بين “دقيقة صمت” و”كونتاك”.. الجمهور السوري يرد الفعل

لوحة من مسلسل "كونتاك" يسخر فيها من منظمة "الدفاع المدني" (شوف يوتيوب)

camera iconلوحة من مسلسل "كونتاك" يسخر فيها من منظمة "الدفاع المدني" (شوف يوتيوب)

tag icon ع ع ع

انتهى رمضان وانتهت معه سلسلة من الأعمال الدرامية السورية التي كانت ترحل في السنوات السابقة دون ضجة، ولكن في العام الحالي تحول الشهر الذي تشهد فيه الشاشات ازدحامًا بالدراما، كونه موسمًا، إلى ساحة صراع تبعًا للموقف السياسي وما يتناوله العمل.

وشكل مسلسلا “كونتاك” و”دقيقة صمت” حالة جماهيرية تعكس الواقع السوري الممزق، ليضعا على الجرح السوري ملح الخسارة والإساءة.

تجلى ما صوره “دقيقة صمت” في حقبة زمنية سبقت الثورة السورية، ومر العمل في رمضان وسط إعجاب جماهيري بالنفس النقدي الذي تحلى به، بينما مر “كونتاك”، الكوميدي الساخر، مرور الكرام، من دون إعجاب أو نقد مهم، إلى أن مر العملان بمطبين أشعلا مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومخون.

رد فعل على وجهة نظر كاتب “دقيقة صمت”

تنطلق حكاية المسلسل من شخصيتين يحكم عليهما بالإعدام، وفي الساعات الأولى من فجر أحد الأيام، يقرر مدير السجن، بشكل مفاجئ، تنفيذ حكم الإعدام، ولكن مع قرار التسريع تبدأ أحداث غريبة بالظهور، من حرق مهجع المساجين وتعيين مدير جديد للسجن، وتشكل هذه الأحداث توطئة لهرب المحكومين خارج السجن بواسطة سيارة المدير الجديد وإعدام شخصين آخرين نيابة عنهما وتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث.

المسلسل أخرجه شوقي الماجري وهو من بطولة عابد فهد وستيفاني صليبا وكاريس بشار وخالد القيش وآندريه سكاف وفادي صبيح وهيا مرعشلي وجهاد سعد وفايز قزق وآخرين.

عرض العمل الدرامي الذي انتجته شركة “إيبلا” للإنتاج، ولاقى مدح الجماهير السورية وثنائها بصفيها المؤيد لسلطة النظام السوري والمعارض لها، إلى أن خرج سامر رضوان بتصريحات اختزل فيها المسلسل بأنه “ملك للسوريين بالشارع الموالي والمعارض”، معتبرًا أن العمل هو “صرخة احتجاج في وجه السلطة.. التي لا تستحق هذا الشارع”.

وأضاف رضوان، في تصريحاته لقناة “الجديد” اللبنانية، في 23 من أيار الماضي، “معركتي لم تكن في يوم من الأيام مع أي سوري إلا مع هذه السلطة وأتمنى أن يُقرأ هذ العمل انطلاقًا من الصراع الشخصي مع سلطة مارست كل أنواع التنكيل مع السوريين”.

تصريحات رضوان ضربت على وجع الشارع الموالي، فصار المادح منهم كارهًا للعمل، في حين قوبل بالثناء والشكر من الشارع المعارض الذي عزف الكثير منه عن متابعة الدراما السورية بسبب تبنيها وجهة نظر النظام السوري، فكان عمل رضوان بمثابة عودة للبعض إلى متابعة بعض الأعمال التي تحمل في طياتها جانبًا “ثوريًا” أو تتحدث عن “الوجع السوري وظلم النظام”.

“كونتاك” بلوحة أشعل مواقع التواصل

يقدم مسلسل “كونتاك” سلسلة من لوحات كوميدية ساخرة ناقدة قال منتجوه إنها مستلهمة من “الواقع السائد”.

ألف المسلسل شادي كيوان وأخرجه حسام الرنتيسي، وهو من بطولة أمل عرفة وحسام تحسين بيك ورنا الأبيض وآمال سعد الدين وغادة بشور وفايز قزق وأيمن رضا وعاصم حواط وسوسن ميخائيل ومازن عباس وعلاء قاسم وأدهم مرشد وآندريه سكاف.

وفي الحلقة 23 من المسلسل وفي واحدة من اللوحات سخر المسلسل من ضحايا الهجمات الكيماوية التي استهدفت المدنيين في عدة مناطق من سوريا، ووقع فيها مئات الضحايا.

كما سخرت اللوحة من أعمال منظمة “الدفاع المدني” واتهمتها  بتزوير وتصوير مشاهد مفبركة للقصف، الأمر الذي سبب موجة غضب عارمة، أشعلها معارضو النظام السوري، على المسلسل الذي مرت حلقاته سالمة دون انتقاد طيلة رمضان.

لم تتوقف حالة الهيجان الجماهيري على اللوحة، بل زاد الطين بلة، اعتذار الفنانة أمل عرفة عما عرض في الحلقة، من الضحايا.

وقالت عرفة عبر معرفاتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، “أعتذر لأي سوري فتحنا له جرحًا أو ألمًا بحلقة كونتاك (…) وأكرر اعتذاري وأعيد قدم أصغر طفل سوري بسياسات الكون”، دون التطرق إلى “الخوذ البيضاء” (الدفاع المدني).

ولكن على الرغم من ذلك شنت مؤيدو النظام السوري هجمة على الفنانة بحجة أنها اعتذرت من “منظمة إرهابية”.

تشكل الحالة الجماهيرية السورية في الموسم الدرامي الحالي، عاملًا قد يذهب بانقسام الأعمال المتلفزة بين الخاص بالمؤيدين وآخر للمعارضين وكلٌ يشاهد حسب وجهة النظر التي تناسبه.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة