبدلون اللحم الأحمر بلحم الدجاج، الذي أصابه وباء رفع الأسعار أيضًا، فأصبح سعره ألفي ليرة للكيلو الواحد، علمًا أن الغش يسود الأسواق بشكل كبير في الألبان والأجبان.

يحاول أحمد تدبير أموره من خلال شراء الخضار المتوفرة في الأسواق كالفول والبازلاء، ليخفف عن نفسه عبء المصاريف،  فسعر كيلو الفول يبدأ من 150 إلى 200 ليرة حاليًا.

وعملت العديد من المنظمات كالهلال الأحمر و”يونيسف” على توزيع مساعدات إغاثية لأهالي الغوطة فقط، كالرز والبرغل، لكن هذه المساعدات تراجعت بشكل كبير بعد خروج المعارضة من المنطقة قبل عام تحديدًا، بينما لم يعد لأهالي وسكان دمشق حصة منها.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة