الهجوم على ناقلتي النفط في خليج عمان يفجر قلقًا دوليًا

صورة نشرها الجيش الأمريكي لدورية بحرية من الحرس الثوري الإيراني تزيل لغما غير منفجر ملصق بواحدة من الناقلتين (BBC/رويترز)

camera iconصورة نشرها الجيش الأمريكي لدورية بحرية من الحرس الثوري الإيراني تزيل لغما غير منفجر ملصق بواحدة من الناقلتين (BBC/رويترز)

tag icon ع ع ع

توالت ردود الفعل العربية والدولية على حادثة إصابة ناقلتي نفط في خليج عمان، كما شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا ملحوظًا.

وحمّل وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أمس الخميس 13 حزيران، إيران المسؤولية عن الهجوم على ناقلتي النفط والذي أدى لاشتعال النيران فيهما وإجلاء طاقميهما، لافتًا إلى أن الحادث “جزء من حملة أشمل تقوم بها إيران، ووكلاؤها ضد بلاده”، بحسب تعبيره.

وفي حديثه للصحفيين قال بومبيو إن “حكومة الولايات المتحدة خلصت إلى تقييم هو أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسؤولة عن الهجمات التي وقعت في خليج عمان”.

وأشار إلى أن هذا التقييم “يستند إلى معلومات مخابرات ونوع الأسلحة المستخدمة ومستوى الخبرة اللازمة لتنفيذ هذه العملية والهجمات الإيرانية المشابهة التي وقعت في الآونة الأخيرة على قطاع الشحن، وحقيقة أنه لا توجد مجموعة تعمل بالوكالة في تلك المنطقة تملك الموارد أو الكفاءة للتحرك بهذه الدرجة العالية من التطور”.

واعتبر بومبيو أن هدف إيران من هذه الهجمات هو منع عبور النفط من مضيق هرمز، محذرًا من أن الأنشطة التي تقوم بها “تمثل تهديدًا واضحًا للأمن والسلم الدوليين، وهجومًا فاضحًا على حرية الملاحة”.

وكانت واشنطن وجهت أصابع الاتهام لطهران في حادثة مشابهة وقعت يوم 12 من أيار الماضي، تم خلالها استهداف ثلاث ناقلات للنفط في ذات المنطقة التي تعتبر استراتيجية وبمثابة ممر حيوي لشحن النفط إلى العالم.

ومنذ انسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي تصاعدت حدة التوتر بين بلاده وطهران، إذ حذرت إيران في مرات عدة من أنها قد تغلق مضيق هرمز إذا لم تتمكن من بيع نفطها نتيجة العقوبات الأمريكية.

ولم تعلن بعد أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة.

إيران تنفي

من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الحادث بأنه “مريب”، داعيًا إلى حوار إقليمي لتجنب التوتر، واعتبر أن تزامن الهجوم مع زيارة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى طهران أمر “مثير للشبهات”.

كما أعرب المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، عن قلق بلاده، مشيرًا إلى استعدادها لتعاون أمني إقليمي لحماية الممرات المائية الاستراتيجية، بحسب ما نقلت وكالة “فارس” الإيرانية للأنباء.

من جانبه صرح الكرملين الروسي أنه من السابق لأوانه تحديد المسؤول عن الهجوم، محذرًا من مغبة التسرع في الاستنتاجات.

بينما دعا نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، إلى عدم استخدام الهجوم لإثارة الموقف ضد إيران.

تنديد أممي 

عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن، دعت إليها الولايات المتحدة، لمناقشة التطورات الأخيرة في خليج عمان، أكد مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير منصور العيتبي، أن جميع أعضاء المجلس، أدانوا الهجوم على ناقلتي النفط بالقرب من مضيق هرمز، معتبرين إياه “عملًا إجراميًا”.

ولفت السفير الكويتي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن، أن المجلس لم يناقش في جلسته المغلقة الأدلة التي تحدث عنها الوفد الأمريكي، كما لم يتم طرح أي مقترحات أو طلبات من قبل أي دولة بضرورة إجراء تحقيقات في الهجوم على ناقلتي النفط.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ندد أمس خلال اجتماع لمجلس الأمن حول التعاون بين الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالهجوم، داعيًا إلى تقصي الحقائق وتحديد الجهة المسؤولة عنه.

وقال في هذا الصدد، “أُدين أي هجوم على سفن مدنية.. إذا كان هناك شيء لا يستطيع العالم تحمله، فهو اندلاع مواجهة كبيرة في منطقة الخليج”.

مواقف عربية

الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، وصف بدوره استهداف ناقلتي النفط بالـ “تطورات الخطيرة”، معتبرًا أن بعض الأطراف تحاول إشعال النيران في المنطقة، بحسب تعبيره.

وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير، لفت إلى اتفاق بلاده مع رؤية واشنطن في تحميلها إيران الوقوف وراء الهجوم، قائلًا في تصريحات لشبكة سي إن إن، “ليس لدينا سبب يدعونا للاختلاف مع وزير الخارجية (مايك بومبيو)، نحن نتفق معه، إيران لها تاريخ في ذلك”.

التحالف السعودي الإماراتي الذي يحارب الحوثيين في اليمن أشار إلى أنه بالإمكان ربط الهجوم بهجوم سابق نسب إلى الحوثيين في مضيق باب المندب، واصفًا إياه بالـ “تصعيد الكبير”.

أما رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، فقد أشار إلى أن الهجومين “يأتيان ضمن سلسلة أعمال تخريبية من شأنها تقويض سلامة الملاحة البحرية والاستقرار الدولي”.

الموقف الأوروبي

من جهتها دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، إلى أقصى درجات ضبط النفس وتفادي أي استفزاز، مؤكدة أن “المنطقة لا تحتاج لأسباب جديدة مزعزعة للاستقرار ومثيرة للتوتر”.

أسعار النفط تشتعل

وقفزت أسعار النفط فور إعلان نبأ الهجوم، لتصل نسبة ارتفاعها إلى 4.5% قبل أن تعود وتغلق على زيادة بنسبة 2.2%.

وأغلق سعر برميل نفط “برنت” بحر الشمال على 61.31 دولار بزيادة 2.2%، بينما أغلق سعر برميل النفط  الأمريكي الخفيف عند 52.28 دولار بزيادة 2.2% أيضًا.

وتعبر من مضيق هرمز يوميًا نحو 35% من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحرًا، والتي تُقدر بنحو 15 مليون برميل.

وأدت العقوبات الأمريكية إلى خفض الصادرات النفطية الإيرانية من 2.5 مليون برميل يوميًا في نيسان من العام الماضي إلى 400 ألف برميل يوميًا في أيار.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة