بلجيكا تستعيد ستة أيتام من أبناء مقاتلي تنظيم “الدولة”

امرأة وطفل في مخيم الهول شرقي الحسكة (AFP)

camera iconامرأة وطفل في مخيم الهول شرقي الحسكة (AFP)

tag icon ع ع ع

أعلنت “الإدارة الذاتية” (الكردية) أنها سلمت السلطات البلجيكية ستة أطفال أيتام ممّن كان آباؤهم قد التحقوا بتنظيم “الدولة الإسلامية”.

وفي تصريحات صحفية له، الخميس 13 من حزيران، أكد المتحدث باسم دائرة العلاقات الخارجية التابعة للإدارة الذاتية، كمال عاكف، تسليم ستة أطفال أيتام بلجيكيين إلى وفد من الخارجية البلجيكية في عين عيسى، الخميس، مضيفًا أنه تم توقيع وثيقة التسليم بشكل رسمي، وأن الأطفال والوفد البلجيكي وصلوا إلى بلادهم.

وكان وزير المالية البلجيكي، ألكسندر دي كرو، صرح في وقت سابق الخميس، لإذاعة “راديو إين” الفلامندية العامة، أن بلاده ستعيد ستة أيتام بلجيكيين من أبناء مقاتلي تنظيم “الدولة”، من المخيمات التابعة للسلطات الكردية في سوريا.

وأضاف، “إنهم أطفال ولدوا في بلادنا وفقدوا اليوم أهلهم، وهم يعيشون بمفردهم في هذه المخيمات، ولم يعد لهم أي سند.. ومن غير المطروح استعادة الأهل الذين اختاروا الانضمام إلى مجموعات إرهابية، لكن الأطفال لم يختاروا ذلك”.

وأوضح الوزير البلجيكي أن القرار اتخذ خلال مجلس وزراء مصغر في العاصمة بروكسل، مذكرًا بقرارات مماثلة اتخذتها كل من فرنسا وهولندا والنرويج في الآونة الأخيرة.

وأعلن وزير الخارجية البلجيكي، ديدييه ريندرز، عقب الاجتماع المصغر، توقيع اتفاق مبدئي مع سلطات كردستان العراق حول إمكانية نقل هؤلاء الأطفال عبر الحدود مع العراق ومدينة إربيل.

وهذه المرة الأولى التي تُنظم فيها بلجيكا عملية إعادة من هذا النوع، وهي تعتبر من الدول الأوروبية التي خرج منها أكبر عدد من المقاتلين الذين انضموا إلى مجموعات متطرفة في سوريا، ومن بينها تنظيم “الدولة”.

وقبل هذه العملية لم تكن عمليات عودة الأطفال تحصل إلا من خلال مبادرات منفردة تقوم بها عائلات.

وتؤكد الحكومة البلجيكية منذ عام 2017 استعدادها لتسهيل عودة أطفال دون العشر سنوات إذا ما ثبُت أنّهم من رعاياها، لكنها وفي أواخر عام 2018 طعنت بقرار قضائي أمرها بالقيام بكل شيء لإعادة ستة أطفال “جميعهم دون الست سنوات” مع أمهاتهم.

وتُشير إحصائيات نقلتها وكالة “فرانس برس” عن مصادر متطابقة، أنه لا يزال ما بين 50 و60 قاصرًا بلجيكيًا موجودين في مخيمات “الهول” و”عين عيسى” و”روج” التابعة للإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا.

وكانت الإدارة الذاتية سلمت يوم الاثنين الماضي 12 طفلًا يتيمًا من عائلات أفراد في تنظيم “الدولة” إلى فرنسا واثنين آخرين إلى هولندا.

وكتب الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، عبد الكريم عمر، على حسابه في موقع “تويتر”، “بناء على طلب الحكومة الفرنسية، سلمت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في التاسع من حزيران 12 يتيمًا فرنسيًا من عائلات تنظيم داعش إلى وفد من وزارة الخارجية الفرنسية في بلدة عين عيسى”.
كما أشار إلى تسليم طفلين هولنديين لوفد من وزارة الخارجية الهولندية.

وبيّن مسؤول آخر في الإدارة الذاتية، فضل عدم الكشف عن اسمه لوكالة “فرانس برس”، أن بين الأطفال الفرنسيين أفرادًا من عائلة واحدة، يبلغ أكبرهم من العمر 10 سنوات.

وكانت فرنسا استعادت في آذار الماضي وللمرة الأولى خمسة أطفال أيتام، وأعلنت أنها ستكتفي على الأرجح بإعادة الأطفال الأيتام فقط من أبناء “الجهاديين” الفرنسيين.

وترفض دول أوروبية عدة استعادة مواطنيها من عناصر التنظيم المعتقلين لدى الإدارة الذاتية، وأفراد عائلاتهم الموجودين في المخيمات التي تسيطر عليها الإدارة.

وفي الخامس من حزيران الحالي سلمت الإدارة الذاتية امرأتين وستة أطفال أمريكيين إلى الولايات المتحدة.

وقال المتحدث الرسمي باسم العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، كمال عاكف، إن تسليم الأمريكيين تم بناءً على طلب من الحكومة الأمريكية، و”الرغبة الحرة والطوعية للمواطنين الأمريكيين في العودة إلى بلادهم دون أي ضغط أو إكراه”.

كما سلمت الإدارة الذاتية خلال الفترة الأخيرة 110 أشخاص من عوائل مقاتلي تنظيم “الدولة” إلى كوسوفو، و231 شخصًا إلى كازاخستان، و148 شخصًا إلى أوزبكستان، حسبما ذكرت وكالة الأنباء “روداو“.

ولا يزال آلاف المواطنين الأجانب محتجزين لدى القوات الكردية في شمال شرقي سوريا، من أكثر من 40 دولة، عقب هزيمة التنظيم التي أعلن عنها في 23 من آذار الماضي، وكانت الإدارة الذاتية قد دعت كل دولة لتحمل مسؤولية مواطنيها واستعادتهم، إلا أن العديد من الدول احتجت بالمخاوف الأمنية للرفض.

ونقلت وكالة “رويترز“، عن عبد الكريم عمر، المسؤول في قسم العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، قوله إن الحكومات الأجنبية تبدو الآن مستعدة أكثر لاستعادة مواطنيها ولكن “للحالات الإنسانية فقط”.

وأضاف أنه يتوقع أن تستعيد المزيد من الدول النساء والأطفال من المخيمات المزدحمة في سوريا.

وكانت العديد من المنظمات الإنسانية دعت إلى تحسين الظروف المعيشية في المخيمات السورية، خاصة مخيم “الهول” الذي يضم أضعاف قدرته الاستيعابية، مع ما يزيد على 73 ألفًا لجؤوا إليه خلال المعارك الأخيرة ضد التنظيم بداية العام الحالي.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة