“مستمرون”.. حملة لتسليط الضوء على العملية التعليمية في إدلب تحت القصف

camera iconنزوح مدنيين إلى الحدود السورية التركية هربًا من القصف – 3 من آيار 2019 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – إدلب

انقطع محمد السميح، وهو طالب في المرحلة الثانوية من ريف إدلب الجنوبي، عن التعليم منذ حوالي شهرين، بسبب نزوحه مع عائلته جراء القصف الجوي والصاروخي الذي تنفذه قوات الأسد وروسيا ويستهدف معظم مناطق المحافظة، في إطار الحملة العسكرية التي تشهدها منذ شباط الماضي.

يقول محمد لعنب بلدي إنه كان يتلقى التعليم في الريف الجنوبي لإدلب خارج المدارس، التي تعرضت للقصف المركز، ما أدى إلى توقف العملية التعليمية فيها بشكل كامل، وعزوف الطلاب عنها خوفًا من أي خسائر قد تلحق بهم، والذين يواجهون مصاعب وعقبات كبيرة حاليًا في المناطق التي نزحوا إليها، خاصةً مع قرب امتحانات التعليم الأساسي والثانوية العامة.

يقطن الطالب حاليًا مع عائلته بعد النزوح تحت أشجار الزيتون في منطقة قريبة من الحدود السورية- التركية، ويضيف أن النزوح أثر بشكل كبير على التعليم، ومنع قسمًا كبيرًا من الطلاب من إكمال الدراسة أو التركيز بما يتلقونه، مشيرًا “النازحون كثر، ولا توجد منازل للجميع”.

وكان فريق “منسقو الاستجابة” في الشمال أحصى المدارس والمجمعات التربوية التي دمرها قصف النظام السوري وروسيا، وقال في أيار الماضي إن عدد المدارس المستهدفة من قوات الأسد والطرف الروسي في محافظة إدلب، بلغ 44 مدرسة منذ 1 من كانون الثاني الماضي وحتى 8 من أيار 2019.

وأضاف الفريق أن تلك المدارس المدمرة هي ضمن المجمعات التربوية التابعة لمديرية التربية والتعليم في محافظة إدلب، مشيرًا إلى أن نسبة الأضرار في المدارس المستهدفة تفاوتت من 5% وحتى الخروج عن الخدمة بشكل كامل.

حملة تطلقها مديرية تربية إدلب

في ظل القصف المستمر الذي يطال مدن وبلدات محافظة إدلب وصولًا إلى ريف حماة، ويستهدف إلى جانب الأحياء السكنية المدارس والمجمعات التربوية أطلقت مديرية التربية والتعليم في إدلب حملة حملت مسمى “مستمرون”، كخطوة لتسليط الضوء على العملية التعليمية في المحافظة والصعوبات التي تتعرض لها في الوقت الحالي.

ويقول مصطفى الحاج علي، مدير المكتب الإعلامي لمديرية التربية، إن الأخيرة أطلقت حملة إعلامية بهدف تسليط الضوء على عمل المديرية وما تقوم به وما ستقوم به في المرحلة المقبلة، مع قرب بدء امتحانات الثانوية العامة ومرحلة التعليم الأساسي.

ويضيف الحاج علي أن عدد طلاب الثانوية والتعليم الأساسي يبلغ عددهم 25 ألفًا و677 طالبًا، نزح عدد كبير منهم، أكثر من الثلث تقريبًا، نصفهم من المناطق التي تتعرض لقصف جوي ومدفعي مكثف من جانب قوات الأسد وروسيا.

وكانت مديرية التربية أصدرت في وقت سابق قرارًا أوقفت بموجبه الامتحانات في المرحلة الانتقالية في كل من مناطق جسر الشغور وأريحا ومعرة النعمان، وأعطي الطالب علامة المذاكرة للمادة التي لم يتقدم لها.

وبحسب الحاج علي، وثقت المديرية نزوح ألفي طالب من مناطقهم، التي كانت تعمل فيها المدارس، ووثقت أيضًا استهداف 68 مدرسة في الحملة الأخيرة من قبل النظام السوري وروسيا.

إعادة العمل التنظيمي

وفق الطالب محمد السميح، لم تحدد أماكن الامتحانات التي سيتم إجراؤها في الأيام المقبلة، موضحًا أنه يتبع لمجمع مدينة كفرنبل وينتظر قرارًا من مديرية التربية لتحديد مكان التقديم.

ويقول الحاج علي إن استهداف المجمعات التربوية لا يزال مستمرًا إلى اليوم، ومن شأن الحملة التي أطلقت أن تعيد العمل التنظيمي لشهادتي الثانوية والتعليم الأساسي وفق المعايير الدولية وأن تكون الامتحانات “شفافة ونزيهة”.

ويضيف أن لجنة الاستجابة الطارئة في المديرية نشرت روابط عبر مواقع التواصل لمعرفة أماكن الطلاب، على أن يتم إنشاء مراكز امتحانية قريبًا، وسط توقعات أن يبلغ عددها 195 مركزًا قابلًا للزيادة.

ويكمن الهدف من الروابط بإيصال المعلومات الخاصة بالطلاب لمديرية التربية، عن أماكن وجودهم، ليتم فيما بعد توزيعهم على المراكز الامتحانية حسب التوزع الجغرافي.

“حملة مستمرون هي حملة لتكاتف مؤسسات المجتمعي المدني، إذ يوجد تواصل مع المجالس المحلية وجميع مؤسسات المجتمع المدني من أجل استمرار الطلاب في امتحاناتهم”.

ويشير الحاج علي إلى دورات تعليمية في المناطق الأكثر أمانًا في الشمال السوري، تصنف في إطار دورات القراءة العلاجية، كخطوة لرفد الطلاب النازحين بدروس مكثفة.

وفي آخر إحصائية لفريق “منسقو الاستجابة” في الشمال، بلغت أعداد النازحين أكثر من 72520 عائلة (471413 نسمة) منذ بدء الحملة العسكرية، في مطلع شباط الماضي، وحتى 3 من حزيران 2019.

وأشار الفريق إلى استمرار أعمال إحصاء النازحين في مختلف المناطق والنواحي التي استقبلت النازحين، والتي بلغ عددها 35 ناحية موزعة من ريف حلب الشمالي وصولًا إلى مناطق شمال غرب سوريا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة