وفاة البطريرك صفير: وأين يقع قصر المهاجرين؟

camera iconالبطريرك مار نصر الله بطرس صفير (AFP)

tag icon ع ع ع

توفي البطريرك الماروني اللبناني مار نصر الله بطرس صفير، عن عمر 99 عامًا، تاركًا مواجهة مفتوحة ضد المعسكر السوري ونفوذه في لبنان.

وأعلن المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي في بكركي، فجر اليوم 12 من أيار، وفاة البطريرك، قائلًا إن “الكنيسة المارونية في يتم ولبنان في حزن”.

 

بطريرك “الاستقلال الثاني”

قاد صفير البطريركية المارونية بين عامي 1986 و2011، في وقت شهدت فيه لبنان تحولات سياسية وعسكرية معقدة، بدءًا من نهايات الحرب الأهلية والوجود السوري واغتيال رفيق الحريري.

أصر صفير على إنهاء الحرب اللبنانية مانحًا غطاء لاتفاق الطائف عام 1989، رغم أنه انتقد تطبيق الاتفاق في وقت لاحق.

وبعد ذلك أسس لإنهاء الوجود السوري في لبنان، ليطلق عام 2000 مجلس المطارنة الموارنة ما يعرف بـ “نداء الألفين”، المطالب بانسحاب الجيش السوري.

اعتبر هذا النداء الشرارة الأولى للحراك ضد الوجود السوري، وتوجت هذه المساعي عام 2005 بعد اغتيال رفيق الحريري، وهي المرحلة التي أطلق عليها في لبنان اسم “الاستقلال الثاني” ويربط اللقب بصفير.

أنطوان سعد، كاتب سيرة البطريرك صفير، قال لوكالة “فرانس برس” إن “معركته (معركة صفير) الكبرى كانت إنهاء الوجود السوري في لبنان، وهو أمر كنّا نظنه مستحيلًا بسبب الانقسامات اللبنانية، لكن هو عمل عليه بشكل منهجي وموضوعي ودقيق وهادئ”.

وأضاف، “قاوم الوجود السوري والهيمنة السورية بطريقة سلمية، وعمل على أن ينسج الوحدة الوطنية القادرة على إنهائه”.

من مظاهرات ثورة الأرز  2005(AFP)

أين يقع قصر المهاجرين؟

رفض صفير مرافقة البابا يوحنا بولس الثاني إلى سوريا خلال عام 2001، بعدما كان رافضًا زيارة سوريا معتبرًا أن جيشها يحتل لبنان.

وسئل آنذاك، بحسب ما نقلت مواقع لبنانية، في أثناء توجهه إلى روما: متى ستزور قصر المهاجرين؟ (قصر الرئاسة في سوريا) فأجاب باختصار: “وأين يقع قصر المهاجرين؟”.

وربط البطريرك صفير زيارته إلى سوريا بوجود علاقات ندية مبنية على الاحترام المتبادل وسيادة البلدين.

وبعد تصريحات مثيرة للجدل لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، عام 2010، بأن الحرب الأهلية في لبنان قد تندلع في أيام، رد البطريرك بالقول إن خروج السوريين من لبنان “أبقى على نفوذهم نتيجة تقيد البعض بوصايتهم، ولكن النضال يجب أن يستمر من أجل قيام الدولة”.

وأضاف أن فرص الحرب “قائمة باستمرار ما دام حزب الله يريد أن يقوم مقام الدولة”، بحسب مقابلة أجرتها معه مجلة “المسيرة“.

لكن خلفه بشارة بطرس الراعي زار دمشق عام 2013، ليكون أول بطريرك يزور سوريا بعد استقلال لبنان عام 1943، محاولًا إنهاء مرحلة من التوتر بين الموارنة في لبنان والنظام السوري.

وبعد الخروج السوري واجه صفير المعسكر السوري متمثلًا بـ “حزب الله” في لبنان، واصفًا سلاحه في عام 2010 بأنه “حالة شاذة”.

لكن هذه السياسة قوبلت بانقسام مسيحي، خاصة مع تحالف الرئيس ميشيل عون، الذي ينتمي إلى الطائفة التي كان يتزعمها البطريرك، مع “حزب الله”.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة