مع غياب الدعم.. حملة تطوعية لمواجهة “الليشمانيا” في أورم الكبرى

camera iconطفل سوري مصاب بمرض "اللشمانيا" - 19 كانون الأول 2013 (شبكة الثورة السورية)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – ريف حلب

يعمل “مركز أورم الكبرى الصحي”، في ريف حلب الغربي، على مكافحة مرض الليشمانيا الذي ينتشر بكثرة ضمن البلدة، بحملة تطوعية وبتبرعات شخصية من العاملين به.

ويأتي هذا التوجه بعد أن ازدادت حالات الإصابة بـ “الليشمانيا” في سوريا بشكل كبير خلال الأعوام الماضية، نتيجة الإهمال البيئي وزيادة التلوث وعدم توفر إمكانيات مكافحة البعوضة المسببة للمرض.

وقال مدير المركز، علي عبيد، متحدثًا لعنب بلدي، إن المركز يقدم خدماته لما يقارب 3600 مريض شهريًا، ويعمل حاليًا دون أي دعم لوجستي، رغم توجهه للعديد من المنظمات التي كانت ردودها سلبية في الغالب.

“حبة السنة” تعود للانتشار

“الليشمانيا” مرض طفيلي ينتقل عن طريق لدغة حشرة تسمى “ذبابة الرمل”، وهي حشرة صغيرة لا يتجاوز حجمها ثلث البعوضة العادية، لونها أصفر، يزداد نشاطها ليلًا ولا تصدر صوتًا عند لدغ الإنسان.

يظهر المرض كبقعة حمراء كبيرة على الجلد، ويدعى محليًا “حبة حلب” أو “حبة السنة”، يترك ندبًا عند شفائه قد لا تزول إلا بعملية تجميلية.

ويقول عبيد إن المرض منتشر بكثرة في المنطقة، إذ يستقبل المركز 200 حالة في الشهر وسطيًا، بينما يتزايد العدد بسبب نقص الأدوية والشح الكبير بها وصعوبة تأمينها.

ورغم تراجع انتشار المرض في سوريا قبل عام 2011، إلا أنه عاد للظهور بكثافة بعد عام 2017  لنقص العلاج وآليات السيطرة عليه، إذ تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلى وجود 80 ألف حالة مسجلة للمرض خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2018 في سوريا.

أسباب تنتظر العلاج

تفاقمت الحاجات الصحية في سوريا خلال العام الماضي، مع طول أمد الصراع المسلح وانتشار الركام والدمار، إضافة إلى تزايد أعداد النازحين وتزاحمهم في مخيمات تنقصها الكثير من المقومات الأساسية.

وفي تقريرها السنوي لعام 2018 ذكرت الأمم المتحدة أن 46% من المنشآت الصحية لا تعمل بشكل كامل في سوريا، مع انتشار الأوبئة، نتيجة لسوء الظروف المعيشية وقلة اللقاحات الدورية.

وبحسب مدير “مركز أورم الكبرى الصحي”، علي عبيد، فإن أهم أسباب انتشار المرض هو عدم رش المبيدات الحشرية، وانتشار المستنقعات المفتوحة، مع تراكم القمامة دون وجود أماكن مخصصة لها، فضلًا عن إهمال النظافة العامة.

وتؤكد التقديرات الأممية أن نصف أنظمة الصرف الصحي في سوريا على الأقل تأثرت بسبب القصف أو توقفت عن العمل كليًا، ما يعرض المجتمعات المحيطة لمخاطر صحية جادة.

شحّ في العلاجات

علاج المرض له عدة طرق، حسب حجم الحبة وعمرها، منها ما يعالج عن طريق حقن مكان الإصابة موضعيًا بمادة “الغلوغنتين”، ومنها عن طريق ضرب مادة “البونتوستام” عضليًا، بحسب ما ذكر مدير “مركز أورم الكبرى الصحي”.

لا يتمكن المركز من تأمين الكثير من العلاجات الضرورية، لنقص الدعم المالي ونقص الأدوية، ما يدفع العاملين في المركز إلى تمويل العلاج من مالهم الخاص، أو من تبرعات أصدقائهم بكميات قليلة جدًا.

المركز مكرس لخدمة 35 ألف شخص، ويتوجه لأهالي المنطقة وللمهجرين القاطنين بالمخيمات المجاورة وللنازحين المقيمين في المدينة.

وكانت الأمم المتحدة أعلنت عن حاجتها لمبلغ 449.1 مليون دولار لتغطية احتياجات مراكز الخدمات الصحية في سوريا، من أصل تسعة مليارات دولار مطلوبة للمساعدات الإغاثية للسوريين عمومًا، وقد تعهدت الدول لمانحة لدعم السوريين بتقديم مبلغ سبعة مليارات دولار هذا العام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة